فضيحة من العيار الثقيل: 90% من الدراما المصرية "ملطوشة" من أعمال أجنبية !

تم نشره الثلاثاء 11 آب / أغسطس 2009 02:18 صباحاً
فضيحة من العيار الثقيل: 90% من الدراما المصرية "ملطوشة" من أعمال أجنبية !

المدينة نيوز- صدق أولا تصدق.. 90% من الأفلام والمسلسلات المصرية أفكارها مقتبسة دون إشارة لمصدرها الأساسي، هذه ليست مزحة ولكنها حقيقة أكد عليها كتاب "الاقتباس في السينما المصرية" لمحمود قاسم .. وفي دراسة للباحث السينمائي أحمد ممدوح أكد أن غالبية المسلسلات المصرية لا تخلو من الاقتباس، حيث أن أفكارها مسروقة من أعمال تلفزيونية أجنبية.

و القائمة عامرة سوف نورد بعضها على سبيل المثال وليس الحصر، كما قال أحمد ممدوح، مسلسل "أماكن في القلب" مقتبس من فيلم ألماني مسلسل "أحلام عاديه" مقتبس من مسلسل فرنسي، إلى جانب المسلسل الكوميدي الشهير "راجل وست ستات" المسروق من سلسلة برامج "سيت كوم".

أما فيلم "حرامية في كي جي تو" فمأخوذ عن الفيلم الأمريكي"الآنسة ماركه صغيرة"  و"أصحاب ولا بيزنس" و "جاءنا النبأ التالي" كلاهما عن الفيلم الأمريكي "أحب المتاعب" "جواز بقرار جمهوري"  عن الفيلم الايطالي "الباب".

كما أن فيلم "السلم والثعبان" مقتبس عن الفيلم الأمريكي "حول الليلة الأخيرة" و"الإرهاب والكباب" عن الفيلم الأمريكي "بعد ظهر يوم لعين" و"شمس الزناتي" عن الفيلم الأمريكي "العظماء السبعة".

ما هي الأسباب وراء هذا الاقتباس هل هناك قصور في خيال الكتاب المصريين؟ أم أن واقعنا خالي من القصص التي تستحق العرض على شاشات السينما؟ أسئلة طرحتها شبكة الإعلام العربية "محيط" على المختصين وكانت هذه إجاباتهم.

جذور أجنبية


يقول الناقد مصطفى درويش بالطبع الاقتباس في السينما المصرية شيء معروف ولا يحتاج لدراسة ولكن من الأفضل ظهور دراسات لرصد هذه الظاهرة التي تستوجب البحث والتمحيص وما هي الأسباب في عدم وجود أفكار جديدة للكتاب،  ومنذ البدايات ونحن نعتمد إما على النقل المباشر أو الاقتباس مع التصرف أي يضع الكاتب بعض التوابل المصرية على القصة حتى تصبغ بطابع مصري زائف، ولذا السينما المصرية ليس لها وزن عالمي لأن ليس لها طابع خاص بها.

ويضيف من المعروف أن التكنولوجيا المستخدمة في الأفلام كلها واحدة على مستوى العالم وليس هناك كاميرا مميزة عن أخرى أو جهاز مونتاج نادر لدي الآخرين وليس لدينا، ولكن الاختلاف دائما يكون في الأفكار التي تنبع من مشاكل الناس بهذه البلاد، ولذا يعجب الغربيون  أشد الإعجاب بروايات نجيب محفوظ؛ لأنها تعكس حضارة معينة لا يعلمون عنها شيئا في  الخارج.

أما بالنسبة للأفلام المقتبسة فلا تقدم لهم جديد عن البيئة المصرية لأنها فاقدة للهوية، وهي بلا شك ظاهرة مضرة على المدى الطويل بالسينما والثقافة عامة؛ لأن السينما أم الفنون ولو أنها فقدت هويتها تكون مشكلة في غاية الخطورة.

السر في الاستسهال
 
ويؤكد مصطفى أن داء السينمائيين المصريين هو الاستسهال وبدلا من أن يفكروا ويغوصوا في أعماق المجتمع الحقيقية وهو ما يتطلب مجهود أكبر بالطبع، يفضلوا سرقة الفيلم الأجنبي وتعريبه بإضافة بعض الكلام من الحواري وبعض المواقف من البيئة المصرية ويدعي أنه فيلم مصري وهو لا يعبر عن واقع المصريين في شيء.

ويروى درويش ما حدث للمخرج الراحل يوسف شاهين الذي اشترك في مهرجان كان بفيلمه "المصير" وفوجئ بأنه لم يحصل على جائزة بالمهرجان، بينما حصل عليها مخرج إيراني وكان فيلمه يدور حول شخص يريد الانتحار، وهو الأمر المستحيل في دولة دينية يحكمها الملالي، وهي فكرة جديدة ونابعة من مجتمعه وأزماته. أما الفيلم المصري فيكون عبارة عن بعض المواقف وبعض الرقصات وبعض الأغنيات وانتهي وبالتالي لا يضيف جديد.

لا للخيال العلمي

ويضيف أنه ليس محض صدفة أن أفلام الخيال العلمي لا تلقى رواجا في مصر، لأن الجمهور غير قادر على تقبل فكرة أن غيره يتخيل بهذا الشكل، فلو وصل أحد الموزعين فيلم خيال علمي تكون بالنسبة له مصيبة لأنه لا يستطيع تسويقه.

