لتكن مجاملاتنا بناءة
تلعب المجاملات والعلاقات الشخصية دورا محوريا في بنياننا الاجتماعي سواء اكان مبنيا على علاقات قربى او مصاهرة او صداقة او مصالح متبادلة.
وتتحكم هذه العلاقات في امور حياتنا واصبحت تضع حدا لحكم العقل والعواطف وتبقى تداعياتها مؤثرة على المجتمع لعشرات السنين .
واذا استعرضنا سير حياتنا نجد ان الموظف يدفع ما يعادل ثلث دخله على المناسبات والمجاملات ولا بد هنا من تناول المناسبات السعيدة .
ففي الماضي عند الزواج كان يقدم للعروسين ''النقوط'' علي شكل مبالغ مالية كانت في كثير من الحالات تغطي جانبا من مصروفات العرس والبعض كان يقدم ليلة الفرح ذبائح تسهم في اعداد الولائم او الوليمة للمباركين والمهنئين فيما يقدم البعض اكياس الارز والسكر حتى اصبحت عادة .
ناهيك مما يقدم في حالات الولادة او النجاح في الدراسة او السكن في بيت جديد.
ولكن وبمزيد من الاسف تحولت هذه العادة وخاصة في حالات الزواج لتقديم هدية, هدية لا يمكن الاستفادة منها اطلاقا بل يمكن ان تشكل خطورة لا تقل عن خطورة اطلاق العيارات النارية .
ماذا يستفيد العروسان من الالعاب النارية? حبذا لو عدنا لما كنا عليه في السابق خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة بتقديم اثمان هذه الالعاب على شكل نقد يمكن ان يعين العروسين على تكاليف الزفاف .
اما في المناسبات غير السعيدة والتي تلم بنا فلا تزال جوانب منها مضيئة تنم عن اصالة مجتمعنا ومنها ان يتضافر الافراد من عشيرة او عائلة بتقديم الطعام لاهل المرحوم او المرحومة والاسراع في تقديم واجب (النقيصة) مما يخفف كثيرا من وقع الحدث .
لكن ما لا يقبل ان يكتفى بوليمة يحضرها ذوو المصاب وذلك بدعوى ان العادة محكمة لا نتحدث عن الميسورين والنعمة ولينفق ذو سعة من سعته اما غير القادرين الذين يضطرون للاستدانة هؤلاء هم الاكثرية فهذا تحميل لهم فوق طاقتهم .
حبذا لو بادر اهل اليسر بوقف هذه العادات وتوزيع قيمة الطعام على الفقراء والمحتاجين فتكون الفائدة اعم وترفع الحرج عن الغالبية العظمي من الناس .