اردنيون في ذاكرة الزمن : الشيخ المرحوم محمد محيلان

تم نشره الثلاثاء 18 حزيران / يونيو 2013 11:39 مساءً
اردنيون في ذاكرة الزمن : الشيخ المرحوم محمد محيلان
رابعة الشناق

في تاريخنا الزاهر نماذج رائعة من العلماء الذين أدوا رسالتهم على أكمل وجه، فكانوا نبراساً يستضاء بهم في كل زمان، ونماذج يقتدى بها في وقت تُفتقد فيه القدوة الصالحة، والكلمة الجريئة ، والمجابهة الصريحة في سبيل إعلاء كلمة الله،وخدمة الوطن .

شيخنا انموذجا من هذا الطراز الفريد الذي يجب أن نستلهم سيرتهم في حياتنا ،لانه أنموذج رائعً للعالم البارع

والمستنير، والاجتماعي المخلص، المتعبد على طريقة السلف الصالح. فهم الشريعة الإسلامية فهما واضحا, فمخافة الله كانت دليله، آمن بالوطن الأردني وأخلص له ولم يستغل وظيفته بأي صورة أو أي طريقة،أخلص للقيادة الهاشمية كقيادة مشروعيتها دينية وتاريخية وإرادية .


ينتمي سماحة الشيح محيلان الى عشيرة المراشدة المقيمة في قرية سوم غرب اربد ، --المراشدة من العشائر العربية العريقة " قبيلة عتيبة من السعودية " - والتي لم يطعن في ولائها وإنتمائها لأمتها العربية ولم يثبت عليها ان تواطئت يوما مع مستعمر أو متغطرس أو ظالم ،بل هي عشيرة مدافعة ، رافعة لراية الحق والرجولة والشرف والمروءة ،لا تقبل الهوان والاستكانة وترفض الذل والخنوع. وتجدر الإشارة إلى أن عشيرة المراشدة هم أخوال شاعر الأردن الخالد مصطفى وهبي التل"عرار"حيث أن والدته هي السيدة مريم جابر المراشدة.


يعد سماحة الشيخ المرحوم محمد محيلان المراشدة من علماء العصر البارزين الذين لهم الفضل في نشر العلم وتدوينه، ولا ينكر أحد فضله -خلال خمسين عاما -من البذل والعطاء خدمة لوطنه ولقيادته الهاشمية تجلى ذلك في مواقع المسؤولية التي تحملها.


عمل سماحة الشيخ طوال حياته من أجل الوطن والقيادة والناس، وكان يعمل على إصلاح ذات البين، ونشرالمحبة والسلام، فيحل الود مكان الكره والحقد والبغضاء، بقي كذلك حتى وافته المنية راضياً مرضياً، وقد واصل ابناؤه حمل أمانة هذا الإرث الكبير ، محافظين على نهج الولاء والانتماء للوطن والقيادة الهاشمية، مكرسين ا نفسهم لخدمة أهلهم وبلدهم، عاملين بإخلاص من أجل المحافظة على العادات الحسنة والقيم النبيلة، والمساهمة في مسيرة البناء المستمرة، تحقيقاً لرؤى القيادة الحكيمة، فالانتماء يقاس بحجم العمل والانجاز.. وما قدموه ولا يزالون كثير.

.المولد والنشأة والانحدار الاجتماعي


ولد سماحة الشيخ محمد محيلان المراشدة عام 1922 م في قرية سوم ، غرب اربد ، شمال الأردن، و بعد عامين من ولادته فـُجع بوفاة والدته، ولم يكد يتجاوزالخامسة حتى عاوده الحزن بوفاة ابيه – اصبح 1927 يتيم الاب والام ( لطيما)، نشأ في أكناف أعمامه وعماته ويبدو أن يُـتمه المبكـِّـر ولـَّـد في صدره طموحا صمَّـم على تحقيقه، ولنقف ونتأمل في هذه الصورة الرائعة والتي تحمل العديد من المعاني وكيف ان هذا الطفل رسم المستقبل بنظرة ثاقبة فقد اصابه الالم والحزن والحرمان وعندما جلس مع نفسه اتاه الامل وخاطبه قائلا: عليك المثابرة والمكابرة والاصرار والجد والعمل كي تخرج من كل هذا، و تحقق حلمك في ان تصبح فقيها عالما وقاضيا شرعيا يحدب على الأيتام ويرعى حقوقهم، و القصد هو الطموح يولد وينمومع الانسان باحلامه ليرسم الاهداف التي يحاول ان يصل اليها , وايقن ان اليأس والحزن لا يولّد إلا الفشل ولا يأتي بأي ثمرة لا في الدنيا ولا في الآخرة -فالطموح يولد من رحم الجروح – لذا فلن يكون للمستحيل وجود له في حياته.
سيرته التعليمية


