تشافيز يتهجم على كولومبيا ويصفها بـ "إسرائيل أمريكا اللاتينية"

المدينة نيوز- شن الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز هجوما شديدا على جارته كولومبيا ووصفها بأنها "إسرائيل أمريكا اللاتينية"، وذلك بعد موافقتها على إقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها وفتح المجال أمام واشنطن لتنفيذ عمليات عسكرية من خلال قواعد كولومبيا العسكرية، فيما تعهد بتدعيم قدراته العسكرية لمواجهة أي خطر محتمل قد يهدد أمن بلاده.
ونقلت صحيفة "ذا ديلي تليجراف" البريطانية في عددها الصادر السبت عن تشافيز انتقاده للخطوة التي أقدمت عليها كولومبيا "بقبولها إنشاء أربع قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها والسماح للولايات المتحدة باستخدامها في أي عمليات عسكرية".
وبموجب الاتفاق الذي أعلن الأربعاء الماضي بين بوجوتا وواشنطن فإنه بإمكان الولايات المتحدة استخدام ثلاث قواعد كولومبية على الأقل تقع في شمال ووسط وجنوب شرق كولومبيا التي يبلغ طول حدودها المشتركة مع فنزويلا في الشمال الشرقي أكثر من ألفي كم ومع الإكوادور نحو 600 كم في الجنوب الغربي.
إسرائيل تتجه لأمريكا اللاتينية لمواجهة إيران
وقال تشافيز: "لن نصمت على ما قامت به إسرائيل قارة أمريكا اللاتينية.. يجبرنا موقفها على إعادة النظر في المخطط الكامل لعلاقاتنا معها"، معلنا إلغاء اجتماع رفيع المستوى بين وفد فنزويلي ومسئولين من كولومبيا كان مقررا هذا الأسبوع.
وفي السياق ذاته أعلن وزير الخارجية الفنزويلي "نيكولاس مادورو" أنه اجتمع مع سفيرة كولومبيا لدى كاراكاس "ماريا لويزا شياب" ليخبرها بالموقف الفنزويلي، مؤكدا أن "هذا الأمر يمثل خطوة غير ودية على الإطلاق من جانب كولومبيا، وأن القواعد العسكرية الأمريكية من الممكن أن تُستخدم في شن هجمات على فنزويلا، وستشكل حتما خطرا على السلام في القارة كلها".
ومضى يقول: "لا أهتم بما يقوله الجيران هنا أو ما يقوله الأمريكيون في الشمال.. نحتاج إلى تقوية قواتنا برا وبحرًا وجوًا، وسنواصل القيام بذلك".
وأثار الاتفاق العسكري بين بوجوتا وواشنطن مجددا المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في المنطقة، فقد قال رئيس بوليفيا إيفو موراليس أثناء اجتماع في لاباز الخميس 23-7-2009 حضره تشافيز: "إن رجال السياسة الذين يقبلون بوجود قاعدة عسكرية أمريكية في بلادهم (..) هم خائنون لأمتهم".
"إمبراطورية الشر"
وفيما أعرب عن قلقه إزاء الوجود المتزايد للقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، أعلن تشافيز أن بلاده ستضاعف قوتها وقدرتها العسكرية إلى المثلين على الأقل، من حيث الدبابات وأسلحة المدفعية والمشاة، وقال: "سنجلب كتائب جديدة من الدبابات ليكون لدينا قوات مدرعة تعادل على الأقل ضعفي حجم ما لدينا اليوم".
وخلال الحفل الذي حضره مسئولون عسكريون وأذاعه التلفزيون الفنزويلي أعلن الرئيس الفنزويلي أنه طلب من حليفته روسيا كميات أسلحة كبيرة ليتسنى له حماية بلاده من "إمبراطورية الشر" -في إشارة إلى الولايات المتحدة- وأذنابها -في إشارة إلى كولومبيا- معلنا أن قراره بمضاعفة حجم قدرته العسكرية "بات أمرا ملحا وقرارا لا رجعة فيه".
وأردف قائلا: "نحن جاهزون للموت، ولن نسمح في يوم من الأيام أن نصبح مستعمرة أمريكية أو غير أمريكية".
جدير بالذكر أن فنزويلا تطور دائما من قدراتها العسكرية، فقد قامت في السنوات القليلة الماضية بشراء طائرات من روسيا وأجهزة رادار من الصين، وكان أحدث تلك الصفقات، بحسب تشافيز، شراء 100 ألف بندقية كلاشينكوف و50 مروحية و25 طائرة مقاتلة من روسيا.
وكان الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز قد أمر الشهر الماضي بإرسال عشر كتائب إلى منطقة الحدود على خلفية الأزمة التي أثارها تنفيذ كولومبيا عملية عسكرية داخل الأراضي الإكوادورية ضد متمردي حركة "فارك"، وهي تنظيم ثوري يساري يحارب حزب المحافظين الحاكم في كولومبيا، تأسس سنة 1964 كجناح عسكري للحزب الشيوعي الكولومبي وكحركة عسكرية تعتمد حرب العصابات إستراتيجية له.