طفلة في العاشرة لم تمنعها يد مشوهة من نقش إبداعاتها
المدينة نيوز- شجرة خضراء وشمس ذهبية ونقاط سوداء كناية عن طيور تحلق في السماء نقشتها نور على لوحة فنية حين أمسكت بصعوبة قلمها بيدها اليسرى وأسندته بيدها اليمنى ورسمت.
نور ابنة العشر سنوات تحب الحياة ومتفوقة في دراستها ، لكنها ولدت بتشوه خلقي في اليد اليمنى، إذ إن الانتفاخ الذي يكوّر كفها امتد الى منتصف ذراعها، وأصابع يدها اليمنى غير متناسقة.
تقول والدتها الى وكالة الأنباء الأردنية إنه ومنذ كان عمرها خمسة أشهر كان حجم اصبعيها السبابة والوسطى كحجم أصابع رجل، ما اضطرها الى مراجعة الطبيب الذي وصف حالتها بالنادرة.
أجريت لنور عملية جراحية وتم استئصال الاصبعين بالكامل لتصبح يدها شبيهة بالكرة وقد تشعب منها ثلاثة اصابع، وتسأل أمها دائما "ليش أنا هيك؟ لو كان في حدا مثلي كان الوضع عاديا عندي".
تبكي نور عند ارتداء ملابس ذات أكمام ضيقة قياسا بحجم يدها، وتكره شراء ملابس جديدة نظرا لذلك.
وعن نظرة الصديقات اليها قالت "لي صديقات حلوات، أحبهن كثيرا، يدافعن عني إذا ما تعرض لي أحد الصغار بالنظر الى يدي أو التعليق عليها".
خلال زيارتها برفقة أهلها الى أحد الأقارب شاهدت دمية بثلاثة أصابع فقط ما جعلها تفرح لذلك لأنها تشبه يدها.
رئيس شعبة جراحة التجميل في مستشفى البشير الدكتور محمود البطاينة قال إن حالة نور نادرة وإن يدها لا تؤدي أي وظيفة مبينا أن الأنسجة الموجودة في الأصابع (طرية) ومتضخمة أكثر من اللازم وأن أوتار الأصابع لا تستطيع التحكم بحركتها بشكل سليم.
وأضاف أن يدها عديمة الفائدة من الناحية الوظيفية مشيرا الى أن المتعارف عليه في هذه الحالات إذا أصبح اصبع الطفل بحجم اصبع أبيه أن يتم بتر الأصابع المتضخمة لأنها تصبح معيقة أكثر من أنها مساعدة.
وقال إن الحل الآن هو إجراء جراحة جديدة ليد نور لإزالة الأنسجة (الطرية) الزائدة عن الحاجة لتتمكن من استخدام اصبعي الخنصر والبنصر بشكل أفضل.
ودعا الدكتور البطاينة الأهالي الى عدم إهمال أي تشوه يولد مع الطفل مهما كان التشوه بسيطا مؤكدا أهمية استشارة الطبيب المختص فورا لأنه قد يتطور من تشوه بسيط الى تشوه قد يصبح علاجه أمرا معقدا.
رئيسة وحدة الرعاية النفسية في مركز الحسين للسرطان الدكتورة أمينة التميمي دعت العائلات التي يعاني ابن لها من تشوه ما الى تشجيعه على الاعتماد على نفسه من خلال المهارات التي من الممكن إتقانها بعضو آخر في الجسم.
ودعت اسرة نور الى تشجيع ابنتهم على استخدام يدها اليسرى في امور حياتها اليومية ما يزيد من ثقتها بنفسها.
وقالت إن صورة جسد الطفل بالنسبة اليه مهمة وإن أي تشوه يصاب به الطفل يجعل تقديره لذاته متدنيا مشددة على أهمية تشجيعه وتعويده على مهارات يتميز بها عن اقرانه ودعمه لتقبل وضعه كما هو .
واشارت الى اهمية دور المدرسة والمعلم عند وجود طفل يعاني من اعاقة او تشوه ما وقالت ان المشكلة في المدرسة تكون اكبر لوجود اطفال من بيئات مختلفة قد يسيؤون التصرف مع اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة او ممن يعانون من تشوه ما سواء بالنظر اليهم أو التعليق عليهم.
وأكدت أن دور المعلم يكمن في التشديد على أهمية تقبل ذلك الطفل والتوسع في شرح اخلاقيات التعامل اللطيف داعية الى إشراك الطفل المعاق أو الذي يعاني من تشوه ما في مجموعات عمل طلابية وتشجيعه.
