السلاح الكيماوي في سوريا

المدينة نيوز - تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في مناطق مختلفة من سوريا. وقد أعلن الجيش السوري الحر، الخميس، سيطرته على الكتيبة 232 في اللواء 52، ثاني أكبر الألوية العسكرية التابعة لقوات النظام . كما أعلن «الحر» استعادة السيطرة على بلدتي الجربا والبحارية في ريف دمشق.

ويأتي ذلك غداة مقتل نحو 112 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.

تسمم بالفوسفات العضوية

من جهة ثانية، وبينما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) أنها اطلعت على «أدلة» تؤكد وقوع هجوم كيماوي في منطقة سراقب الشمالية. وفي الوقت نفسه، أكدت المخابرات الأميركية أن السلاح الكيماوي استخدم مرتين «على الأقل» في سوريا.

وقالت «بي.بي.سي» إن مراسلها، ايان بانل، زار بلدة سراقب الواقعة في شمال سوريا، حيث أبلغه شهود بأن مروحيات تابعة لقوات النظام ألقت برميلين على الأقل يحتويان على غازات سامة، مشيرة إلى أن الحكومة السورية نفت ذللك.

وأضافت الإذاعة أن بلدة سراقب، الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة حلب، كانت تعرضت لقصف مدفعي من قوات الحكومة السورية في ابريل الماضي. ونقلت «بي. بي. سي» عن أطباء في مستشفى البلدة قولهم إنهم عالجوا ثمانية أشخاص من مشاكل في التنفس، وكان بعضهم يتقيأ، فيما بدت على آخرين علامات التسمم مثل تضيق بؤبؤ العين. وقد توفيت امرأة في وقت لاحق.

وقال المراسل إن الطبيب الذي عالج المرأة أبلغها بأن الأعراض التي عانتها تطابقت مع الأعراض التي عاناها الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم بالفوسفات العضوية وتم إرسال عينات للفحص.

«الكيماوي» استخدم مرتين

وتبادلت المعارضة المسلحة والحكومة الاتهامات بالوقوف وراء هجمات الأسلحة الكيميائية التي تعرضت لها مناطق في سوريا، فيما تحدثت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عن وجود أدلة متزايدة على أن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية.

وأمس، أعلنت مسؤولة أميركية أن أسلحة كيماوية استعملت مرتين في النزاع السوري، مشيرة الى أن واشنطن تبحث عن المزيد من المعلومات لتحديد طبيعة التعامل معها.

وقالت مساعدة وزير الخارجية ويندي شيرمان، أمام نواب أميركيين، إن «أجهزة المخابرات متفقة على القول مع درجات مختلفة من التأكيد، أن أسلحة كيماوية استعملت الأقل مرتين في سوريا».

وتابعت، خلال جلسة استماع مخصصة للبرنامج النووي الايراني، أن «الثقة بأجهزة المخابرات التي أكن لها تقديرا كبيرا ليست مع ذلك كافية لاتخاذ قرارات أشير أليها».

ولم توضح شيرمن من استعمل هذه الأسلحة، النظام أو المعارضة، مضيفة «إننا نجمع معلومات إضافية».

إسرائيل تهدد الأسد بإسقاطه «إذا هاجمها»

نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤول إسرائيلي بارز رفض الكشف عن هويته، القول: «إسرائيل عازمة على الاستمرار في منع وصول أسلحة متقدمة لحزب الله. إن وصول هذه الاسلحة لحزب الله سيزعزع استقرار المنطقة بأسرها، ويعرضها للخطر». وأضاف «وإذا رد الأسد بمهاجمة إسرائيل، أو محاولة ضربها ، فسيخاطر بإسقاط نظامه، لان إسرائيل سترد». وتابع «أحجمت إسرائيل حتى الان عن التدخل في الحرب الاهلية في سوريا، وستحافظ على هذه السياسة، مادام الأسد يحجم عن مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر».

اعتقال الممثلتين مي سكاف وزينة ظروف

اعتقلت السلطات السورية الممثلة مي سكاف، أمس، بعد يومين من اعتقال زميلتها زينة ظروف. والممثلتان معروفتان بمواقفهما المناهضة للحكومة السورية.

وقال ناشطون سوريون إن السلطات اعتقلت سكاف أثناء توجهها إلى منزلها في ضاحية «مشروع دمر» السكنية في دمشق، واقتادتها إلى مكان مجهول، بينما كانت قد اعتقلت ظروف قبل ايام على الحدود، بينما كانت متوجهة الى بيروت.

وكانت السلطات السورية قد وجهت تهمة التحريض على القتل لسكاف في شهر أغسطس الماضي، ضمن قانون مكافحة الإرهاب، وكان سبق أن اعتقلتها في يوليو 2011، خلال مشاركتها في تظاهرة مناهضة للنظام في حي الميدان في دمشق.

كيري يشارك في «أصدقاء سوريا»

يشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا المقرر عقده في الأردن هذا الأسبوع. وأكد نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية، باتريك فنتريل، أن كيري يبذل جهداً دبلوماسياً شخصياً على أساس يومي في هذا السياق، وهذا موضع تركيز وزارة الخارجية والحكومة الأميركية.

أنقرة: رد الفعل العالمي «أقوال فقط»

انتقد الرئيس التركي عبد الله جول رد الفعل العالمي على الصراع في سوريا، الخميس، وقال إنه يقتصر على «الأقوال»، مضيفا أن بلاده لم تتلق مساعدة تذكر لمواجهة تدفق الأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين عليها.

ودعا جول، الذي تحدث الى الصحافيين في بلدة ريحانلي الحدودية ـــ حيث أسفر تفجير سيارتين ملغومتين عن مقتل أكثر من 50 شخصا ـــ الى الهدوء بعد الحادث الذي أثار احتجاجات مناهضة للحكومة ورد فعل عنيفا ضد اللاجئين السوريين في البلدة.

( أ ف ب )