أنْ تُواجه مسؤولاً تافهاً وصفيقاً..!!!
يشعر المرء في كثير من الأحيان بالقرف الممزوج بالاحباط والنزق والقلق على أوضاع البلد، ويتعمق هذا الشعور حينما ننظر حولنا فنجد بعضاً غير قليل من المسؤولين وأصحاب القرار يتحكّمون في مفاصل مهمة من شؤوننا، في الوقت الذي لا يستطيع الواحد منهم أن يتّخذ قراراً واحداً حكيماً لأهل بيته، فكيف بهؤلاء يتخذون قرارات حمقى تمس شرائح واسعة من الناس، وتُصيب حياتهم بالنكد والقلق والقرف والنَزَق..!
المشكلة أن الأردنيين طيبون وبسطاء، وهذا ما يجعل كثير من المسؤولين يستمرئون استغفالهم والضحك على ذقونهم، لكن الأمر مهما طال فإنه سرعان ما سينفجر تاركاً وراءه دخاناً كثيفاً يحجب الرؤية، ويؤدي إلى التلوث والاختناق. ومن هنا تنبثق أهمية إدراك صاحب القرار لخطورة اختيار المسؤول، وثمّة دلائل على مسؤولين على درجة عالية من الخروج على النسق العام ليس الأردني فحسب وإنما النسق العام الإنساني، فهل سيكون هذا المسؤول مقبولاً لدى الناس، وكيف نتوقع أن يتلقف الناس قراراته وكلماته وهو لديهم مرفوض مشكوك ملفوظ وأحياناً بلا قيمة ولا وزن..!!
قولوا للناس إن أحلامكم عليكم حرام، وإن تطلعاتكم إلى مجتمع راقٍ تسوده العدالة والرحمة حلم بعيد المنال، وقولوا لهم إياكم أن تحلموا بمسؤولين وأصحاب قرار من الحكماء والفضلاء، فثمّة حاجز كبير بيننا وبينهم، وإن الشعور بالنزق سيتعمّق ونحن نواجه تياراً معاكساً في الرؤية والفكر والقرار، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الشعور بالقرف والإحباط، وسوف نواجه موجة من المسؤولين الصفقاء التافهين الذين علينا أن نتعايش مع قراراتهم الصفيقة وفكرهم التافه، وحقارة بعض تصرفاتهم وسلوكياتهم، فأسوأ ما يؤذي مشاعر الناس وانتماءهم أن يواجهوا مسؤولاً تافهاً وصفيقاً..!!
آخر الكلام: عندما تتعارض المبادىء مع المصالح، يغدو السؤال عن تقديم إحداهما على الأخرى خروجاً على النسق الإنساني، فكيف إذا تعارضت لدى مسؤول في الدولة، ألا تكون صفاقة وتفاهة وحقارة أيضاً..!؟