نفايات وتجاوز على القانون في المدينة الرياضية وساحات تجارية في العاصمة

تم نشره السبت 01st حزيران / يونيو 2013 03:28 مساءً
نفايات وتجاوز على القانون في المدينة الرياضية وساحات تجارية في العاصمة
عامل وطن

المدينة نيوز- تتراكم النفايات في شوارع وساحات المدينة الرياضية وأسواق تجارية، في مشهد يشي بتقصير مزدوج يتحمله المواطن والمؤسسات على حد سواء.

في المدينة الرياضية، التي تعد مقصدا للعامة لممارسة المشي والتنزه، يبدو مشهد النفايات في الشوارع والساحات وبين الأشجار مألوفا، فيما يصف مرتادو المدينة الرياضية الوضع "بالمشين"، ويرون أن ذلك لا يعبر عن حضارة ولا عن ثقافة مجتمعية.

الا ان ما يزيد "الطين بلة"، كما يقال، هو ان يتمرد شبان على هدوء المكان وسكونه بقيادة متهورة لسياراتهم في ظل غياب واضح للجهات المسؤولة، ما يطرح تساؤل "كيف لشعب قاربت نسبة الأمية فيه صفرا بالمئة أن تكون تصرفات البعض منه بهذا الشكل غير اللائق؟.

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) اجرت رصدا ميدانيا للمشهد ولسلوكيات البعض في المدينة الرياضية، وفي سوق الجمعة في منطقة العبدلي.. إلقاء للنفايات وتجاوز للقانون، والاعتداء على حرية الناس في الاستمتاع بالأماكن العامة.

ويؤكد مواطنون، التقتهم وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن تراكم النفايات مرده أسباب عديدة، منها أن العديد من المواطنين يصرون على إلقاء نفاياتهم في أي مكان، وآخرين لا يجدون حاويات القمامة، فيضطرون للتخلص منها بأية طريقة، والنتيجة أنها تتراكم بشكل لافت لعدم مقدرة كادر النظافة على القيام بمهامه على أكمل وجه بسبب قلة العمال وكمية النفايات التي ترمى كل دقيقة.

وفي مشهد تكرر لعدة مرات وخلال تواجد (بترا) في المدينة الرياضية، يدخل شبان بسياراتهم بشكل استعراضي ويمارسون" التشحيط"، دون اكتراث لحياة المواطنين او للخطر الذي يتهددهم جراء تلك السلوكيات، فيما تتعالى اصوات مكبرات الصوت في تلك السيارات التي يقوم بعض الشبان فيها بمضايقة المارة ومعاكسة الفتيات.

ويصف المواطن مراد حتاحت الذي اعتاد المشي كل يوم في هذا المكان "بالفوضى العارمة"، ويقول "لم يكن الوضع سابقا كما هو الآن فالنفايات تتراكم بشكل كبير"، مؤكدا أن القاء النفايات بشكل عشوائي تجاوز عن القانون، و "التشحيط" منظر" مقزز" لا يجب السكوت عليه.

وعبر حتاحت عن امتعاضه من تكرار هذه المشاهد وسط غياب الجهات المنظمة في المدينة عن تلك التصرفات.

أما احمد بركات، وهو مواطن آخر يأتي بشكل دوري مع أسرته إلى المدينة الرياضية، فيشير إلى انه من غير المعقول أن تبقى الجهات المسؤولة غائبة عن التجاوزات التي تنتهك نظافة المكان وهدوءه وأمنه.

وقال "المدينة الرياضية يجب أن تكون متنفسا نظيفا تخلو من النفايات وملوثات الهواء (...)، يجب منع دخول السيارات التي تتجول بطريقة غير مبررة في شوارعها وساحاتها"، مشيرا الى ان السيارات تزاحمنا في الشوارع العامة، وحين نأتي إلى المدينة الرياضية يرعبنا شبان طائشون بتهورهم وقيادتهم الطائشة".

