تضامن : حقوق الأمهات الصحية الطريق الوحيد لإنقاذ الأطفال من سوء التغذية

تم نشره الأحد 12 أيّار / مايو 2013 02:26 مساءً
تضامن : حقوق  الأمهات الصحية الطريق الوحيد لإنقاذ الأطفال من سوء التغذية

المدينة نيوز - : - أصدرت جمعية معهد تضامن النساء الأردني " تضامن " بياناً وصل المدينة نيوز نسخة منه وتالياً نصه :

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" خلال شهر نيسان (2013) تقريراً بعنوان "تحسين تغذية الأطفال: الحاجة الملحة القابلة للتحقيق من أجل التقدم العالمي" ، أكدت فيه على أن (165) مليون طفل دون سن الخامسة حول العالم وبواقع طفل من بين كل أربعة أطفال يعانون من التقزم وبنسبة (26%) عام (2011) ، ينتج عنها آثاراً صحية قد تنهي حياتهم أو تقضي على مستقبلهم.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن التقزم وهو إنخفاض الطول مقابل العمر ناتج عن عوامل رئيسية هامة تتعلق بالأمهات والأطفال على حد سواء ، فالتقزم ليس نتيجة للغذاء وحده ، وإنما الوضع التغذوي يتأثر بتمتع كل من الأم والطفل بالغذاء والصحة والرعاية. وترتبط صحة الأطفال ذكوراً وإناثاً بشكل مباشر بصحة أمهاتهم ، وإن الإهتمام بالإمهات قبل وخلال فترة الحمل وبعده تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال وتغذيتهم خاصة في الأشهر القليلة التالية على الولادة الى عمر السنتين.

ويؤكد التقرير على أن الفئات المحرومة والمهمشة في المجتمع هي الأكثر تأثراً بحالات سوء التغذية والتقزم ، فعلى المستوى العالمي يعاني ثلث الأطفال والطفلات الريفين / الريفيات دون سن الخامسة من التقزم ، مقابل معاناة ربع الأطفال والطفلات في المناطق الحضرية. إلا أن الأرقام تشير الى أن (55%) من أطفال اليمن يعانون من التقزم ، ويعاني ثلثي الأطفال في المناطق الحضرية باليمن وبنسبة (44.2%) منه. كما أن ثاني أعلى نسبة من الأطفال / الطفلات منخضي الوزن موجودة في اليمن وهي (58%) بعد أفغانستان.

كما يرتبط إرتفاع معدل حالات التقزم في العالم بحالة الفقر ، حيث إن معدل إصابة الأطفال والطفلات دون الخامسة في المجتمعات الأشد فقراً هي ضعف إحتمالات إصابة نفس الفئة في المجتمعات الأكثر ثراءاً. وإن إمكانية وصول الأمهات وأطفالهن الى الغذاء الكافي والمكملات الغذائية المناسبة ، والعناية الصحية اللازمة لهن ولأطفالهن ، وتوفر الخدمات الصحية والمياة النظيفة والصرف الصحية والنظافة الجيدة ، جميعها تساهم وبشكل كبير في الحد من تعرض الأطفال والطفلات لحالات التقزم.

أما في الأردن ، فقد أشار التقرير الى أن إنتشار التقزم بين عامي (2007-2011) وصل الى نسبة (8%) من الأطفال والطفلات ، وبحسب إحصائيات عام (2011) فقد بلغ عدد الأطفال والطفلات الذين يعانون من التقزم (65) ألف ، وبنسبة تقل عن (1%) من حالات التقزم في العالم. في حين كان معدل الوفيات للأطفال والطفلات دون سن الخامسة (21) لكل ألف عام (2011).

وتضيف "تضامن" بأن الأثار المترتبة على الإصابة بالتقزم عند الأطفال والطفلات دون سن الخامسة والتي تنتشر فيما بينهم بشكل متقارب كما أفاد التقرير ، تمتد ليصاحبه تعطل نمو الدماغ مما يوثر على حياتهم / حياتهن لفترة طويلة الأمد ، حيث يؤدي الى تدني مستوى الحضور الى المدرسة والتعلم بدرجة أقل ويؤثر على الدخل مستقبلاً. وعلى سبيل المثال فإن دولة مثل اليمن تخسر (3%) من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب ذلك ، كما أن الأطفال والطفلات المصابون والمصابات يفقدون / يفقدن (22%) في المتوسط من دخلهم / دخلهن الذي يحصلون / تحصلن عليه مستقبلاً.

