الكرامة المهدورة والهيبة المفقودة
إن المتابع لما يجري فوق أرض هذا البلد الطيب الذي فتح ذراعيه لجميع الأطياف من بني يعرب ممن رحلوا عن أوطانهم قسرا ، أو جاءوا حسب الأعراف الدبلوماسية بمثابة ممثلين لدولهم كسفراء ومندوبين ، ولكن قسم كبير منهم لم يحترم البلد الذي احتضنه وفتح ذراعيه وتقاسم اللقمة والرغيف والسكن ، مع أبناء هذا الوطن المجبول بالكرامة والنخوة والشهامة.
لكن ما يحز في النفس أن تهان كرامة أبناء البلد وتفقد هيبة الدولة من نفر من هؤلاء ، سواء كانوا أفرادا عاديين ، أو من مسؤولين بمثابة من يمثل دولته كسفير أو ملحق ، أو قنصل لهو الأمر الذي لا يجب السكوت عليه ، أو غض الطرف عنه مهما كانت الملابسات ومهما كانت الظروف .
لقد سمعنا عن تطاول واعتداء على هيبة الدولة في من يمثلها من شرطة ،ودرك في اعتداءات تمت في مخيم الزعتري وغيرها من قبل هؤلاء الذين سميتموهم ضيوفا ، ولي تساؤل أليس من واجب الضيف احترام المعزب ، واحترام قوانين الدولة التي حل عليها ضيفا ؟ أليس من واجب الدولة الحزم والشدة ووضع حد لهذا التطاولات التي جعلتنا نخنع في وطننا وفوق أرضنا من قبل عصابات يجب بتر يد من يقم بالاعتداء على أي نفر من أبناء هذا الوطن مهما كان وضعه فكيف بمن يعتدي على من هو حارس وحام لشرف البلد وكرامته ؟
لقد أحس كل أردني بالضيم وبات الشرر يتقادح من عينيه عندما شاهد شرذمة من حرس السفير العراقي يضربون ويركلون ويشتمون أبناء هذا البد وهؤلاء الشرفاء الذين كانوا في عقر دارهم وفي مركز هو للثقافة . فأين الثقافة والأدب والاحترام يا سعادة السفير ؟ وكيف سمحت لنفسك وعصابتك بهذه التصرفات الرعناء وأنت من يمثل بلدك ؟إذا كان هذا التصرف في من يمثل الدولة ، فكيف بعصابات بلدك إذا دخلت الأردن فكيف سيكون تصرفها ؟ هل نسيت الأعراف والقيم والمثل والأخلاق؟ هل نسيت أن كل تصرف سيئ سيحسب عليك وسيبقى وصمة عار عليك وعلى من تمثلهم وعلى عصابتك يا سعادة السفير؟ إن الأردن كان لكم بيتا ومأوى إبان الاحتلال الأمريكي ، وكان لكم البلد محطة راحة ، وواحة امن وأمان لحظة خوفكم من الأمريكان.
فأين كانت بطولتكم إبان ما فعل المحتل بكم من تنكيل ورفس واغتصاب؟ أين ضمائركم الحية يا من علقتم شرف وكرامة أنفسكم على مشجب الجندي الأمريكي ؟ ونسيتم شرف وكرامة العراق بعد رحيل صدام ؟
عتبي الكبير على دولتنا التي تستقبل من لا يستحق البقاء بين ظهرانينا ولو كان ممثلا لبلده ، فعليكم يا مسؤولي هذا البلد ، إشعارنا أننا أعزاء أباة لا نقبل الضيم؟ بطرد هولاء مها كلف الأمر.
وعلى وزارة الخارجية التصرف بسرعة مع هذه الهمجية التي شاهدها العالم ؟ فهل نجد من يسمع ويصغي لما نقول؟ وهل سيتم محاسبة من قام بالأعتداء ؟ أم ستلفلف وتوضع في أدراج النسيان؟ وعتبي عليك يا وطنا كيف قبلت بمن لا يستحق أن يدنس أرضك البقاء متعاليا بصلفه وغروره