وتطابقت وجهات نظر المواطنين مع ما اكده مدير عام مدينة الحسين للشباب الدكتور عاطف الرويضان في حديث لـ (بترا) بأن تلك التجاوزات اصبحت تؤرق المدينة وتثقل كاهلها.

وقال ان عدد مرتادي المدينة يصل الى خمسة آلاف مواطن يومي الجمعة والسبت ويقصدونها لأنها متنفس مجاني تتيح لهم المشي وممارسة الرياضة الترويحية والتنزه مع اسرهم.

وابدى الرويضان امتعاضه واستغرابه من بعض السلوكيات متسائلا "هل من المبرر ان يشعل البعض النيران من اجل الشواء وتدخين الارجيلة في مدينة خصصت لممارسة الرياضة"؟.

فالبعض وفق الرويضان يرمي النفايات ومخلفات الاطفال بكل الارجاء، فكيف لكادر يتألف من أربعة عمال نظافة أن يجمع نفايات تتراكم بشكل سريع في مدينة تصل مساحتها الى 1200 دونم منها 200 دونم مخصصة للمشي، مشيرا الى أن على المواطن مسؤولية اجتماعية واخلاقية تجاه مؤسسات اسست بالصبر والجهد والعناء لخدمته.

وفيما يتصل بدخول السيارات العشوائي وتجوالها غير المبرر في شوارع المدينة وتهور بعض الشبان "بالسرعة والتشحيط"، اشار الى ان ذلك امر مؤسف ولا يمكن تداركه الا من خلال تضافر جهود المؤسسات لمنعها وتعاون المواطن في مقدمتها، مؤكدا انه سيخاطب مديرية الامن العام لاستحداث نقطة امنية داخل المدينة للحفاظ على امن المواطن اولا وسكينة وهدوء المدينة ومقدراتها.

واشار الرويضان الى حاجة المدينة لتعيين ما لا يقل عن ستة عمال نظافة، منتظرا مساعدة امانة عمان الكبرى في ذلك.

وتتخذ ادارة المدينة اجراءات يومي الجمعة والسبت من شانها تأمين الراحة والطمأنينة للمواطنين من خلال اغلاق مرور السيارات في المناطق المخصصة للمشي، اضافة الى تواجد دورية من الشرطة البيئية لرصد ومنع التجاوزات من قبل المرتادين، مبينا ان المدينة بصدد تنظيم اعمال تطوعية بالتعاون مع الجامعات والمدارس والجهات الشبابية لتنظيم حملات نظافة وصيانة للمدينة.

واشار الى ان مدينة الحسين للشباب ستشهد معسكر عمل عربيا تطوعيا في الخامس عشر من حزيران الحالي يهدف الى القيام بأعمال صيانة وتركيب مظلات وترصيف بعض الممرات في الغابة بالتعاون مع الصندوق العربي للتنمية في جامعة الدول العربية.

هذه المخالفات البيئية والسلوكية تحدث في "مدينة" انشئت اصلا لغايات رياضية ولتكون متنفسا لأبناء العاصمة، فكيف الحال في مناطق اخرى؟ في منطقة العبدلي، حيث سوق الجمعة، تخلف البسطات على مدى ثلاثة أيام أكواما كبيرة من النفايات في المنطقة والشوارع.

طرح النفايات يبدأ من مساء الخميس ويمتد حتى مساء الجمعة وتبقى في الشوارع حتى صباح السبت..

الباعة والمتسوقون، يرمون النفايات وبقايا الأطعمة ليتحول المكان إلى منطقة "ملوثة" تفوح منها روائح الأطعمة والمشروبات التي تنتشر في أرجاء المكان.

يقول احد أصحاب البسطات، "نبدأ بتركيب العرائش من مساء الخميس والبعض يرمي نفاياته في كل مكان وهو أمر غير مقبول".

