تساهل القانون بمنع التدخين يفاقم انتشاره

المدينة نيوز- اعتبر رئيس قسم القلب في مستشفى البشير الدكتور فخري العكور ان التساهل في تطبيق قانون الصحة العامة بمنع التدخين في الاماكن العامة اسهم في زيادة انتشاره في المملكة فضلا عن تراجع حملات التوعية.
وقال الدكتور العكور ان زيادة انتشار التدخين في الاردن يرجع الى ضعف حملات التوعية وصعوبة وصول المختصين من الاطباء لنشر الثقافة الصحية الى وسائل الاعلام.
واضاف ان تساهل ضباط الارتباط ومراقبي الصحة والموظفين المكلفين من مديريات الصحة والمستشفيات بتطبيق حظر التدخين في الاماكن العامة وعدم تحويل المخالفات الى المحكمة او عدم تحريرها بحقهم "ادى الى تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها".
ولفت الى نتائج دراسة اجراها عام 2009 اظهرت ان 30بالمئة من المصابين بجلطات قلبية ادخلوا في مستشفى البشير يعودون للفئة الشابة دون سن 35 معظمهم من المدخنين ما يشكل خطراً على الطبقة المنتجة في المجتمع، مشيرا الى احصائية لمنظمة الصحة العالمية في الاردن تقول "ان التدخين الذي يشكل عواقب صحية واقتصادية واجتماعية وبيئية ويتسبب بوفاة نحو 5 ملايين شخص سنوياً، يقدر عدد متعاطيه في العالم بنحو 3ر1بليون من بينهم حوالي 800 مليون في دول العالم الثالث.
وقال ان معدلات انتشار التدخين في الاردن بين الفئات العمرية بحسب احصائيات قسم الوقاية من اضرار التدخين في وزارة الصحة بلغت 29بالمئة من البالغين فوق 18عاماً و6ر49بالمئة من الذكور و7ر5 من الاناث في تعاطي السجائر، في حين بلغت نسبة المتعاطين للأرجيلة من هذه الفئة العمرية 3ر9بالمئة.
وبلغت نسبة مدخني السجائر للفئة 13-15عاماً 5ر11بالمئة منهم 4ر17بالمئة ذكوراً و6ر6اناثاً في حين بلغت النسبة للفئة ذاتها الذين يتعاطون الارجيلة 4ر21بالمئة .
وبينت الاحصائية ان 34بالمئة من الاطباء الاردنيين يدخنون السجائر وكذلك 9ر43 بالمئة من طلاب التمريض في الجامعات الاردنية في السنة الثالثة.
وبينت الاحصائية ان حوالي نصف الشباب من سن 13-15 يتعرضون للتدخين السلبي خصوصا من احد الابوين او كليهما، وان التدخين يعد السبب الرئيس لـ30بالمئة من مختلف انواع السرطان في العالم، وسبب 75بالمئة من سرطان الرئة، وهو من اهم عوامل اصابة الشرايين بالتصلب، والعامل الاول في اصابة القلب بانسداد الشرايين التاجية وجلطات القلب والدماغ، وان 4بالمئة من دخل الاسرة يتم انفاقه على شراء التبغ والسجائر.
واوضح العكور ان التدخين يسبب التحسس العصبي والالتهاب الرئوي وزيادة احتمال الاصابة بالسل والربو، وتشوهات خلقية للجنين اذا ما كانت الام الحامل مدخنة، اضافة الى زيادة احتمالية الاجهاض وتسمم الحمل والولادة المبكرة، وزيادة نوبات الربو عند الاطفال المعرضين للدخان والموت المفاجئ للرضع، اضافة الى هشاشة العظام وتلون الاسنان والتهاب اللثة وزيادة التجاعيد في الجلد وضعف القدرة الجنسية عند الرجال وضعف الخصوبة عند النساء.
واشار الى الاضرار الاقتصادية للتبغ والسجائر في السوق المحلي حيث بلغت المبيعات 352مليون دينار لعام 2008، وتكلفة علاج مرضى السرطان بلغت 80-120مليون دينار فيما بلغت قيمة الاضرار الناتجة عن علاج امراض القلب والصدرية والحرائق بسبب السجائر حوالي 400مليون دينار.
وقال ان من اضرار التدخين زيادة عدد المتقاعدين لأسباب صحية ما يؤدي الى ارتفاع تكاليف التأمين الصحي والرعاية الصحية واقساط التأمين العالي على الحياة وارتفاع تكاليف اخطار الحرائق والانفجارات.
واضاف ان الاردن بتوقيعه على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الاطارية لمكافحة التدخين التي دخلت حيز التنفيذ عام 2005 اكد دوره في التصدي لهذه الآفة الخطيرة خصوصاً ان هذه الاتفاقية ملزمة للأطراف الموقعة لمساعدة المدخنين على الاقلاع ومكافحة الاتجار غير المشروع وحظر المبيعات للقصر والاطفال.
(بترا)