ويشير التقرير الى أن التوقت بخصوص التغذية يعتبر أمراً هاماً ، حيث تعتبر مدة الألف يوماً الأولى منذ بدء الحمل حتى إكمال الطفل / الطفلة العام الثاني هي الفترة الأهم لتلبية الإحتياجات الغذائية ، وإن (54) دولة حول العالم تعاني من سوء تغذية أطفالها خلال هذه الفترة ، وبالتالي لن يكون بالإمكان تعويض النمو المفقود كون الضرر الذي يكون قد لحق بالطفل / الطفلة لا يمكن تعويضه في أغلب الحالات.

وإن الأمهات اللاتي يعانين من سوء أو نقص التغذية ترتفع لديهن إحتمالات ولادة أطفال وطفلات منخفضي الوزن عن الأمهات اللاتي يتمتعن بتغذية مناسبة ، وأن (60%-80%) من وفيات المواليد تحدث لدى الأطفال والطفلات منخفضي الوزن. وفي اليمن تعاني واحدة من كل أربع أمهات من سوء أو نقص تغذية وبنسبة (25%) ، ويولد في اليمن ما نسبته (32%) من الأطفال والطفلات بوزن منخفض.

وتنوه "تضامن" الى أن هنالك ربط مباشر ما بين سوء التغذية ووفاة الأطفال والطفلات دون الخامسة من العمر ، حيث أن ثلث وفيات الأطفال والطفلات دون الخامسة تحدث بسبب نقص أو سوء التغذية ، وتزيد من المخاطر الصحية والتعرض للأمراض الشديدة كالإلتهاب الرئوي والإسهال والملاريا والحصبة. وبشكل عام فإن الأطفال والطفلات الذين يعانون / يعانين من سؤء أو نقص تغذية شديدين تزيد إحتمالات وفاتهم / وفاتهن تسع مرات أكثر ممن يحصلون على تغذية مناسبة.

واكد التقرير على أن أوضاع التغذية لأطفال وطفلات العالم تبشر خيراً ، وأن إتخاذ المزيد من الإجراءات والمبادرات ستسهم في خفض معدلات التقزم ونقص الوزن والهزال وإنخفاض الوزن عند الولادة ، فعلى مستوى العالم إنخفض مستوى إنتشار التقزم بنسبة تصل الى (36%) خلال (20) عاماً الماضية من نسبة تقديرية بلغت (40%) عام (1990) الى (26%) في عام (2011) ، كما إنخفضت مستويات إنتشار نقص الوزن من (25%) عام (1990) الى (16%) الى يومنا هذا ، كما وإنخفض المستوى العالمي للأطفال والطفلات دون الخامسة والذين / اللاتي يعانون من الهزال بنسبة (11%) ليصل عددهم الإجمالي (52) مليون طفل وطفلة بعد أن كان (58) مليون طفل وطفلة عام (1990) ، وتتحمل الهند لوحدها ثلث حالات إنخفاض الوزن عند الولادة على مستوى العالم.

وتؤكد "تضامن" على الأثار المضاعفة التي تقع على عاتق الطفلات اللاتي يعانين من سوء التغذية ، حيث أنهن عرضة في المستقبل الى أن يلدن أطفالاً يعانون من إنخفاض في الوزن ، خاصة عند الفتيات الصغيرات اللاتي يتزوجن وينجبن بدون أية إستشارات خاصة بتنظيم الأسرة ، وقبل أن يكتمل نموهن وتعليمهن.

وتشدد "تضامن" على أهمية تحسين صحة الأمهات خاصة قبل وأثناء الحمل وبعد الولادة ، ولأسباب متعددة ومن بينها الطبيعة البيولوجية للنساء والأطفال ذكوراً وإنائاً ، فإن هذه الفئة هي الأكثر عرضة لنقص أو سوء التغذية ، لذلك فإن التدابير والإجراءات التي تهدف الى معالجة تلك الفوارق بين الذكور والإناث ، إضافة الى الحد من عدم المساواة بين الجنسين في مختلف المجالات بما فيها الإجتماعية ، وإتاحة فرص التعليم والعمل والصحة للنساء ووصولهن وأطفالهن للخدمات الصحية ومواقع صنع القرار ، ستعمل جميعها على خفض مستويات سوء التغذية وما يترتب عليها من آثار ، وستنقذ آلاف الأرواح سنوياً ، مما يجعل من التغذية حاجة ملحة قابلة للتحقيق.

جمعية معهد تضامن النساء الأردني



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات