خادمة اندونيسية تصرخ في البشير منذ 27 ساعة " انا مش حيوانة" .. وغياب كفيلها يمنع الاطباء من علاج كسور في عمودها الفقري

المدينة نيوزـ زينة حمدان ـ لم يشفع صراخ خادمة اندونيسية أدخلت الساعة السادسة من صباح يوم أمس الأربعاء لطوارئ مستشفى البشير بعد سقوطها من مرتفع عالي الحصول على العلاج المناسب لها.
عدد من مراجعين قسم الجراحة في طوارئ البشير أكدوا للمدينة نيوز أن الخادمة التي ما تزال ترقد على أحد أسرة الطوارئ منذ 27 ساعة كانت تصرخ بأعلى صوتها من شدة الالم "أنا انسانة مش حيوانة حد ينقذني من الألم"، وعند سؤال الأطباء المسؤولين عن القسم قالوا أنها تعاني من ثلاثة كسور في العمود الفقري ولا يستطيعون اعطاءها العلاج لحين قدوم كفيلها وذلك بحسب تعليمات الامن العام.
"المدينة نيوز" اتصلت بالناطق الاعلامي لمديرية الامن العام الرائد محمد الخطيب وسألته عن سبب هذه التعليمات، والذي أوضح بدوره انه لا يوجد تعليمات تلزم المستشفى بعدم اعطاء الخادمة الاندونيسية العلاج لحين قدوم كفيلها.
وبين ان الأمن العام في مثل هذه الحالات يأخذ افادة الخادمة ويترك الكوادر الطبية تتعامل مع الوضع الصحي للخادمة، في حين أنه يقوم باستدعاء الكفيل لملاحقته قانونيا في حال ثبوت انه السبب في وقوعها.
وفيما يتعلق بتعليمات ادارة المستشفى بعدم اعطاءها العلاج المناسب قال الخطيب ان الخادمة ليس لديها تأمين لذا تنتظر ادارة المستشفى كفيلها وذلك لدفع المستحقات المالية لعلاجها، ولا علاقة للامن العام بهذه التعليمات.
مدير مستشفى البشير الدكتور عبد الهادي بريزات قال للمدينة نيوز أنه تم اعطاء الخادمة الاندونيسية العلاج الطارئ، مؤكدا على أن جميع المراجعين لقسم الطوارئ بغض النظر عن جنسيتهم يقدم لهم العلاج الطارئ.
وفي تطور لاحق قام الدكتور بريزات بمراجعة قسم الطوارئ شخصيا للوقوف على المشكلة، وقال في تصريح خاص بالمدينة نيوز ان الخادمة تلقت العلاج الطارئ حسب الاصول وأنها بحاجة الى جهاز تثبيت فقرات.
وأشار الى ان ان هذا الجهاز غير متوفر في المستشفى وأن ادارة قسم الطوارئ اتصلت مع عدة مستشفيات حكومية للحصول على هذا الجهاز الا انه غير متوفر.
وأوضح أن ادارة الطوارئ في المستشفى طلبت من الامن العام الاستعلام عن المكتب الذي قام باستقدامها للأردن وذلك كون جميع الخادمات من المفترض ان يكون لديهن تأمين صحي، الا انه لغاية الان لم يراجع المستشفى.
ولفت الدكتور بريزات ان هذه ليست الحالة الوحيدة التي يقوم بها اصحاب المنزل الذي تخدم به خادمات اجانب احضار الخادمة الى الطوارئ وعدم البقاء معها للاطمئنان على حالتها ويطلبوا من الكفيل الحضور الى الطوارئ لمتابعة حالتها الصحية الا ان اغلب مكاتب استقدام العاملات لا يحضرون خشية دفع المستحقات المالية للعلاج.
وناشد الدكتور بريزات وزارة العمل بالتعاون مع مديرية الأمن العام الزام الكفيل بتأمين الخادمة قبل استقدامها وذلك حتى لا تقع في مثل هذه المشاكل.