وزير الثقافة : نعم هناك أخطاء في مهرجان الاردن ولكن ليست خطايا

المدينة نيوز ـ هل اقتربت "المغامرة"من النهاية؟ السؤال عن قرب ختام فعاليات مهرجان الاردن الاول الذي كثرت الاراء فيه بين مشيد بنجاحاته التي حققها في عمان والمحافظات ، وبين المؤيد لبعض الفعاليات والمعترض على بعضها الآخر.
وكما فعلنا في البداية ، حين ذهبنا الى الدكتور صبري الربيحات وزير الثقافة والذي يعد صاحب الفضل في النجاحات التي تحققت حتى الان ، نذهب اليه مع بدء العد العكسي لاختتام الفعاليات. ولا بد من الاعتراف أننا طرحنا كل ما قد يخطر ببال المتابعين للمهرجان وقلنا رأينا ، وبجرأة. ولكن الدكتور الربيحات ، تحدث بلغة "متوازنة" بعيدا عن المفردات التي "قد" تحمل معان يمكن ان تُفهم بغير موضعها. وبخاصة ما ارتبط باشخاص سواء من العاملين في المهرجان او خارجه.
وكان رده على كل ما ذهبنا اليه من الملاحظات والانتقادات بأنه "وجهات نظر" وليست "حقائق".
فتح لنا الوزير "درجا" قال انه مليء بالشكاوى والملاحظات ، ولكن الوقت لا يتسع ـ الان ـ تحديدا للبحث في معظمها. واطلعنا على "تقارير" سرية ضمن ثقته بـ "الدستور" ، وسمح لنا بذكر بعضها وتفهمنا ، واحترمنا رغبته بعدم البوح على الاقل ـ خلال هذه الفترة ـ. وتاليا ما جاء في بعض الحوار.
كيف سيكون حفل الختام وما الفرق بينه وبين الافتتاح؟
ـ حفل الختام سوف يرعاه المهندس نادر الذهبي رئيس الوزراء في المدرج الروماني مساء السبت ـ بعد غد ـ ويتضمن سيمفونية للموسيقار هيثم سكرية ومشهدية يقدمها الفنانان اسماء مصطفى وحكيم حرب. وسوف نركز على البتراء ونعيد اليها الاذهان. اما حفل الافتتاح فكان الهدف منه تقديم انطباع حول المهرجان وهويته ورسالته. كما كان الهدف منه التأسيس للحركة الثقافية الاردنية في المجالات المختلفة ( الادب والفن والفلكلور). قدمنا في "الافتتاح" نمر بن عدوان شعرا وتوفيق النمري غناء وروكس العزيزي مسرحا. كما قدمنا الحركة الفلكلورية من خلال ميسون الصناع وتحدثنا عن الاردن المكان. وها نحن نلتقي بعد ان طاف المهرجان في (72) موقعا في الاردن.
ما هي المشاكل التي تعترض الفعاليات حتى الان؟
ـ لا احب ان اسميها "مشكلات". انت حر في تعبيراتك. انا اسميها غير ذلك. مع ذلك لا توجد "مشكلات" تقنية.
لماذا لم تُعرض مسرحية "قهوة سادة" في مركز الملك عبد الله بالزرقاء رغم الاعلان عنها ، ما جعلكم تعرضونها بشكل مفاجىء في المركز الثقافي الملكي؟
ـ مشكلة "قهوة سادة" ان التقنية الموجودة في مركز الملك عبد الله اعلى من المطلوب من قبل المخرج خالد جلال. وكان المخرج يفضل ان يكون عمق المسرح (11) مترا. ومع ذلك كان الحضور في "الملكي" جيدا.
نعود لحفل الافتتاح وحفل الختام ، سمعنا عن "منافسات" بين الفنانين للمشاركة. هل تسميها "مشكلة". هنا اشير الى هيثم سكرية واعلانه بالصحافة عن رغبته بتقديم "سيمفونية" البتراء ، وكانت البداية مختلفة. كيف تفسر ذلك؟
ـ مرة اخرى لا اقرّك على استخدام كلمة "مشكلة" بل هي رغبات وهي مشروعة لكل المبدعين والفنانين ونحن نختار المناسب دون الانقاص من قيمة ما يقدمه الاخرون.
بعد كل ما قدم من فعاليات ، كيف ترى الفوائد؟
ـ كشفنا واكتشفنا فرقا موسيقية تمزج بين الموسيقى الغجرية والعربية والغربية. وكان مدهشا ان تأتي بثقافة (43) دولة وتعرضها على المسارح وتلقى الاقبال الشعبي الواسع. كذلك وصول الفعل الثقافي الى الناس بعث في النفوس الفرح. وكذلك ما سمعناه من الوفود كان يبعث على السعادة. كما تفاعل اعلامنا بكل وسائله مع المهرجان وتعاملت الصحافة والاعلام مع مهرجان الاردن كشركاء ورافعات للمهرجان. وكان المواطن هو نجم المهرجان الفعلي حيث شارك واستمتع وعبر عن سعادته بالضيوف وبما رأى ، وعكس الذوق الاردني. وهنا اشير الى الاقبال والانصات الجيد للفعاليات في اربد ومادبا والمفرق والزرقاء. كما ان المدرج الروماني صار ينبض بالحياة وصار مكانا وفضاء اعتاد المواطنون على ارتياده ، والذي جمع اهل عمان الغربية والشرقية ، واعاد المهرجان تعريف علاقة الانسان بالفضاء.
وكانت درة المهرجان الحفلات الغنائية لنجوم الطرب العرب الذين يغنون القصائد والاغنيات الراقية ، وهم ذكرونا ان هناك وجدانا مشتركا للانسان العربي فيه حب ووجد وحنين. لقد عشنا من خلال المهرجان زمنا تكثفت فيه المشاعر ومر الزمن بسرعة لدرجة انك ، - وكما ذكرت في احدى تغطياتك - لا نستطيع نتأمل ما رأيناه في الليلة السابقة. لأننا نحتاج الى وقت لاسترجاع المتعة. ولعل اجمل ما في المهرجان انه نقل صورة جميلة عنا الى العالم واحس الناس بغنى وتنوع الفضاء الاردني. وهنا نشير الى زيادة الاقبال من السياح الى الاردن بفضل مشاركة الفنان محمد عبده. كما ابرز المهرجان الفنان والمطرب الاردني من خلال مشاركة (68) مطربا اردنيا.
كثر الحديث والانتقادات للجنة التنسيقية للمهرجان من حيث الاختيار والاداء وبخاصة من الفنانين وما اطلقوا عليه غياب "العدالة" ، ما رأيكم؟
ـ هؤلاء اعضاء اللجنة اجتهدوا ولعل عملا بهذا الحجم يتيح المجال للاخطاء ونادرا ما ترضي القرارات جميع الناس ، ولكنني اقول ما يمكن وصفه "هذا ما كان يمكن فعله". نعم هناك اخطاء ولكنها ليست خطايا.
بعد كل ما تعرضتم له وما فعلتموه ، الا تخشون ان "تطير احلامكم" اذا ما تغيرت مواقعكم ، وهذه سنة الحياة؟ الا تخشون ان تصبح مجرد ذكريات؟
ـ لقد فعلت ما رأيته مناسبا وما اقتنعت به. ومن الطبيعي ان تتحول الافعال الى ذكريات.