المعارضة الجزائرية تحذّر من اتخاذ قرارات "مصيرية" فى غياب بوتفليقة

المدينة نيوز- حذَّرت أحزاب جزائرية معارضة السلطة الحاكمة من اتخاذ أى قرارات سياسية مصيرية فى غياب رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة.

ويتواجد بوتفليقة (76 عامًا) فى فرنسا منذ أكثر من شهر للعلاج من وعكة صحية ألمت به نهاية أبريل الماضى.

وأعربت "مجموعة الدفاع عن الذاكرة والسيادة"، التى تضم 13 حزبًا سياسيًّا جزائريا معارضا، فى بيان لها تلقى مراسل الأناضول نسخة منه، اليوم الأربعاء، عن رفضها "أى تشريع أو اتخاذ قرارات سياسية فى غياب رئيس الجمهورية عن أرض الوطن، وخاصة إذا تم ذلك على الأرض الفرنسية".

وأعلنت الحكومة الجزائرية عدة قرارات سياسية فى غياب بوتفليقة للعلاج أهمها قرار للوزير الأول (رئيس الوزراء) عبد المالك سلال بحل جهاز أمنى للاستعلامات تابع للشرطة الجزائرية أسسه وزير الداخلية السابق يزيد زرهونى، المقرب من الرئيس بوتفليقة، عام 2003 وكان يعتبر سلكًا موازيًا لجهاز المخابرات.

وأعلنت السلطات الفرنسية، مؤخرًا، أن بوتفليقة غادر مستشفى "فال دوجراس" العسكرى إلى مركز للراحة بالعاصمة الفرنسية لقضاء فترة نقاهة، وسط غموض حول تاريخ عودته لبلاده.

وتتكون "مجموعة الدفاع عن الذاكرة والسيادة" من منظمة تدافع عن الذاكرة، و13 حزبًا سياسيًّا، يتقدمها "تكتل الجزائر الخضراء" الذى يضم ثلاثة أحزاب ذات توجه إسلامى.

وتأسست المجموعة بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند إلى الجزائر نهاية العام الماضى وكان مطلبها الرئيسى ضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية فى الجزائر، ومقاومة ما اعتبرته "خضوع النظام الحاكم اللامشروط للإملاءات الفرنسية"، وكذا تنوير الرأى العام الوطنى والدولى بالوضع السياسى الهش للبلاد.

واستنكرت المجموعة أن "تأتى المعلومات حول صحة رئيس الجمهورية من مؤسسات فرنسية"، واعتبرت ذلك مساسًا بالسيادة الوطنية بطريقة مباشرة.

وعن رأيها فى كيفية الخروج من الأزمة الحالية، قالت المجموعة إن ذلك لن يتحقق "إلا بالعودة إلى احترام إرادة الشعب وتعبئته من أجل مواجهة مختلف التحديات".

ودعت المجموعة "القائمين على تسيير شؤون البلاد" إلى التعامل بشفافية بتقديم توضيحات مطمئنة للرأى العام خاصة بعد مرور شهر على مرض الرئيس بوتفليقة.

وتواجه السلطات الرسمية فى الجزائر انتقادات شبه يومية من الأحزاب ووسائل الإعلام بشأن وجود "تكتم رسمى حول الحالة الصحية للرئيس".

وطالبت عدة أحزاب بكشف حقيقة المرض أو ظهور بوتفليقة على التلفزيون الرسمى لطمأنة الرأى العام حول صحته رغم التضمينات الرسمية التى خرجت على لسان مسئولين جزائريين بتحسن صحة الرئيس.

ويعتبر بوتفليقة الرئيس الثامن للجزائر منذ استقلالها عام 1962 وتنتهى فترته الرئاسية الثالثة عام 2014.

وتنص المادة 88 من الدستور الجزائرى على أنه "فى حال ما إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستورى وجوبًا، وبعد أن يثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالاجتماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع"، ويعقب ذلك تنصيب رئيس الجمعية الوطنية رئيسًا انتقاليًا للجزائر لمدة 45 يومًا ثم تنظيم انتخابات رئاسية جديدة فى مدة لا تتجاوز 60 يومًا، بموجب الدستور.

" الاناضول "