ويشير إلى أن أعداد الحاويات غير كاف، كما أن عدم توفير أكياس للنفايات يدفع البعض لرميها في أي مكان الأمر الذي يؤدي إلى تراكمها بشكل غير مقبول.

يقول فايز عابدين احد مرتادي السوق، "حين ادخل السوق اجد نفسي امشي فوق بقايا الأطعمة والعصائر، وتتسخ ملابس الناس جراء ذلك".

ويشير إلى أن المواطنين يأتون إلى السوق لرخص أسعار بضائعه مقارنة مع الأسواق الأخرى، لكن ذلك ليس مبررا لهذه الفوضى البيئية والصحية وتحول السوق إلى منطقة تفيض بالنفايات والروائح، فالسوق ينظم مرة واحدة بالأسبوع.

أمانة عمان الكبرى تقول انها تعمل على مدار الساعة للتخلص من النفايات لكن السلوكيات غير الحضارية من القاء النفايات تجعل المهمة صعبة وتفاقم المشكلة.

وعن نظافة "المدينة الرياضية" علقت الامانة انها ليست ضمن اختصاصها لأن للمدينة كادرها وعمالها الذين يتولون المهمة، حسبما اكد مدير دائرة النظافة والبيئة فيها المهندس سامر حتاملة.

وقال إن الامانة والمواطن مسؤولان بشكل مباشر عن نظافة العاصمة التي تزيل الامانة يوميا ما يقارب 2700 طن من النفايات.

وبين حتاملة ان معالجة النفايات وجمعها يكلف الامانة سنويا 30 مليون دينار، وهو رقم يمكن ان ينخفض الى اقل من ذلك بكثير اذا التزم المواطنون بعدم رمي النفايات والتخلص منها بطريقة حضارية.

وفيما يتعلق بالأسواق، قال ان الامانة لديها فرق متخصصة لتنظيف الاسواق الشعبية التي تقام في العديد من المناطق لمدة يوم واحد اسبوعيا لكنه اشار الى ان المشكلة تكمن بكميات النفايات التي تلقى وسط السوق ويتعذر على طواقم الامانة جمعها بسبب الاكتظاظ، فيتم التخلص منها عند ازالة بسطات السوق.

وحسب قانون البلديات فإن امانة عمان الكبرى ملزمة بالتخلص من النفايات المنزلية في حين تتقاضى 6 دنانير على الطن الواحد لقاء التخلص من نفايات المنشآت التجارية والتي تكلف الامانة 42 دينارا للطن الواحد.

وترى المختصة الاجتماعية الدكتورة عبلة الوشاح ان السلوكيات الخاطئة للمواطنين لا تعبر عن مفهوم المواطنة الصالحة فالمواطنة هي صفة تعكس العلاقة بين المواطن والدولة اساسها الانتماء والولاء والتكامل بجميع اشكاله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وتعتبر ان هذا المفهوم يلزم الفرد بسلوكه وتصرفاته في جميع الميادين، ونحن نعلم ان من حق المواطن على الدولة تأمين العيش الكريم والرعاية بجميع اشكالها بالإضافة الى بيئة نظيفة، وبالمقابل على المواطن احترام هذا الحق والحفاظ على مقدرات وممتلكات الوطن.

وتعتبر الخدمات المقدمة للمواطنين والوضع العام لها، وفق الوشاح من المؤشرات المهمة التي تؤخذ بعين الاعتبار عند دراسة الوضع التنموي في أي دولة، وبالتالي على المواطن إن كان منتفعا من هذه المرافق والخدمات او الاداري الذي يقوم بالإشراف على مستوى هذه الخدمة ان يحافظ على المستوى اللائق لهذه المرافق والعمل سويا لتحقيق ذلك.

وطالبت الوشاح بضرورة تفعيل الانظمة والقوانين الرادعة لضبط السلوكيات الخاطئة وتغليط العقوبات على المخالفين والمتجاوزين على القوانين حفاظا على صورة الاردن.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات