ندوة بعنوان الخطاب الثقافي ودوره في الحد من العنف المجتمعي

المدينة نيوز- عقدت في المكتبة الوطنية الثلاثاء ندوة بعنوان الخطاب الثقافي ودوره في الحد من العنف المجتمعي بالتعاون بين وزارة الثقافة ومركز الجسر العربي للتنمية وحقوق الانسان.
واشار وزير الثقافة الدكتور بركات عوجان الذي افتتح الندوة أن العنف المجتمعي أو الاجتماعي بحجمه الحالي ظاهرة جديدة دخيلة على مجتمعنا , تحتاج الى تكاتف جهود جميع مؤسسات المجتمع لوقفها.
وقال إن الوزارة تتبنى خطة تنويرية عملية برامجية تقوم على الاتصال المباشر مع الفئات المستهدفة وتذهب إلى الناس وإشراك الجميع في صياغة الخطاب الثقافي الذي يليق بمجتمعنا وبما أنجزه الإنسان الأردني بإمكاناته المادية المحدودة وروحه الإيجابية الكبيرة.
وأكد ان الخطاب الثقافي المؤسسي في الأردن يهتم بالإنسان وحقوقه كخطوط حمراء، وقابل للفهم والإدراك عند المتلقي، اي أن لا يكون ذاهبا باتجاه واحد، دون تلقي التغذية الراجعة المستمرة التي تعدّل من الخطاب، أو تعدّل من شيفراته لكي يكون مفهوما.
وتساءل ان كان العنف يمثل مفهوم استخدام القوة أو التهديد بالقوة في إيذاء النفس أو الآخرين او غياب ثقافة التفاهم والقبول والحوار او ميل إلى إثبات الذات الفردية والجماعية بالقوة، وهل هو الميل إلى أخذ الحق ، وهل هو توظيف الهويات الفرعية في تفتيت بنية المجتمع، بدلا من توظيفها في تماسك المجتمع ؟ .
وقال الوزير ان مثل هذه الاسئلة تستدعي تحديد دراسة العنف باشكاله لتحديد الأسباب والمسببات التي على رأسها عدم الثقة بالقوانين والأعراف، داعيا الى دراسة الابعاد الثقافية للعنف خاصة اننا نرى مواطنين يعتدون داخل المؤسسات او مرافق المريض يعتدي على الطاقم الطبي ، وكذلك المعلم أصبح عرضة للاعتداء من قبل الطالب أو الأهل.
وتحدث رئيس مركز الجسر العربي للتنمية وحقوق الانسان الدكتور امجد شموط عن اهمية حماية حقوق الافراد التي كفلتها المعايير الدولية داعيا الى وقف هذه الظاهرة عن طريق تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع وتحقيق التكافؤ في الفرص وعدم استبعاد وتهميش الافراد.
وقال ان سوء الاوضاع الاقتصادية يلقي بظلاله السلبية , فالفقر والبطالة والغياب العادل في توزيع مكتسبات التنمية يرفع من شأن دوامة العنف والفوضى.
ودعا الى رد الاعتبار لمنظومة الدفاع الاجتماعي للاسرة والمدرسة والمثقفين واستعادة هيبة الدولة من خلال تعزيز احترام دولة القانون والمؤسسات بعيدا عن التعصب والانغلاق والكراهية.
وتحدثت الاميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز ال سعود عن القيم التي رسخها الاسلام الحنيف في التسامح والاعتدال ونبذ العنف وتعزيز اطر الحوار بين الافراد والجماعات داعية الى مشاركة جميع المؤسسات والهيئات والافراد لوقف مسلسل العنف في المجتمعات .
وناقشت الندوة اوراق عمل حول ظاهرة العنف واتساعها في المجتمع واهمية الثقافة في معالجة هذه الظاهرة.
وكرم وزير الثقافة عددا من الشخصيات التي اسهمت في تعزيز لغة الحوار وتدعيم النشاطات والبرامج لوقف ظاهرة العنف .
( بترا )