قصة نشأت دائرة حكومية
في احد الايام ذهب احد النواب الى احد الوزراء وتوسل اليه ليعين قريب له في وظيفة حارس او عامل تناسب مؤهل ذلك الشاب الباحث عن عمل، حاول الوزير جاهدا ان يجد له شاغرا في وزارته التي امتلات بالموظفين فقرر ان يعينه حارسا لمبنى مهجور يتبع لوزارة وافق الشاب على هذا العمل ، وبعد فترة عاد الشاب للوزارة محتجا يطلب حارسا بديلا لمساعدته فتم تعين حارس بديل وبعد فترة احتجا الحارسان طالبان سيارة وسائق فتم تعيين السائق وسيارته وبعد فترة زمنية قصيرة احتج السائق وطلب سائق اخر لمعاونته فاخذ مراده وتم تعيين سائق اخر وبعد فترة زمنية قصيرة بعث الوزارة بموظف جديد وظيفته مراقبة الدوام ثم تم تعيين مدير على مجموعة الموظفين ثم قامت الوزارة بترميم المبنى وصيانته وتجهيزه بالمكاتب الحديثة واجهزة الحاسوب والانترنت وتسميته مديرة المبنى المهجور.
بعد انقضاء عامين أرادت الوزارة تطوير العمل وتحسينه فقررت تحويل هذه الدائرة الى هيئة مستقلة ماليا واداريا وتسميتها هيئة المبنى المهجور حيث تم رفع الرواتب الى اربعة اضعاف ونظرا لاهمية هذه الدائرة تم تعيين مدير جديد براتب 5000الاف دينار وهو ابن رئيس وزراء سابق مع سيارة حديثة وسكرتيرة جميله صديقه للمدير وبراتب 1500دينار ومراسل براتب 500دينار.
وبعد ستة اشهر اراد المدير تطوير العمل فقام بتعيين سكرتيرة اخرى اخت للمدير العام ومهندسين اثنين ابناء وزراء ومستشارين اثنين ابناء نواب وصرف لكل واحد منهم سيارة حديثة ولاب توب كونهم ابناء الذوات وهم لا يقبلون بالعمل بالقطاع الحكومي وبالرواتب المتدنية.
بعد عامين اعتصم 500 موظف من هيئة المبنى المهجور امام مبنى رئاسة الوزراء مطالبين بتحسين اوضاعهم الوظيقة من بدل سكن ورفع علاوة غلاء المعيشة وبدل خطورة وبدل صعوبة عمل وبدل سفر فاستجابت الحكومة لمعظم المطالب حتى اوقف المعتصمين اعتصامهم.
بعد عام ياتي رئيس وزراء جديد ويوعز باجراءات حكومية لخفض النفقات الجارية وعليه اتخذ مدير دائرة المبنى المهجور قرار بوقف التعينات لمدة ستة اشهر والاستغناء عن الحارس الاول كونه عبء زائد على الدائرة.
وتم استبدال جميع سيارات التي مضى على استخدامها عامين باخرى حديثة وذلك توفيرا للمحروقات والصيانه وكذلك وقف انارة المكاتب ليلا ومنع استخدام المكيفات بعد الدوام الرسمي ومنع الاستحمام اثناء الدوام الرسمي ومنع استخدام الالعاب على الحاسوب اثناء اوقات العمل الرسمي.
هذه القصة حدث على كوكب المريخ ونخاف ان تتكرر في الاردن لذا كتبتها حتى نستفيد منها ولا اقصد بها اي هيئة مستقلة او اية من مئات من مديريات الوزارات التي ليس لها اية مهام وظيفية .