التحق شيخنا كأترابه من أطفال القرية بكـُـتـَّـاب القرية ، كان مُجتهدا في حفظ القرآن الكريم وسنة نبيه ، ولم يلبث أن دفعه طموحه للإرتحال إلى مدينة عكـَّـا بفلسطين سيرا على قدميه ليلتحق بمدرسة الجزار ويحصل منها على شهادة .>>المترك الفلسطيني»الذي أهله لمتابعة دراسته بالجامع الأزهر الشريف وفيه تلقى علومه على كبار الأساتذة علماء العصر ، ومنهم أصحاب السماحة شيوخ الازهر ومنهم الشيخ محمد شلتوت والشيخ مصطفى عبد الرزاق، وتوَّج محمد محيلان مسيرته الدراسية بالأزهر الشريف بالحصول على شهادة العالمية" الماجستير"في تخصُّـص القضاء الشرعي عام 1947 م، ممهورة بتوقيع الملك فاروق الأول ملك مصر.
المواقع الوظيفية


بعد تخرُّجه من الأزهر الشريف عاد إلى الأردن ليشغل وظيفة كاتب في محاكم جرش والسلط والكرك وإربد خلال السنوات 1947-1949 م و في 1950عين رئيسا لكتاب محكمة إربد الشرعية، وكان ذلك تقليد يجري على كل خرِّيج في القضاء الشرعي للإلمام بكل جوانب القضاء الشرعي، وفي عام 1952 م تحقق حلم الشيخ محمد محيلان بتعيينه قاضيا شرعيا متنقلا في عدد من المدن في الضفتين، ثمّ أصبح مفتشا للمحاكم الشرعية ثمَّ مديرا لها ثمَّ قاضيا ً في محكمة الاستئناف الشرعية وفي عام 1984 م أصبح على رأس القضاء الشرعي قاضيا للقضاة بالإضافة إلى رئاسة مجلس الإفتاء، وفي العام 1992 م أحال الشيخ محيلان نفسه إلى التقاعد وانتقل إلى رحمة الله في العام 2006 م.

مهام كلف بها( رئاسة لجان عليا او العضوية فيها)


 رئيس مجلس مؤسسة إدارة وتنمية صندوق أموال الأيتام .
 رئيس لجنة تعديل قانون الأحوال المدنية .
 عضو لجنة التأسيس لمنح درجة الماجستير في القضاء الشرعي في الجامعة الأردنية
 عضو لجنة امتحان المسابقة القضائية .
 عضو لجنة مناقشة نظام الخدمة المدنية ونظام مجلس الخدمة المدنية وتنظيمه .
 عضو المجلس التأديبي لموظيفي المحاكم الشرعية.
 ممثل دائرة قاضي القضاة في منظمة الأسرة العربية .
 عضو مجلس صندوق الزكاة .
 عضو مجلس المركز الثقافي الإسلامي .
 عضو لجنة مشروع تعليمات الخطابة والإمامة والوعظ والإرشاد والإشراف على المراكز الإسلامية ودور القرآن الكريم .
 عضو اللجنة الاستشارية الدائمة لشؤون الوعظ والإرشاد.
 عضو اللجنة الملكية لشؤون القدس .
 عضو لجنة إعمار المسجد الأقصى .
 عضو مشارك في مؤتمرات المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية .
انجازات نفاخر بها
 ادخال الكومبيوتر إلى عمل المحاكم الشرعية.
 تطوير سجلات المحاكم الشرعية وطريقة التوثيق.
 تطوير مؤسسة الافتاء الأردني ،حيث كان رئيسا لها .
 تطوير مؤسسة تنمية أموال اليتيم ،حيث كان رئيسا لها .
 فتح محاكم شرعية جديدة في الأردن.
مؤلفاته :
 القضاء الشرعي الأردني في العهد الهاشمي من سنة 1921-1986 تأسيسه ومراحل تطوره.
 2القضاء الشرعي في الأردن, وهو من منشورات لجنة تاريخ الأردن سنة 1994.
الجوائز والأوسمة
• وسام الاستقلال سنة 1992 منحة جلالة الملك الحسين بن طلال- طيب الله ثراه
• جائزة آغا خان لعمارة المسجد الأقصى سنة 1986
الجوائز المخصصة باسمه
 جائزة المرحوم سماحة الشيخ محمد محيلان تمنح للأول في درجة الدكتوراة في الجامعة الأردنية مقدمة من نجله معالي الأستاذ الدكتور مجلي محيلان.
 جائزة المرحوم سماحة الشيخ محمد محيلان تمنح للأول في درجة الماجستير في الجامعة الأردنية مقدمة من نجله معالي الأستاذ الدكتور مجلي محيلان.
وفاته : توفي بتاريخ 8 اذار 2006, ودفن بناء على وصيته في عمان, حيث أنه أحب الأردن شمال وجنوبا ووسطا. ووري جثمانه بمقبرة شفا بدران حيث يجاور شجر البطم الأطلسي, الذي يتجاوز عمره الألف عام، ولا تزال حية أصلها ثابت وفرعها بالسماء. توفي الشيخ ، لكن ذكره الطيب وعمله الصالح جعله كالشجرة الطيبة لا يغيب ذكرها أبداً، فهذه الأرض لا تكل إنجاب الرجال الكبار الخلص، وهم درع الوطن وحصنه الحصين.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات