"النقاب" تقليد غير اسلامي .. و"الحجاب" لنساء النبي فقط

المدينة نيوز - قال رئيس الوزراء السوداني الأسبق الامام الصادق المهدي رئيس المنتدى العالمي للوسطية ان قرار وزراء الصحة العرب الذي اتخذ بمنع الحج لفئات عمرية فوق الـ 65 سنة في ظل تزايد انتشار مرض انفلونزا الخنازير عالميا "جائز من حيث مبدا الاسلام والعقيدة الاسلامية لا سيما اذا كان بصورة عقلانية ويصب بالمصلحة الطبية ويتعلق بحياة الناس".

 واوضح الامام المهدي ان كل شيء في الاسلام قابل للفهم لما يحقق المصلحة ويحقق الافضلية ، فاذا ثبت ان هناك سببا يجعل الازدحام في الحج وسيلة لزيادة افواج مرضى انفلونزا الخنازير فانه من حق المسؤولين التدخل في هذا الامر ، معتبرا ذلك "مسألة بديهية".

 وقال ان موضوع مرض انفلونزا الخنازير مبني على حقائق بالوقائع وليس على مسألة العقيدة ، مستذكرا مواقف مماثلة اتخذت في عهد الاسلام منها في زمن امير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما عطل واوقف سهم المؤلفة قلوبهم ، كما اتخذ في عهد احد الصحابة في دمشق مثل هذا الامر بمنع الناس من السفر عندما علم ان هناك وباء في تلك الفترة.

 ورأى المهدي ان منع الحج يحتاج الى تداول الرأي بين علماء الشريعة وعلماء الطب ، مشيرا الى ان هذه المسالة لا تقف عند فصيل واحد بل يجب ان يشتركوا جميعا في تحديد ما هي المصلحة ، ومن ثم عليهم ان يتخذوا كل الاحتياطات ، واذا ثبت ان المصلحة تقتضي ذلك يجب ان يتم مراعاتها.

 وأعرب المهدي عن اسفه الشديد لصورة المرأة في وسائل الاعلام بشكل عام ، مشيرا الى ان مؤسسات قليلة فيها درجة من الاحترام للمرأة ، وان اجهزة الاعلام المختلفة تستخدم المرأة كسلعة في الدعاية والاعلان والترويج للبضائع بصورة فيها استخفاف شديد بالمرأة ودورها وأهميتها ، وشدد على ضرورة مراجعة صورة المرأة في الاعلام لكي تحترم انسانيتها وتعامل بندية.

 وفيما يتعلق بموضوع المرأة والحجاب قال "اعتقد ان كلمة الحجاب نفسها كلمة خاطئة كون السياق المستخدم في القران الكريم كان المقصود به نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وان كلمة الحجاب كلمة في غير موضعها وتعني الستار".  

وحسب المهدي فان النقاب تقليد غير اسلامي استورد من حضارات ذكورية تريد ان تفرض على المرأة الغاء شخصيتها وليس فقط هويتها ، فالشخصية للمرأة في الاسلام حاضرة بحقوقها كاملة والمرأة في الاسلام لها حق المبايعة وحق الشهادة وحق الوكالة عن الاخرين ، متسائلا كيف يمكن للمرأة المنقبة ان تمارس كامل حقوقها بالنقاب وهي غير معروفة الهوية بتغطية وجهها. 

واضاف "نحن في حياتنا الان كل شيء يقوم على اثبات الهوية في اي موقع نكون فيه من خلال ابراز وثيقة ثبوتية كالجنسية وجواز السفر والبطاقة الشخصية والواجب ان يتطابق ما في هذه الوثيقة مع الوجه" ووفقا للمهدي فان الزي المحتشم جزء من كرامة المرأة ، ولكن النقاب الذي يلغي وجهها فيه اساءة إلى المرأة وكرامتها ، والغاء لهويتها وشخصيتها لان كل انسان يحاسب بما يفعل ، فعندما تكون شخصيته ملغاة لا يمكن ان يحاسب ، ولذلك فكل المجرمين يستخدمون القناع ليفعلوا ما يشاؤون دون ان تعرف هويتهم. 

واكد ان الزي الاسلامي والاحتشام في الاسلام واجب مفروض على الرجل مثله مثل المرأة ، فلا يقتصر على المرأة فقط الاحتشام في لباسها بل على الرجل كذلك ، موضحا ان الزي الاسلامي بالنسبة للرجل والمرأة يجب ان يكون ساترا وان لا يكون محددا وان لا يكون شفافا وان يسمح بما يظهر هوية الشخص ، الوجه واليدين والقدمين ، مؤكدا ان نقاب المرأة خطأ يحرم المرأة هويتها ويحرمها حقها في المواطنة. 

وأكد المهدي اهمية عقد المؤتمر الدولي الخامس للوسطية ، مشيرا الى أن هذا المؤتمر يسهم في تقديم مرافعة قوية في قضية الاسلام في العصر بان المرأة تستطيع ان تكون مسلمة وعصرية ، وان هذه المرافعة القوية فيها حجة ضد الذين يرون ان المرأة المسلمة يجب ان تكون تقليدية او اولئك الذين يرون انها يجب ان تكون عصرية. 

وعما يجب ان تعمله المرأة لتكون مسلمة عصرية اشار الى ضرورة ان يكون لها الوعي باصول دينها وان تعي واقعها في العصر الذي تعيشه وان تميز ما في العصر لانه ليس ما في العصر كله حسن ولا بد من غربلة ثقافة العصر.