مناعٍ للخير
غريبة هذه الدنيا وغريب بعض ساكنيها ! كيف يتعمد نفر من بني البشر منع الخير عن نفسه وغيره , وهذا غباء وشر ,أو يمنعه عن غيره ويكون شر وأنانية , هذا من الحمق بمكان لا يختلف عليه اثنان.
كيف تحاول أن تمنع رزقاً أنت تعرف أن الله مقسمه ولن تطال شيئاً سوى النوايا الخبيثة وجزاءك عليها لاحقاً ؟! كيف تمنع الاستقرار عنك أو عن غيرك أو عن الاثنين معاً وأنت تعرف ان الله أراد الطمأنينة للنفس البشرية ولا يرضى لعباده المهانة والشقاء؟!.
كيف تتجاوز حدود الطبيعة والجبلَّة البشرية وتنثر شروراً تنبع من حسد وتنطلق مندفعة من حقد وبعد عن الدين بدلاً من نشر الخير؟!.
لقد بين الله الحياة والمصير الأبديين لمانع الخير بكافة أشكاله,فقد قال تعالى في سورة ق:"ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (مناع للخير)معتد مريب". فصفات مناع الخير هي الاعتداء على الحقوق والأشخاص والتعدي ظلماً وبهتاناً وافتراءاً,ومنع الخير بحسب التفاسير هي منع الزكاة كما ورد عند قتادة (تفسير الطبري) ويعني أيضا منع سائر حقوق الآدميين ومنع كل خير يطلبه طالب. وهذا الأصوب والأشمل للمعنيين بحسب (تفسير الطبري).
والاعتداء من مناع الخير يكون في منطقه وسيرته ولسانه فكل هذه الأنواع من أشكال الاعتداء وصفات صاحبها هي دليل على ريبته (من مريب) الواردة في الآية في وحدانية الله وشكه في تصرفه المطلق بتوزيع الأرزاق والخيرات على الناس ,فهذا الشاك بانفراد الله بحق التصرف في الخلق وشؤونهم يسعى لمنع الخير عن طالبيه ومستحقيه وبالتالي له من الله العذاب المهين والذي يكون بحسب نفس الآية ـ الإلقاء والرمي رمياً في جهنم ـ .
أحب الخير للناس واسعَ في إيصاله تنجو من رمية جهنم المذلة