محاضرة لوزير الداخلية الاسبق نايف القاضي حول التحديات الراهنة
المدينة نيوز - حذر وزير الداخلية الاسبق نايف القاضي من الانسياق وراء موجات العبث التي يشهدها المجتمع الاردني هذه الايام ودعا للوقوف بوجهها والتنبه لمخططاتها حفاظا على المنجز الاردني واستيعاب ما يجري من حولنا بمنتهى اليقظة والحكمة.
وقال القاضي خلال ندوة حوارية نظمها نادي الحسين الرياضي في قاعة غرفة تجارة اربد اليوم الجمعة حول التحديات الراهنة بحضور فعاليات سياسية وحزبية واقتصادية واكاديمية وشعبية "ان وحدة الشعب هي الاساس الذي تبنى عليها ارادة البناء والاصلاح والتغيير نحو الافضل وهي السبيل لمواجهة التحديات والتعاطي معها بحس وطني ومسؤولية كبيرة".
ووصف المرحلة التي يمر بها الاردن انها من اصعب واخطر المراحل التي عاشها على مر العقود الماضية وعزا ذلك الى وهمية الخطط والمشاريع والسياسات القادرة على معالجة مختلف اشكال التحديات والتي ضاعت في زحمة الحركة وانخفضت معها قيم الاحساس بالوطنية الحقيقية القائمة على التوحد والمشاركة والتي اسهمت بفقداننا للثقة بأنفسنا فتاهت البوصلة والخارطة التي تمكننا من العبور منها على حد تعبيره.
وقال القاضي " اننا اصبحنا بلا لغة تجمعنا او هوية موحدة يعرفنا العالم بها ودخلنا في فوضى هدامة دمرت ما تبقى من ثقافتنا الوطنية وغابت عن حياتنا المرجعية الثقافية الوطنية الواحدة واسهمت في تفتيت الكيانات السياسية العربية".
واضاف ان الدعوات التي يطلقها البعض بفصل القيادة عن النظام والدستور والهوية تشكل علامة فارقة وخطيرة من شانها طمس هوية الدولة الاردنية التي قامت على العقد الموثوق بين هذه المكونات وصنعت تاريخ الاردن ماضيا وحاضرا وهي الوحيدة القادرة على بقاء كينونته ومدها بأسباب التقدم والنماء مستقبلا.
واكد ان الاوضاع في سوريا وتحديات عملية اللجوء الى الاردن تعد من ابرز المخاطر التي تهددنا لاسيما مع هذا الطوفان المستمر من اللاجئين والذي يتعامل معه الاردن كانه قدر محتوم حتى ساد الاعتقاد بانه لا حدود للأردن يقف عندها من يريد الدخول اليها ودعا الى اعادة النظر بعملية اللجوء وتنظيمها قياسا على الالتزامات الدولية والعربية بهذا الجانب.
ولفت الى ان شمال المملكة اصبح بالفعل منطقة منكوبة جراء تدفق سيل اللاجئين وكانه اعصار مستمر اذا ما استمر الموقف الرسمي على حاله من هذه القضية المؤرقة منوها الى ان الاردن ليس سوريا ولا فلسطين ولا العراق وغيرها.
وانتقد القاضي الزج بالعشائر الاردنية على انها وراء عدم النهوض السياسي والاصلاحي وانها من دوافع العنف المجتمعي والعنف في الجامعات واعتبر ذلك ظلما كبيرا للعشائر الاردنية من شانه الاطاحة بأهم قاعدة اجتماعية وطنية وركيزة اساسية من ركائز بناء الدولة الاردنية الحديثة لافتا الى ان اختلاق ادوات التفرقة بين العشائر الاردنية التي يغذيها البعض تهدف الى تطويع الدولة الاردنية لأهدافهم في التوطين والتجنيس على حساب الهويتين الاردنية والفلسطينية المستقلتين.
واعتبر القاضي ان الاستمرار في النهج الاصلاحي المقترن مع المحاربة الجادة للفساد وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص واحداث التنمية في المحافظات وسيادة القانون هي العلاج الشافي لكل المخاطر والتحديات التي نمر بها بما فيها العنف المجتمعي مؤكدا ان الاردنيين يمتلكون القابلية والجاهزية لاستيعاب عملية الاصلاح والنهوض الشامل.
وشجب رئيس نادي الحسين المهندس جمال ابو عبيد باسم القطاعات الرياضية والشبابية في محافظة اربد كافة انواع العنف في مجتمعنا وجامعتنا ودعا الى معالجته بحزم بعد البحث عن الحلول الاصلاحية الجادة مشيرا الى اهمية تحمل كافة المنظمات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لمسؤولياتها في التعاطي مع هذه الظاهرة وايجاد الحلول الكفيلة بالحد منها.
واشار الى ان النادي ومن منطلق هذه المسؤولية عمل على دعم الشباب ومنحهم الفرصة في المشاركة بصنع القرار وفي الاعمال التطوعية والنشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية والمبادرات الهادفة الى غرس روح الانتماء والولاء للوطن والشعب والقيادة.
واستأثر العنف المجتمعي والعنف في الجامعات بالحيز الاكبر من مساحة الحوار في اللقاء وركز المتحدثون فيه على اهمية مراجعة سياسة القبول في الجامعات بان لا يدخلها الا من يستحق ذلك الى جانب معالجة الاختلالات في النظام التربوي برمته منذ الصفوف الاولى اضافة الى توفير العدالة وتكافؤ الفرص والحد من جيوب الفقر والبطالة والحد من ظاهر الواسطة والمحسوبية التيث دخلت في صلب التعليم العالي على حد وصفهم.
واعتبر رئيس غرفة التجارة محمد الشوحة ان العنف في الجامعات والمجتمعات المحلية هو انعكاس للواقع الاقتصادي والسياسي الذي يعيشه الاردن وطالب اخرون باشاعة روح التنمية المستدامة القادرة على استيعاب الخريجين فيما اشار عميد شؤون الطلبة في جامعة اليرموك الدكتور احمد البطاينة الى ان نظام الساعات المعتمدة في الجامعات شكل فراغا كبيرا لدى الطلبة اسهم بزيادة امكانية اللجوء الى العنف واظهاره كسمة من سمات الرجولة بدل اشغاله بنشاطات هادفة ومفيدة تعمل الجامعات على توفيرها.
(بترا)