كما أن أفلام التحريك لا تلقى رواجا أيضا في مصر وعندما سألوا أمهات الأطفال عن سر ذلك؟ قالوا إن الأطفال لا يحبوا هذه الأفلام لأنها تخلو من الحقيقة، أي أن الأطفال ليس لديهم خيال ولا يتصورا أن هناك خيال، ومن يملك الخيال للأسف ينكدوا عليه حتى يترك البلد ويسافر لبلاد بها لا ترفض الخيال ولديها الإمكانيات لتحويله لحقيقة، ولذا لمع نجم الكثيرين من المصريين في الخارج.

التضحية غائبة

ويوضح مصطفى درويش أن لا مبالاة الجمهور المصري جعلت السينمائيين يتجهوا إلى الأفلام التجارية التي تحقق الربح، فهم لا يحتملوا التضحية من أجل الأفكار القيمة، ولنا في المخرج الإيراني مخمل باف وأسرته عبرة، حيث تركوا إيران وتنقلوا كالرحالة بين البلاد لكي يستطيعوا الإخراج والتعبير عن أفكارهم،  وقد تعرضت ابنته المخرجة أيضا للخطف والاعتقال والاغتيال، ولكن لم يتوقفوا وتحايلوا بشكل أو بآخر للتعبير عن مشكلات مجتمعهم بصدق وأمانة وبقدر كبير من الشجاعة .. أين رجال السينما المصرية من هؤلاء؟

وعندما يقدم المصريون أفلام يطلقوا عليها وصف الواقعية تكون خالية من كل معني؛ لأنهم لا يملكوا ما يقدموه فتكون مليئة بالجنس والألفاظ الغليظة ونكات غير بريئة لجذب الجمهور، والدليل على ذلك مشهد من فيلم "دكان شحاتة" تركب فيه هيفاء وهبي المرجيحة أمام مسجد الحسين والذاكرين يتركوا حلقة الذكر لمشاهدتها وهي تتأرجح، هل هذا الموقف يمكن أن يحدث في مصر ؟! هل هذه هي الواقعية التي يتحدثون عنها ؟!!  شيء غير معقول وهم لا يعكسوا ما في العشوائيات، ومن المؤكد أن يزايدوا في هذه الأفلام على الواقع فيعرضوا الفقراء وهم أكثر فقرا والفساد بشكل أكثر فسادا.

أهم عيوبها

وعلى العكس يرى المؤلف محفوظ عبد الرحمن أن نسبة 90% مبالغ بها ومن المفترض القيام  بدراسات بحثية خاصة وطبقا لمنهج محدد حتى للوثوق في النتائج، ويقول لا نستطيع أن نقطع بأن هذا الكم الهائل مسروق، وهذا لا يعني أن ننفي عدم وجود سرقات، حيث أن هناك للأسف أفلام مقتبسة كلية بالفكرة والمشهد وهناك اقتباس للفكرة فقط، والاقتباس بأشكاله والاعتماد على الآخر من أهم عيوب السينما المصرية.

من لا مهنة له

ويوضح محفوظ أن هناك سببان لهذه الظاهرة أولها أننا في مصر لم نربي كوادر للكتابة السينمائية، وكتابة السيناريو تعد مهنة من لا مهنة له، أي شخص يستطيع الكتابة للسينما.

وما يثير السخرية أن الكل يؤكد أن أهم ما في الفيلم هو السيناريو إلا أنه عمل لا يُحترم، ومن السهل جدا أن يقوم بطل الفيلم بالتغيير في السيناريو أو المنتج أو المخرج حسب رغبتهم دون الاهتمام بكاتب السيناريو.

إذن المناخ العام غير مهيأ ولا يساعد كتاب السيناريو على الإبداع، ولم نسمع في يوم من الأيام عن شركة إنتاج قررت عمل ورشة تدريب على كتابة السيناريو، وهذا لا يعني الإفلاس التام ولكن هناك فلتات بالطبع ويخرج علينا من حين لآخر كتاب سيناريو نابهين.

ويضيف عبد الرحمن أنه في الوقت الذي يعامل به كاتب السيناريو بهذا الشكل يكون الاهتمام بنجم الفيلم على أشده فيمكن أن يقوم المنتج بتخصيص نزهة خاصة له في أوروبا للترويح عنه قبل أو بعد الفيلم، مما يصيب كاتب السيناريو بالإحباط وعدم الإبداع.

وللكبت أثره..

أما السبب الثاني فيتمثل في التضييق الذي يعانيه كاتب السيناريو في مصر فهناك موضوعات كثيرة لا الاقتراب منها وقد أحيط بعقله بقيود حديدية، حتى لا يتخطى مستوى معين، فلا يستطيع مثلا الكتابة عن الرئاسة أو الدين، مما يجعل عقله يتضاءل ويختفي إبداعه.

ولا يتفق الناقد طارق الشناوي مع رأي الكاتب محفوظ عبد الرحمن حيث يرى أن ظاهرة السرقات ليس لها علاقة بكبت الحريات أو لغياب الديمقراطية، بل على العكس هذه الحالة تؤدي غالبا إلى وهج إبداعي .

ويذكر أن عملية الاقتباس هذه مرتبطة بتاريخ السينما المصرية،حيث أن هناك عدد لا يستهان به من الأفلام المصرية له أصول أجنبية، وهو ليس اتهام موجه للجيل الحالي من كتاب السيناريو فقط، حيث يحفل تاريخ السينما المصرية بسرقات كثيرة غير معلنة ولكن نسبة 90% منها نسبة مبالغ فيها، ومن المرجح أن تكون النسبة 60 أو 70 % .

أما السبب وراء هذه السرقات لا يرجع إلى انعدام الخيال أو أن واقعنا خالي من الحكايات، ولكن أحيانا البعض يستسهل وهذا لا يعني أن هناك قصور مطلق عن السينمائي المصري ولكن الاستسهال يكسب.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات