مقتل جندي بريطاني يثير مخاوف سكان الحي الفقير في لندن
المدينة نيوز- سلط مقتل جندي بريطاني على ايدي اثنين يشبته انهما متشددان اسلاميان الضوء على حي ووليتش الذي شهد الجريمة وأثار التوتر في واحد من أكثر مناطق بريطانيا تعددا للأعراق.
وتغير حي ووليتش الذي يقع في حضن نهر التيمز إلى الجنوب الشرقي من وسط لندن كما تغيرت العاصمة البريطانية نفسها خلال العشرين عاما الماضية مع توافد موجات متعاقبة من المهاجرين على المنطقة ذات المساكن الرخيصة.
وقال سعيد عمر الصومالي المولد والذي يخدم في مسجد محلي لرويترز بينما كانت امرأة محجبة بالخمار الاسود تدخل البناية خلفه "لدينا مصلون من افريقيا واسيا ومن الصومال ونيجيريا. من كل مكان."
ووضع المسجد الذي تعلوه قبة ذهبية في شارع مزدحم قرب النهر في ووليتش تحت رقابة مشددة منذ حادث مقتل الجندي وذلك بعد ان ظهر احد المهاجمين واعترف بهويته الاسلامية في مقطع مصور.
وقالت امرأة بيضاء في الثلاثينات من عمرها وقد زينت عنقها بوشم وارتدت سترة رياضية وهي تسير امام المسجد "كيف يمكن ان يحدث ذلك هنا؟ كيف يقطع مسلمون رأس جندي بريطاني في وضح النهار؟"
وقالت وهي تشير باصبعها نحو المسجد ونحو عمر "هذا المكان جزء مما حدث."
وبدأت المرأة بعد ذلك في توجيه السباب والهتافات ضد المسلمين ورددت شعارات مؤيدة لحزب رابطة الدفاع الانجليزي اليميني المتطرف.
وتجمع اكثر من مئة من نشطاء الحزب في ووليتش مساء الاربعاء بعد حادث القتل للاحتجاج على ما يقولون انها اسلمة وهو ما اثار خوف الحكومة من ان الحادث قد يؤدي إلى هجمات انتقامية ضد المسلمين.
وقال عمر انه واثق "بنسبة مئة في المئة" ان المشتبه بهما اللذين ظهرا كثيرا على شاشات التلفزيون لم يصليا ابدا في المسجد وانهما ليسا من سكان الحي اصلا.
وقال عن المرأة الغاضبة "هذا هو ما لا نريده. الاسلام يدعو للسلام ... لكن كل ذلك يثير التوتر بين المجتمعات. رأينا الشيء نفسه بعد هجمات السابع من يوليو و11 سبتمبر" مشيرا إلى هجمات شنها اسلاميون على لندن ونيويورك في يوليو تموز 2005 وسبتمبر ايلول 2001.
وقال عمر ان مشكلات وقعت مع المتشددين في المسجد. وقال انه في عام 2006 اقام مع اخرين دعوى قضائية ضد اتباع رجل الدين الاصولي عمر بكري الذي منع من دخول بريطانيا واثنى على هجمات 11 سبتمبر.
وقال عمر "كانوا يأتون إلى هنا ويعرضون على ابنائنا صورا لقطع الرؤوس. رفعنا دعوى وحظرناهم. الدعوة الاصولية هي اخطر مشاكلنا."
وفي بدايته كان حي ووليتش مجمعا للصناعات العسكرية. وكانت المصانع الكبيرة تصنع الطلقات والقذائف لجيش الامبراطورية البريطانية بينما كانت موانئ هذا الحي مقرا لترسانات بناء السفن.
لكن الصناعات العسكرية في الحي تراجعت بشدة في النصف الثاني من القرن العشرين حيث اغلق اخر مصنع للسلاح ابوابه عام 1994.
والحي الذي تقول السلطات المحلية انه واحد من افقر المناطق في بريطانيا موطن لأشخاص يتحدثون نحو 200 لغة مختلفة. وقد ولد ربع سكان هذا الحي خارج بريطانيا.
( رويترز )