حكايتي مع أدعياء الممانعة الفيسبوكية
من عادتي أن أكون هادئا في حواري مع من أخالفه الرأي، وأحاول أن ألتزم بالحوار الراقي المبني على الموضوعية واطلاق الأحكام بناء على أدلة ومعطيات واضحة.
الغريب أنني حين ألتزم بهذا النهج مع نخبة من أنصار الممانعة والحرية والديمقراطية، فإن مصيري هو التخوين والسباب ثم حذف الصداقة والحظر بعد الاتهام بالعمالة!
كل هذا فقط لأني أطلب توثيقا لادعاءات وأخبار وأحكام لادليل عليها ولا وجود لها إلا في عقول أولئك القوم،
والمشكلة التي يعانون منها أيضا أنهم يعتبرون كل معارض لنظام الطاغية الأسد خائنا عميلا لأمريكا وإسرائيل، ومدعوما يحظى بتمويل قطري سعودي !!
سأوجز باختصار ستة مواقف حصلت لي مع نخبة من "مثقفيهم" و "ناشطيهم".
أولهم: اتهم السلفيين بقتل البوطي، وبرّر ذلك بأن السلفيين يكفّرون الأشاعرة-حسب زعمه الموهوم-، ثم اتهم مرشد الإخوان في مصر بأن له فتوى منشورة بقتل البوطي وكانت سببا لقتله، ولما طلبت منه دليلا وتوثيقا لهذه الاتهامات كلها قام بحذف صداقتي وحظري.
الثاني: كثيرا ما كان يتحدى الإسلاميين أن يناظروه في صفحته الخاوية!
ادّعى أن هناك آلاف الأدلة تثبت أن قادة الجيش الحر على تواصل بإسرائيل وأنهم عملاء للصهاينة، فطلبت منه أسماء أبرز ثلاثة قادة ثبتت عمالتهم، وأن يختار من آلاف الأدلة التي عنده أهم ثلاثة أدلة واضحة على عمالتهم ويعرضها لنا..
وأردف ذلك بخبر إنشاء قاعدة حربية صهيونية على أراضي ليبيا، فطلبت منه دليلا موثوقا، فلما لم يجد .. قام بحذفي وطردي.
الثالث: كان يتباهى بأن جيش بشار من أحفاد الصحابة! ويعرف الله ودينه أكثر من أي جيش آخر، فطلبت منه دليلا واحدا على أن هذا الجيش يلتزم بأهم فرائض الإسلام على الأقل وهو الصلاة! فقام بحذفي وحظري بحجة أن كلامي هذا يدل على أنني إنسان تكفيري!
الرابع: يملأ صفحته بمنشورات الصدق والمصداقية، وانكشاف الأكاذيب والمؤامرات وخداع الشعوب، إضافة الى مناشير عن فتوى جهاد النكاح التي يحب أن يكررها دائما، وعندما طلبت منه توثيقا لهذه الفتوى من باب المصداقية وعدم التضليل بالأكاذيب -حيث أن هذه الفتوى غير موجودة إلا في صفحات مؤيدي الطاغية بشار وليس لها أي مصدر عن عالم مسلم يفتي بها -!!، فقال بأن هذه الفتوى يعرفها العالم كله، ووصفني بأنني أريد أن أتستر على الفواحش !! ثم قام بحذفي وحظري من على صفحته.
الخامسة إعلامية وكاتبة، نشرت من مصادرها التي تؤكد القبض على جنود صهاينة في القصير، فطالبتها إن كان الخبر صحيحا، أن تدعو النظام السوري الممانع لإظهارهم وفضحهم وإعدامهم وتعليقهم في قلب العاصمة دمشق، بدلا من إعدام الشعب السوري الذي أصبحت بوصلة الممانعة ومدافعها تتجه إليه ! فكان الوصف بالعمالة هو الرد المباشر على طلبي!
آخرهم إعلامي في صحيفة مشهورة حذف صداقتي وحظرني بعد أن تهرّب من مناقشة أطروحاته قائلا : أنت مستعد أن تتحالف مع الشيطان لكي تسقط نظام القائد بشار!
وهنا يجدر بنا أن نتساءل :
لماذا حين يعجزون عن الجواب بالحجة والمنطق، لا يملكون إلا السباب والشتائم والتخوين ثم الحذف والحظر ..
لماذا نرى من رموز كتّابهم ومثقفيهم من يطلب من المواقع حجب نافذة التعليقات على مقالاته؟
أليس هذا ضعفا وانهزاما وديكتاتورية ضد سماع الرأي الآخر ولو كان بأسلوب موضوعي راقي ؟!
لماذا بات موقفهم ضعيفا كل الضعف ليبحثوا عن أي خبر يستندون إليه ولو كان محض أكاذيب؟!