النسور بين حلم الحكومة البرلمانية وغياب حكومة الظل النيابية
لطالما كان عبدالله النسور واقعي المنطق’ ديكتاتوري الرأي , مقاتل شرس عنيد, متمسكا في رايه بقسوة , رغم انصاته الجيد لكل ما يقال له, حتى ما يوجه اليه من نقد يصل إلى حد اللوم احيانا والى منتهى مؤلم يكاد يوصف بالشتيمة احيانا اخرى , ولكنه تعلم كيف يتغافل عن كثير ما يقال او ما يرد مسامعه من وشاية ,على قاعدة قلة الرد هي رد بذاته , ليسموا فوق التفاهات ويترفع عن الترهات والتماحك السياسي المقصود, يبدو هادئا إلىى حد الملل احيانا وثائرا مجلجلا خاصة عندما يمس الوطن بسوء , او يشهد خطأ وقرار غير صائب يراد إن يمرر تحت قبة البرلمان عندما كان نائبا.
نعم انه كان نعم الرفيق والصاحب والصديق فلقد كان نائبا فذا معارضا يتقن فن المعارضة لقد علمته السنون التي قضاها تحت القبة كيف يطرح قضيته بعقلانية مقنعة وكيف يعاند خصومة اذا وقعوا في خطيئة بحق الوطن والمواطن وما اكثرها من اخطاء كانت تمرر وكان مجلس النواب اصبح مجلس وزراء موسع تملي الحكومة وتبصم الاغلبية النيابية ما تريدة الحكومة وما الاصوات المتبقية والتي لا تتجاوز ربع المجلس في احسن حالها تنام في كل ليلة على ضيم الغلبة البرلمانية التي يصوت اكثر من نصف اعضاؤها ولا يعلمون ما صوتوا عليه فهل مثل تلك الاغلبية قادرة على خلق حالة الفضيلة الديمقراطية في ظل غياب حكومة الظل النيابية ... سؤال في رسم الاجابة للنائب والدولة الصديق الدكتور عبدالله النسور ...؟؟
وفي مقاربة سياسية بسيطة تحثني على ان احلل ما حصل مع دولته عندما اراد تشكيل حكومة برلمانية فوجيء في بروز الذات والفردية المفرطة لدى اغلبية النواب حتى المتكتلين منهم في كتل هلامية تشكلت على المجاملات وقضايا اخرى كانت سببا في زيادة الفرقة والتباعد والتشتت في المكون النيابي الذي غلب علية طابع الجدة بنسبة ثلثي المجلس واخذتهم العزة بالاثم لخلق حالة العداء والمواقف المسبقة تجاه زملائهم القدماء ممن أمضى بعض منهم جل سنوات عمره تحت قبة البرلمان منهم منذ عودة الحياة النيابية والى هذه الدورة وهو ما زال نائبا لأكثر من خمس وستة دورات متتالية وهؤلاء لا يستهان بهم ولا يقلل من شأنهم فهم بيت خبرة حقيقية شاء من شاء وآبى من آبى فهذه الحقيقة فهم جهابذة المجلس ولكن المفارقة التي اوقفتني كثيرا إن اغلبهم بل جلهم وقفوا ضد حكومة النسور للاطاحة بها بكل ما استطاعوا من قوة ولكن المسعى خاب ونالت الحكومة ثقة المجلس والتي تركت اثرا كبيرا في نفوس اغلب النواب الجدد المعارضين لحكومة النسور امام التنصل من الوعود التي قطعت فيما بينهم ولكنهم تراجعوا عنها بكل سهولة ويسر مما بدى مستغربا ومستهجنا باستغراب من قبل النائب هند الفايز عنما اصابها الاندهاش والحيرة من جراء ما شاهدته امام عينيها وعلى مسامعها وقبل التصويت بساعات لله درك يا هند ايتها الحرة عندما كنت ترفعين الصوت عاليا مطالبة بالاصلاح والتغيير من خلال الحراك وعلى مدى عامين مطالبة بحل برلمان السادس عشر وانا اوافقك الرأي لكون الكأس التي تشربين منها الان مرارة الممارسة وحالة التهاوي من قبل زملائك النواب هي نفس الكأس التي طالما رشفنا منها جرعات المرارة وتخللي النواب عن مواقفهم في اهم قضايا الفساد والتعديلات الدستورية وقانون الانتخاب ,
نعم اننا كنا قلة تؤمن بالاصلاح ومحاربة الفساد وترقيع بعض ما افسدة الفاسدون وتأمر علينا المتأمرون , كنا بضعة نواب في المجلس السابق لا يتجاوز عددنا 25 نائبا في حينها وكان بيننا النسور لم يخذلنا يوما ولم يخل بعهد قطعه على نفسه امامنا وللمفارقة إن اغلب من هاجموه وعاضوه في حكومته كانوا دوما في الخندق الاخر ولطالما كانت مواقفهم دوما مع الحكومات او مع – الالو- كما اعترف البعض ومع ذلك صمدنا إلى اخر لحظة من عمر المجلس ولم ننحني امام العاصفة لا بل استطعنا إن نوقف قرار رفع المحروقات لحكومة فايز الطراونة والذي تدخل فيها الملك شخصيا واوقف القرار وبعدها باسبوعين دفعنا الثمن بحل مجلس النواب , وللقصة بقية مع دولة أبو زهير