المكتبة الوطنية : بنية حاضنة للذاكرة الوطنية بتوجيهات من الملك

المدينة نيوز- اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وتوجيهاته السامية لم تقتصر فقط على مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، بل شملت ايضا الشأن الثقافي ..

" اوجد جلالة الملك بنية تحتية حاضنة للثقافة الوطنية ولمركز ثقافي يؤدي دوره ونشاطه في المملكة " وفقا لمدير عام دائرة المكتبة الوطنية محمد العبادي الذي اشار الى انه قبل زيارة جلالته للدائرة العام 2003، لم يكن لديها اي نشاط ثقافي ، وكانت مجرد مستودع يوضع به الارشيف وبعض الكتب , اذ ان المبنى كان غير مهيىء ، وطريقة التخزين لا تليق بالنتاج الثقافي الوطني ، وتعرضه للتلف.

واكد بمناسبة عيد جلوس جلالته على العرش ان توجيهات جلالة الملك للحكومة بعيد زيارته السامية العام 2003 بانشاء مبنى حديث وعصري مجهز بجميع التجهيزات لدائرة المكتبة الوطنية ، حمت الذاكرة الوطنية وحفظتها للاجيال المقبلة .

ونوه الى ان انجازات المكتبة الوطنية في السنوات الاربع الاخيرة وبعد الانتقال الى المبنى الجديد في العام 2008 ، جاءت نظرا لتهيئة بنيتها التحتية والتي اهلت الدائرة لان تمارس عملها كأي مكتبة وطنية عريقة في العالم .

ولفت الى ان المكتبة الوطنية اصبحت في السنوات الاخيرة صرحا ثقافيا كبيرا تمارس نشاطها الثقافي ، وانه اضافة لاستقبالها المبدعين الاردنيين فهي تستقطب المبدعين العرب والاجانب ايضا .

وفي معرض وصفه للمبنى الحالي قال ان المبنى يراعي الاضاءة والتهوية المناسبتين لحفظ مقتنيات الدائرة كذلك تتوفر فيه قاعات كبيرة بحيث يمكن استقبال 120 باحثا في ذات الوقت .

واضاف انه اصبح لدى المكتبة الوطنية حافظات للارشيف الوطني موضحا ان المكتبة تمتلك الان حوالي مليون ونصف المليون وثيقة عن المملكة ، واكثر من اربعمئة الف صورة وانها محفوظة بطرق حديثة ، وتستخدم برامج متطورة في الحاسوب في عمليات الارشفة .

وبين ان المبنى مجهز ضد حوادث الحريق او اي طارىء موضحا توفر قاصات واجهزة حديثة تسيطر على الحريق اوتوماتيكيا بسرعة وبدون تدخل بشري .

واشار العبادي الى ان المكتبة الوطنية تضم (ببلوغرافيا ) وطنية وهي السجل السنوي للنتاج الثقافي الاردني وايضا مركز الايداع مبينا ان كل كتاب يصدر في المملكة او اي انتاج ثقافي يمنح رقم وطني يعتبر شهادة ميلاد لهذا العمل الى جانب رقم معيار دولي.

ولفت الى ان المكتبة الوطنية تعقد نشاطا اسبوعيا كل يوم احد ، بعنوان( كتاب الاسبوع) يتم فيه اختيار عنوان كتاب صدر حديثا ، يقوم مؤلفه بعرض له ومناقشته بعد ذلك مع الجمهور .

ونوه الى ان كتاب الاسبوع اصبح تقليدا متعارفا عليه منذ اربع سنوات وان هناك صحفا ووسائل اعلام خارج المملكة تتابع ما ينتج في الاردن من خلال هذا النشاط .

واوضح ان المكتبة الوطنية الاردنية هي اول مكتبة وطنية على مستوى الوطن العربي تقوم بوضع نصف مليون وثيقة على موقعها الالكتروني وان ارشيف الدائرة يضم وثائق وطنية منذ تأسيس امارة شرق الاردن حتى الان ، كذلك يضم أعداد الجريدة الرسمية منذ صدورها في الثامن والعشرين من ايار 1923 وحتى الان .

وبين ان موقع المكتبة الوطنية الالكتروني يزوره يوميا 240 زائرا .

واكد العبادي ان الاردن تعتبر الدولة العربية الاولى التي الغت الرقابة المسبقة ليس على الكتب فقط بل على الانتاج الثقافي بشكل عام مشيرا الى ان ذلك شجع المؤلفين العرب على التوجه بمؤلفاتهم الى الاردن لطباعتها ونشرها .

ونوه الى ان القوانين الاردنية اوجدت بيئة تشريعية تشجع على الحرية والابداع وان المملكة اصبحت في السنوات الاخيرة قبلة المثقفين والكتاب العرب وبالتالي تطورت صناعة الكتاب في الاردن .

وقال انه في العام الماضي فقط منحت المكتبة ارقام ايداع لـ 800 مؤلف عربي ، من بينهم 150 مؤلفا جزائريا بالاضافة الى مؤلفات لبنانية ومصرية .

وزاد انه في العام الماضي تم نشر خمسة الاف مصنف في الاردن وهو رقم مرتفع جدا يؤهل الاردن لان تكون من اولى الدول العربية في مجال النشر .

يشار الى ان المكتبة الوطنية تأسست العام 1977 وكانت مديرية من مديريات وزارة الثقافة ، وهي الان دائرة مستقلة ماليا واداريا .

( بترا )