الأمير الحسن: إساءة استخدام الدين تغذي صناعة الكراهية
المدينة نيوز - قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن إساءة استخدام الدين تغذي صناعة الكراهية على حساب من يحاولون تعزيز مدرسة العقلانية والنهج الإنساني في العالم.
وأضاف سموه، اليوم (الثلاثاء 11 آب 2009)، خلال لقائه في الجمعية العلمية الملكية مجموعة من الشباب العرب والغربيين المشاركين في ورشة العمل الدولية "الحوار بين الشرق والغرب" التي نظمها مجلس كنائس الشرق الأوسط، أنه حتى لا تظل الأصوات المتطرفة هي الأصوات العالية في الفضاء العام فإنه لا بدّ من تأسيس الفضاء الثالث بتمثيل شخصي يجمع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بحيث يتم العمل بتناغم من أجل معالجة القضايا الإنسانية من خلال التمكين القانوني للفقراء، وإحياء المفاهيم الأساسية مثل الأوقاف والحِمى والخيرية.
وقال سموه إن الأخلاق والقيم لها دورها في كل مجتمع، ولكن من الضروري عند إجراء أي عملية حوار التعبير عن مواقف متماسكة، على مستوى منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، تجاه القضايا الأساسية التي تتعلق بكرامة شعوب المنطقة وحرياتها المدنية والدينية.
ودعا الأمير الحسن إلى أن يكون هنالك تركيز إقليمي على تذكير العالم بأن المسيحية انطلقت من منطقتنا إلى العالم، وهي المنطقة التي تتميز بتراث ديني مشترك بين الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام.
وأكّد سموه على ضرورة تعزيز العمل، في سياق الفضاء الثالث، من أجل التمكين القانوني للفقراء الذي يستند إلى ضمان حقوقهم في الوصول إلى العدالة وسيادة القانون، وحقوق المُلكية، وحقوق العمل، وحقوق ممارسة الأعمال التجارية.
وقال سموه إن التواصل الإنساني مهم في التقريب بين الثقافات والتأكيد على النواحي الجمالية والروحية للشعوب؛ مشدداً على أهمية تطوير عقد اجتماعي عالمي يستند إلى القواسم والمعايير المشتركة، إلى جانب تطوير شبكة من العلاقات المعرفية الفاعلة بين مختلف المؤسسات والمبادرات التي تُعنى بالقضايا الإنسانية فوق القُطرية.
وأضاف سموه أنه آن الأوان للنظر إلى منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا كإقليم بما يمثله من قواسم إقليمية تهمّ الجميع، من خلال تأسيس مجلس اجتماعي ومجلس اقتصادي يجتمعان كل ثلاثة شهور للبحث في القضايا المختلفة وتقديم تقاريرهما إلى صناع القرار على مستوى المنطقة.
وبيّن سموه أنه لا تناقض بين الإسلام والقانون الدولي الإنساني؛ مشيراً إلى أن الإسلام منتشر في العالم وليس محصوراً في منطقتنا، لذا فإن تقسيم "الإسلام والغرب" هو تقسيم غير عادل.
ودعا الأمير الحسن إلى الانتقال من العلم التدميري إلى العلم البنّاء في المنطقة، ووضع خطة للقدرة الاحتمالية للبيئة الطبيعية والبشرية من حيث الاستخدام العقلاني للمصادر المشتركة؛ داعياً إلى تأسيس مجتمعات الكفاءة للحد من هجرة كفاءات المنطقة إلى الخارج.
وقال سموه إنه لا بدّ من إحياء التفكير العقلاني حتى لا تتعرض المنطقة إلى مزيد من التشظية، إلى جانب وضع برامج عمل مشتركة لتطوير رؤية فوق قطرية للمنطقة من خلال التقاء العقول وتعزيز الأمن الإنساني والعدالة والتعليم من أجل المواطنة.