قادم ... قادم ... قادم
قمت بزيارة لصديق لي دكتور مشهور في مركزه الطبي و هو متدين و ملتزم و ملتحي و فاجئني بقوله : تعال لنسمع اغنية للفنان عمر العبدلات , لانني لم اتعود على ذلك منه و انه يطرب و يستمتع بالغناء و لكن المفاجاة بعدها سمعت تلك الاغنية بعنوان قادم ... قادم , حيث تدور كلماتها ( و التي هي من احد الشعراء الليبين ) حول فلسطين بشكل عام و غزة بشكل خاص و معانيها و الفيديو كليب المرافق لها و هي منشوره على اليوتيوب تدغدغ العواطف و تلهب المشاعر.
انها كلمات جياشة تتحدث عن شعور كل مدينة و قرية عربية تجاه فلسطين و خاصة غزة و انهم جميعاً قادمون لتحريرها و هي من الاناشيد و الاغاني التي تعودنا عليها في ستينيات و سبعينيات القرن الماضي و التي تدور حول الوحدة العربية و ان قضية العرب الأولى هي القضية الفلسطينية و بأن العرب جميعاً وحدة واحدة و همهم واحد و قضيتهم واحدة و مستقبلهم واحد .
هذا النوع من الاغاني يعيد الشعوربالانتماء و بحيوية القضية الفلسطينية و هي عنوان و خارطة طريق لعودة هذه الامة العربية كما تتمنى لانها قلب العالم الاسلامي , و لا عزة و لا كرامة و لا تطور و لا خلاص مما نحن فيه الا باعادة فلسطين لحضنها العربي و الخلاص من هذا الذل و الهوان بوجود هذا العدو الصهيوني على ارضنا ارض فلسطين التاريخية .
طبعاً لا يعني ذلك ان الغناء و الاناشيد هو الطريق الوحيد لذلك و لكنه يصب في الشعور الايجابي و الحيوي الموحد لهذه الامة.
و بعد سماعي لتلك الاغنية و التي استعدتني و غياب هذا النوع من الاغاني و الاناشيد عن الاعلام الرسمي بشكل عام اتوقع ذلك انها سياسة غير معلنة و لكن كلها تصب في صلب معاهداتنا مع العدو الصهيوني مثل كامب ديفيد و اتفاقية اوسلو و وادي عربة او اذا كان هناك اتفاقيات مخفية اخرى غير معلنة .
عندما نبدا نسمع مثل هذا النوع من الاهازيج و الاغاني في اعلامنا الرسمي , اتوقع ان ذلك هو مؤشر لعودتنا الى الطريق الصحيح و خاصة لهذا الجيل الجديد المبعد تماماً عن تلك المعاني .