اللص المثقف
في أحد الأزمنة أوردت وسائل الأعلام خبرا ً إستحق التوقف عنده والتعليق عليه لغرابته وقسوته في المضمون والعبرة.
فقد تم تنفيذ حكم بإعدام الكاتب الأمريكي "ستيفان وين أندرسون"، الفائز بجائزتين أدبيتين في الشعر والمسرح في سجن "سان كوينتن" بولاية كاليفورنيا الأميركية ليكون آنذاك عاشر محكوم يُنفذ به حكم الإعدام في الولاية آنفة الذكر.
وكان أندرسون قد أطلق النارعلى معلمة بيانو (81 عاما ً) خلال عملية سطو على منزلها في الفترة التي كان فيها مشردا ً بلا مأوى.
برأيي المتواضع ... لقد أخطأ القاضي حين أنزل بالكاتب (أللص) عقوبة ألإعدام وكان بإستطاعته إستبدالها بالمؤبد، من حيث أن هذا "أللص المثقف" كان بإمكانه كتابة الكثير من الكتب (أو غيرها) لردع الكثير من الناس عن مثل هذه الأفعال التي إرتكبها ودفع ثمنها غاليا ً ... فمثقف في السجن على قيد الحياة خير ألف مرة من جثة مثقف هامدة في القبرلا تعود بالنفع على أحد.
وكان حاكم ولاية كاليفورنيا قد رفض آنذاك طلبا ً تقدمت به مجموعة من الكتاب والناشطين في مجال حقوق ألإنسان للعدول عن حكم الإعدام، مشددين على أن حالته النفسية ومستواه الفكري والمدة التي قضاها في السجن تؤهله بشكل كامل للإندماج في المجتمع من جديد.
تفسير غرفة الإعدام
غرفة الإعدام بواسطة الغاز في كاليفورنيا (سجن ولاية سان كوينتين) وتم تحويلها فيما بعد لعمليات الإعدام بالحقنة القاتلة، حيث توقفت كاليفورنيا عن إستعمال الغاز السام عام 1995.