تضامن : التمييز في الأجور إمتداد للتمييز في المصروف بين الجنسين

المدينة نيوز - : عقد اليوم في عمان مؤتمر وطني وبرعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال ، رئيسة اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة بعنوان "نحو القضاء على التمييز في الأجور بين الجنسين" أطلقت خلاله اللجنة التوجيهية للإنصاف في الأجور وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية دراسة حول عدم الإنصاف في الأجور بين الجنسين في الجامعات والمدارس الخاصة في الأردن ، والتعديلات القانونية اللازمة للقضاء على التمييز في الأجور بين النساء والرجال بمختلف الوظائف والمهن وعلى كافة المستويات والقطاعات.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أهمية إنعقاد هذا المؤتمر ، خاصة وأن اللجنة التوجيهية والمكونة من وزارة العمل ومنظمة العمل الدولية واللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة تقوم ومنذ بداية العام بإجراء مراجعة شاملة للتشريعات الأردنية بما فيها الدستور وقانون العمل الأردني وقانون الأحوال الشخصية وقانون الضمان الإجتماعي ونظام الخدمة المدنية ، بهدف إجراء التعديلات الضرورية لإزالة كافة أوجه التمييز وعدم المساواة بين الجنسين وعلى وجه الخصوص التمييز في الأجور.
وتشدد "تضامن" على حقيقة أن العادات والتقاليد المسيئة سبباً هاماً من أسباب التمييز وعدم المساواة بين الجنسين ، وأن أوجه هذا التمييز تبدأ منذ الولادة حيث يكون تفضيل المواليد الذكور على الإناث ، لا بل إمتد التمييز ليشمل تحديد جنس المولود بفضل التقدم التكنولوجي والطبي.
وتؤكد "تضامن" على أن الطفلة داخل الأسرة في معظم الأحيان لا تتم معاملتها كأخيها من حيث الإهتمام والرعاية والتعليم والصحة ، كما أن الأعمال المنزلية الملقاة على عاتقها تفوق كثيراً تلك المطلوبة من أخيها الذكر ، وتصبح العديد من الأعمال والأفعال والنشاطات خارج المنزل حكراً على أخيها ، وتنهال عليها مختلف أنواع النصائح المرتبطة بالعادات والتقاليد المسيئة والتي تعطي الأفضلية للذكر دون الأنثى ، وتبدأ الأسرة "بإدراك أو بدون إدراك" ترسيخ وتمتين التمييز بين الجنسين ، فما أن يكبر كل منهما ليجد نفسه / نفسها في مجتمع قائم على أسس غير سليمة قوامها التمييز وعدم المساواة.
وتضيف "تضامن" بأن أحد أهم أوجه التمييز بين الطفل والطفلة يكمن في الأمور المادية خاصة المصروف الشخصي ، فالطفل يحصل على مصروف يفوق ذلك الذي تحصل عليه الطفلة وقد يصل الى أضعاف ما تحصل عليه ، مما ينجم عنه آثاراً مدمرة آنية ومستقبلية ، كإعتقاد الطفل بأنه أفضل من أخته ، وترسيخ دونية الطفلة "المرأة مستقبلاً" حتى مع حقيقة أنها تعمل أكثر من أخيها داخل المنزل ، أو أنها أفضل منه تعليماً ومهارة وموهبة. وتنشأ بينهما علاقة تنافر وتضارب تكبر وتستمر معهما لتنعكس على المجتمع بأسره.
وتدعو "تضامن" جميع الجهات المعنية وذات العلاقة الى دراسة جدية ومعمقة لمختلف العادات والتقاليد المسيئة والسائدة في المجتمع ، والعمل على التخلص منها بنشر التوعية لدى الرأي العام والأسر تحديداً ، خاصة من قبل صانعي القرار ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات والمؤسسات المعنية بالأطفال والنساء والأسرة ، لمنع كافة أشكال التمييز بين الطفل والطفلة للوصول الى مجتمع خال من العنف والتمييز وعدم المساواة بين الجنسين بما فيها المساواة في الأجور عن قيمة الأعمال المتساوية.
جمعية معهد تضامن النساء الأردني