هل القضية الفلسطينية قضية ربانية ؟
عندما استعرض مشاهداتي الحية و ايضا قراءاتي لهذه القضية على مر التاريخ , ألخص ذلك في التالي :
1- لقد عانى هذا الشعب الفلسطيني اكثر مما عانى الهنود الحمر السكان الاصليين للولايات المتحدة الامريكية لان العدو الوحيد للهنود الحمر هو الولايات التحدة الامريكية فقط و اما الشعب الفلسطيني فالعدو الصهيوني جيًش و حشد اغلب دول العالم ضد هذا الشعب و لكن النتيجة ان الهنود الحمر تلاشوا و انتهوا تقريباً و بقي الشعب الفلسطيني حياً و حيوياً و له وجود في كل ساحات العالم .
2- بدل انتهاء هذا الشعب لكثرة هذه المصائب و الكوارث و الجرائم و التي الحقها به هذا العدو الصهيوني , فاننا نجد و لاول مرة في تاريخ هذا الشعب و منذ بدء الخليقة ان 6 ملايين فلسطيني يعيشون على ارضهم في وطنهم الممتد من النهر الى البحر و هذا يشكل العدد الاكبر على مر التاريخ و الغير مسبوق للشعب الفلسطيني على ارض فلسطين التاريخية .
3- و عد الله سبحانه و تعالى هؤلاء اليهود بالعلو حيث قال سبحانه و تعالى في كتابه العزيز : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا )الاية 4 من سورة الاسراء .
و هذا الوعد هو عند نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم منذ اكثر من 1435 عاما و لكن لم يتحقق هذا الوعد طوال هذا الزمن الا قبل 65 عاماً اي يوم دخول هذا العدو ارض فلسطين في العام 1948 و بدء كيانهم الغاصب .
و عندما وعد الله سبحانه و تعالى اليهود بالعلو لم يكن لهم في ذلك الوقت اي شان يذكر حيث كانوا تحت سلطة العرب الذين لم يكن لهم اي شان يذكر ايضا في حينه حيث كانت السطوة و العظمة لدولتي الفرس و الروم و هنا يكمن الاعجاز الرباني الذي نراه باعيننا اليوم .
4- عندما كان العرب و المسلمون في اوج قوتهم الاولى دخلوا القدس فاتحين و تسلم مفاتيحها الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
5- عندما وصل المسلمين لادنى نقطة ضعف وهي الاولى تمكن الصليبين من دخول فلسطين و تدنيس المسجد الاقصى لمدة مائة عام .
6- عندما وصل المسلمين لاعلى نقطة قوة ثانيةً عادوا و بقيادة الناصر صلاح الدين الايوبي و استرجعوا القدس من الصليبين .
7- عندما وصل المسلمين لنقطة الضعف الثانية في تاريخهم خلال بداية القرن الماضي استطاع اليهود دخول القدس و ارض فلسطين لانشاء كيانهم الغاصب في العام 1948.
8- ما نشاهده اليوم و نعيشه بعد وصولنا الى أدنى نقطة ضعف في الابتعاد عن ديننا و عن رسالتنا السماوية و كان نتيجة هذا الضعف ما حصل في عام 1948 من قيام للكيان الصهيوني و استمرت حتى عام 1967 عند احتلال باقي اراضي فلسطين من قبل الصهيانة و بقي هذا الحال من الضعف و الهوان و الذل حتى بداية الثمانينات من القرن الماضي حيث بدات الصحوة الاسلامية من حجاب و اناشيد اسلامية و بمشاهد متعددة حفظة للقرآن و من وجود مقاومة اسلامية ان كانت في جنوب لبنان او عند الجهاد الاسلامي او في حركة حماس او حزب الله و اصبح هناك ظهورا ملحوظا للاسلاميين في مناحي الحياة .
و لهذا كما نلاحظ عند بداية هذا الصعود الاسلامي بدا التوقف عن العلو و بدأ الهبوط الاسرائيلي و كان اخر ما نشاهده اليوم هو موقف هذا العدو الخائف و القلق و المهزوم سياسياً من تركيا و مصر و ايران و عسكرياً من المقاومة الاسلامية المسلحة في جنوب لبنان و قطاع غزة .
اعتقد ان هذا الصعود الاسلامي سيستمر الى ان نصل الى وعد الله سبحانه و تعالى و هي الصورة الثانية من الوعد الالهي الاول لهذا العدو الصهيوني بالعلو و الذي نشاهده بانفسنا و سنشاهد ان شاء الله إساءة وجه هذا العدو و انتهاءه على يد الشرفاء المتوضئين و ذلك مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ) الاية 7 من سورة الاسراء
نعم ان البوصلة الحقيقية و التي يقاس عليها رفعة المسلمين و عزتهم هي بما يحدث على ارض فلسطين التاريخية .
كل ما سبق يجعلني اعتقد جازماً بان هذه القضية قضية ربانية و يقاس بها علو و ضعف المسلمين و نحن ان شاء الله في علو الى ان
يزول هذا الاحتلال المجرم الصهيوني من ارضنا ... ارض فلسطين التاريخية .
نسأل الله العلي القدير ان يرينا و إياكم ذلك اليوم الموعود و القريب إن شاء الله .