طريق النشامى ...

تم نشره الأربعاء 26 حزيران / يونيو 2013 12:13 صباحاً
طريق النشامى ...
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

بعد أن كتبنا مقالتنا "نشامى الحكومة ونشامى المنتخب" قبل عامين عندما نجح منتخبنا الوطني في التأهل إلى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، نكتب اليوم بعد نجاح المنتخب في التأهل لمحلق التصفيات لأول مرة في تاريخ الرياضة الأردنية أيضاً.

وقبل أن نخوض في موضوع المقال نجد أنفسنا أمام معنى كلمة "نشامى"، حيث أنها كلمة جامعة من التراث البدوي الأردني الأنباري، نسبة إلى بادية العراق في محافظة الأنبار، والشوهي نسبة للبادية الموجودة في شرق سوريا، وكذلك في شمال المملكة العربية السعودية، وتعني الرجل الشجاع المقدام، وهو مصطلح أطلق على البدوي الأردني لأنه معروف في بوادي الشام بفروسيته ونخوته، وتعففه عن النساء حيث لا يمكن أن يعتدي على الأعراض، أو يخون مبادئه مهما كانت الظروف، فمن أهم الصفات فيه العفة، والكرامة، وعزة النفس، ومن الصفات الصعبة لدى "النشامى" بشكل عام، صعوبة ردهم عن الثأر، أو التنازل عن الدماء، إضافة إلى أن "النشمي" يتمتع بشكل يميزه، سواء بثوبه، أو شماغه، أو بتمييل العقال وملامحه العربية المميزة.

ونعود لموضوع المقال، حيث عشنا فرحة تأهل نشامى منتخبنا الوطني إلى ملحق الدور الحاسم من التصفيات، وإن كان من أصعب الأبواب بهدف الهايل أحمد هايل، وإبداع السد المنيع عامر شفيع، وبقية اللاعبين الرائعين، وبالتأكيد بخطط وجهود عازف لحن الإنتصار المدرب الكبير العراقي عدنان حمد، والداعم الأول بعد الله للنشامى سمو الأمير علي بن الحسين، نائب رئيس الإتحاد الدولي، رئيس الإتحاد الأردني لكرة القدم.

نعلم جيداً بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، لكننا أمام واقع يجب أن نتعامل معه ونفكر فيه بمنطقية وعقلانية، إذا ما أردنا تطوير النجاح، فليس المهم أن يلعب لاعب الوحدات أو الفيصلي أو ذات راس في المنتخب، وإنما المهم أن يصبح لدينا منتخب يفرض إحترامه على المنافسين، ويكون له مكان بين أكبر المنتخبات في آسيا، وهو ما نجح المدرب عدنان حمد في تحقيقه في أربع سنوات، عندما قفز بتصنيف المنتخب الأردني ليصبح بين أقوى المنتخبات الآسيوية، وكان ذلك بخطة طويلة الأمد إعتمد فيها على إحلال الشباب الصغار مكان اللاعبين الكبار في العمر، ليأخذوا فرصتهم ويكونوا قادرين على خدمة المنتخب أطول فترة ممكنة، وهو الحاصل حالياً حيث أن معظم لاعبي المنتخب أعمارهم في بداية العشرينات.

وبإعلان بقاء المدرب حمد مع المنتخب الوطني حتى نهاية التصفيات بالأمس، لابد وأن نشيد بالإنجاز الذي تحقق بالفوز على منتخبات كبيرة كاليابان وأستراليا، إضافة إلى التأهل للملحق، وهو ما عجزت منتخبات يصرف على ميزانية إتحادات الكرة فيها ملايين الدولارات، وليس 500 دينار أردني فقط راتب لكل لاعب، وأندية لا يوجد بينها أي ناد يتدرب على عشب طبيعي !

لكن من الضروري تسليط الضوء على الأخطاء ونقاط الضعف للعمل على وضع الحلول المناسبة لها، لنطور هذا الإنجاز ونحافظ عليه، فمشكلات المنتخب برزت بوضوح في التصفيات، وهي ليست مشكلات في لياقة اللاعبين أو مهاراتهم الفنية، ولكنها تتلخص في خط الدفاع المترهل جداً، والتوتر النفسي الذي يصيب اللاعبين عندما يلعبون أمام جمهور كبير خارج الديار، فجميعنا شاهد كيف كان خط الدفاع أضعف الخطوط على الإطلاق، كما أن المنتخب جمع العشرة نقاط كاملة من اللعب على أرضه، وخسر جميع النقاط خارج أرضه، وهنا يحتاج المنتخب لتنظيم مباريات ودية مكثفة خارج أرضه، أمام منتخبات قوية وصاحبة جماهيرية كبيرة، مثل مصر وتركيا والسعودية، ومن ثم منتخبات من أوروبا، وصولاً إلى منتخبات أمريكا الجنوبية والشمالية، لكسر الحاجز النفسي للاعبين ليعتادوا على اللعب في ملاعب المنافسين وأمام جماهيرهم الغفيرة.

ليس علينا أن نبالغ في التفاؤل فالمهمة لن تكون سهلة بالتأكيد أمام منتخبات كأوزبكستان التي أتخمت شباك قطر بخمسة أهداف في نصف ساعة فقط في آخر مباراة بينهما في التصفيات، أو الأوروغواي التي خسرت بصعوبة قبل أيام أمام إسبانيا بطلة العالم في كأس القارات، لكن علينا أن نتذكر كيف لم يكن أحد يتوقع تأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم في العام 1994م، ولم يلتفت إليه أحد، لتأتي المفاجئة بأداء سعودي أبهر العالم في النهائيات بخسارة صعبة أمام هولندا 2-1، وفوز على المغرب، وفوز بهدف عالمي لسعيد العويران في مرمى بلجيكا، والتأهل إلى دور الستة عشر في النهائيات.

ليس هناك أمر بعيد، ولكن طريق النشامى طويل، وليس بالضرورة أن نجني ثماره آنياً، المهم أن نعمل ونبني على ما تحقق، آخذين بعين الإعتبار بأنه إذا ما أردنا تحقيق أي إنجاز، لابد وأن نعرف أنه يحتاج منا الجدية والصبر، والعمل المنظم الدؤوب لنجني ثماره عندما يأتي وقت الحصاد.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات