قبلة " تركية " بين الرماد والنار
المدينة نيوز - خاص - علاء الدين إسماعيل - : هذه الصورة التي تسربت من بين ركام ورماد الحرائق التي خلفها أعضاء حزب كمال اتاتورك المحتجون ضد حزب التنمية والعدالة في تركيا تثبت بما لا يدع مجالا للشك انها " قبلة احتفالية بامتياز " وذلك بسبب تمكن هؤلاء من إثارة القلاقل في البلاد ، بعد استقرار دام سنوات ، حيث انطلقت الشرارة بما دعته المعارضة " حماية البيئة " عقب إعلان نية الحكومة نقل بعض أشجار من دوار في المدينة إلى مكان آخر لبناء مسجد .
والذي يطالع وسائل الإعلام المؤيدة لبشار الأسد يدرك كم أن هؤلاء ليس لهم من حديث سوى احتجاجات تركيا على اعتبار أن سوريا " العصابة " تعيش شهر عسل مع شعبها وليس عامين من القتل والذبح والإجرام .
أحد هؤلاء من عشاق الاسد الأردنيين خاطب أردوغان قائلا : " ذق إنك أنت العزيز الحكيم " وهذا نص آية قرآنية كريمة ، آثر هذا المثقف الاردني " إبراهيم علوش " أن يضمنها مقالة له وزعها على وسائل الإعلام الإثنين فرحا وشماتة باحتجاجات تركيا ، ونسي هذا الدكتور بأن أردوغان انتخب انتخابا ، ولو شاء لأنزل الملايين إلى الشوارع قبالة ثلة من حزب الشعب والعلويين الذين قدموا من الأسكندرونة للمشاغبة على حكومة التنمية والعدالة .
الغريب في المشهد التركي : أن هذا البلد يصل دخله القومي في العام إلى ترليون دولار ، وبنسبة نمو تصل إلى 7 % ، ولما لم يكن من سبب للثورة على الحكومة ، تذرع خصوم أردوغان بعدة اشجار للإنقلاب على الدولة والديمقراطية ، فاستغل العلويون الأتراك ذلك ، وركبوا الموجة .
إذن : علويون ، وجمهوريون علمانيون يحقدون على الإسلام ويرفضون البتة إعادة تركيا إلى مربعها الاول وقواعدها الأولى ، لأنهم يريدون أن تظل بيوت الدعارة فاتحة أبوابها ليلا ونهارا ، ولأن أردوغان وفي قرار أولي ، منع بيع الخمور من بعد الساعة العاشرة ليلا .
هل هناك مؤامرة دولية على تركيا ؟؟ ..
قد يكون الامريكان ضالعين فيها ، ربما ، وقد يكون الأوروبيون ، والسبب ، هو نهج الدولة الإسلامي ، الوسطي ، والذي هو غير مسموح فيه ابدا طالما أن اسمه " نهج إسلامي " إذ يتساوى المتطرف عند هؤلاء مع الوسطي ، والمهم لديهم أن لا يكون هناك أي صبغة للإسلام من قريب أو بعيد .
الصورة أعلاه ، وأدناه ، قبلة بين الرماد والنار ، وجدت لها وسائل الإعلام تفسيرا ، ونحن أحدها ، وهذه هي تركيا التي يريدون .