النسور يحضر مأدبة افطار اقامها نظيره التركي
المدينة نيوز - اقام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مأدبة إفطار صباح اليوم الجمعة في قصر دولماباهشي حضرها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ورؤساء وزراء ومسؤولون من مصر وتونس والمغرب واليمن وذلك على هامش الاجتماع السنوي لمجلس محافظي البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية ومنتدى الاعمال.
واكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في كلمة القاها خلال مأدبة الافطار التي حضرها وزير التخطيط والتعاون الدولي ووزير السياحة والاثار الدكتور ابراهيم سيف والسفير الاردني في تركيا امجد العضايلة اننا في الاردن نسعى الى ان يصل اثر النمو الاقتصادي على الشرائح المختلفة في الاقتصاد وفي كافة المناطق الجغرافية بما يضمن تطوير تنمية متوازنة شاملة مثلما نؤمن بأن التعاون والانفتاح المتوازن والاستفادة من تجارب الدول الصديقة مثل تركيا سيساعد في خفض الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق التنمية المتوازنة من خلال اقامة عدد من الشراكات الاقتصادية والاستثمارية التي نتطلع لتطويرها في المدى القريب المنظور.
واكد رئيس الوزراء اهمية هذا اللقاء لمناقشة عدد من المواضيع في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تميزت بحالة من عدم الاستقرار السياسي وانعكاساتها على الاوضاع الاقتصادية في بلداننا معربا عن شكره لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لرعايته هذه الاجتماعات السنوية ، وللجمهورية التركية حكومة وشعباً على استضافة الاجتماع السنوي الثاني والعشرين لمجلس محافظي البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية ومنتدى الاعمال الذي يشكل فرصة ثمينة لنا جميعاً لتبادل الرأي والخبرات حول تجارب دولنا بالإضافة الى طرح عدد من القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.
وقال رئيس الوزراء يأتي لقاؤنا في وقت بالغ الأهمية نتيجة لما تشهده المنطقة من تحولات جذرية عدة على مستوى بلداننا، إذ لا يمكننا أن نتجاهل ما يحدث في المنطقة من تطلع الشعوب الى الديمقراطية واشراكها في تحديد مستقبلها بعد سنوات من التهميش والاقصاء، وبالرغم من أن هذه التحولات ساعدت على إحداث بعض التغييرات الايجابية التي ارتبطت بالتحول نحو الحكم الديمقراطي ومشاركة الشعوب في تحديد اولوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيداً عن الحكم الفردي، إلا أنه وفي نفس الوقت قد كان له بعض التداعيات السلبية الاقتصادية والامنية على المدى القصير، تمثلت بإحداث اختلالات واضحة في معدلات النمو الاقتصادي وانخفاض مستوى الامن في بعض تلك البلدان الذي انعكس سلبا على مستوى حياة المواطنين وعلى مستوى الانتاجية، حيث نأمل ان تكون تلك الانعكاسات السلبية مرحلية وليست دائمة.
وقال " نحن ندرك أننا جزء من الاقتصاد العالمي نتفاعل معه ونتأثر بمتغيراته سلبيا وايجابيا ويكمن التحدي في كيف يمكن تكييف الاوضاع المحلية مع المتغيرات العالمية والحد من تأثيراتها السلبية" لافتا الى اننا في الاردن ندرك بأن الاصلاحات السياسية لا يمكن لها أن تتعزز وتتحقق بمعزل عن الإصلاحات الاقتصادية حيث لا يمكن الفصل بينهما، كما أن الكثير من أسباب فشل التنمية يعود إلى الوهم بإمكان تعجيل التنمية الاقتصادية في غياب تحرك واضح تجاه إحداث التحديث والاصلاح السياسي المطلوب.
واوضح ان الاردن شهد خلال العامين الماضيين العديد من الخطوات الاصلاحية الهامة جاء في مقدمتها تعديلات دستورية جوهرية انبثق عنها انشاء المحكمة الدستورية، والهيئة المستقلة للانتخابات، بالإضافة إلى تعديل قانوني الانتخاب والاحزاب السياسية وقانون الاجتماعات العامة.
وقال النسور ان أحد أهم الاستحقاقات التي تم انجازها هو اجراء الانتخابات النيابية بداية العام الحالي بإشراف كامل من الهيئة المستقلة للانتخابات أفرزت مجلس نواب دون أي نوع من التأثير على إرادة الناخبين في اجواء من الشفافية والحرية والنزاهة اشاد بها كافة المراقبين الدوليين والمحليين، والاهم من ذلك رضى المواطنين على الاجراءات المتبعة.
واستكمالا لهذا الانجاز فان الحكومة ملتزمة بإنضاج فكرة الحكومة البرلمانية على أساس برامجي، حيث تصب جهودنا حالياً تجاه تحقيق هذا الهدف.
واكد ايمان الأردن بأن هدف أي عملية سياسية كانت أو تنموية هو المواطن، وتعزيز ثقته بمؤسسات الدولة وتفعيل مشاركته في صنع القرار والمساهمة في تحديد أولوياته. مضيفا انه ولتجسيد ذلك، قمنا في الأردن بتشكيل لجنة للنزاهة الوطنية تعمل على اصدار توصيات محددة وواضحة لتمكين أجهزة الرقابة وتعزيز قدراتها المؤسسية، وإصلاح منظومة الانظمة الادارية والمالية، وترسيخ مبادئ الحوكمة والشفافية والمساءلة على مستوى مؤسسات الدولة كافة وضمان كفاءة إدارة المال العام، وتطوير الاطر الناظمة للعلاقات التشاركية بين مختلف القطاعات.
وتم خلال مأدبة الافطار تبادل وجهات النظر حول جملة من القضايا التي تشغل الرأي العام في العالمين العربي والتركي ، وعلى رأسها الأزمة السورية إلى جانب التباحث حول العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين تركيا والدول العربية.