توزيع الصحافة الورقية امام تحديات وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة
المدينة نيوز- " أن ترى الناس كل صباح وتحادثهم وتكون على اطلاع يومي بكل ما يجري حولك , هو من ابرز مميزات مهنة بائع الصحف التي باتت تنقرض " كما يقول محمد جمال .
بائع الصحف جمال الذي ينهمك صباحا بتوزيع وبيع عدد اليوم من الصحيفة , لم يجد الوقت الكافي للجلوس او تبادل الحديث مع الاخرين , بعد ذلك يعود الى اسرته تاركا حرارة الشمس او برد الشتاء.
ويبين ان التقنيات الحديثة باتت تشكل خطرا على مهنته ومصدر رزقه كونها اتاحت المجال لمعرفة الخبر حال وقوعه كما ان الاشتراكات الشهرية للمنازل اسهمت بذلك ايضا .
ويشير الى ان الصحيفة كانت المصدر الاول للخبر وينتظرها الناس كل صباح بشغف لمعرفة ما يدور في الوطن وفي ارجاء العالم .
ويقول انه لا يفكر بترك هذه المهنة التي اعتاد عليها لاكثر من عشرين عاما رغم انخفاض عدد الزبائن وعدم وجود مردود مالي كاف ، فهو ينهض كل صباح بهمة ونشاط ليمارس عمله ويشاهد زبائنه الذين اعتادوا على شراء الصحيفة منه والقاء تحية الصباح عليه .
المواطن رمزي وهو من الاشخاص الذين دأبوا على شراء صحيفتهم اليومية وهم بالطريق الى عملهم يقول ان الصحيفة بالنسبة له جزء لا يتجزأ من تفاصيل الصباح , اذ انها حاضرة في حياتنا اليومية مضيفا انه لا يجد متعة في تصفحها عبر الانترنت , فرائحة الورق وطريقة عرض الاعلانات ومعرفة اسماء الوفيات اكثر شيء يشده الى قراءتها .
وعند احدى الاشارات الضوئية ترى مروان صالح الذي يقوم ببيع الصحف ويتنقل بين السيارات قبل ان تنطلق عند الاشارة الضوئية ليبيع ما بحوزته من صحف .
ينوه صالح الى ان ما كان يبيعه قبل سنوات , اكثر من هذه الايام , عازيا ذلك الى انتشار الانترنت والهواتف الخلوية ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة , حيث اخذ العديد من الناس يتصفحون صحيفتهم اليومية من خلالها في وقت مبكر ودون انتظار توزيع الصحيفة لليوم التالي .
ويخشى من اختفاء مهنة بائع الصحف وان يصبح من الذين لا يتواصلون مع الجيل المقبل الذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة .
صاحب احد محلات الملابس الرجالية الذي يقع بجوار الركن الذي يبيع من خلاله جمال صحفه يرى أن الصحيفة اليومية ما زالت لها نكهتها ، خاصة لمن لم يتعود على تصفح المواقع الالكترونية، ويعمل في مهنة لا تمكنه من قضاء وقت كاف أمام التلفاز لمتابعة نشرة الاخبار.
يقول احد العاملين في قسم المشتريات في صحيفة الرأي محمد المجالي ان عملية توزيع الصحيفة تتم عن طريق شركة تتولى عملية توزيع الاشتراكات اليومية للمنازل والشركات والمؤسسات اضافة الى توزيعها وبيعها عند الاشارات الضوئية والاماكن العامة .
ويضيف انه تتم متابعة وصول الصحيفة بدون تأخير الى اصحابها الى محافظات المملكة كافة .
ويشير مدير التوزيع والاشتراكات في صحيفة الدستور عبدالرحمن ابو طير الى ان انتشار الصحافة الالكترونية اثر على نسبة توزيع الصحف اضافة الى ان جيل الشباب في يومنا هذا يعتمدون على الهواتف النقالة والفضائيات ويحصلون على الخبر بدقيقة ودون البحث عنه .
حسن ابو علي صاحب احد اكشاك بيع الكتب والصحف في وسط البلد يقول ان بيع الصحف تراجع عازيا السبب الى انتشار الانترنت والهواتف النقالة المدعمة به والذي عمل على سهولة معرفة الخبر بسرعة .
ويجد ابو علي في قراءة الصحيفة الورقية متعة له , فهو لا يحبذ قراءة الاخبار على المواقع الالكترونية مبينا ان جيل اليوم لا يهتم بالقراءة , فهو مشغول بالشبكة العنكبوتية وما تنشره من اخبار متنوعة وسريعة تضاهي ما تنشره الصحف الورقية .
(بترا)