العقيلي يتحدث عن استقالته من " الكتّاب الأردنيين"
المدينة نيوز - كتب- جعفر العقيلي:- بعد أن أمضيتُ سنتَين كاملَتين في الهيئة الإدارية المنتخَبة لهذه الدورة التي تشارف على الانتهاء، أجدني مضطراً إلى تقديم استقالتي من الهيئة الإدارية ومن جميع المهام والمسؤوليات المناطة بي فيها، وعلى رأسها أمانة الشؤون الخارجية، وإدارة تحرير الموقع الإلكتروني للرابطة، والإشراف على إصدار عدد من الكتب، إلى جانب بقية المهمات التي تم تكليفي بالإشراف عليها أو متابعتها من الهيئة الإدارية.
وللزملاء أعضاء الهيئة العامة، أود أن أوضح أن هذه الاستقالة لم تكن بنتَ اللحظة أو نتيجة موقف انفعالي، بل هي محصلة ملاحظاتْ تراكمتْ لدي، بخاصة في الفترة الأخيرة، وتحديداً وبشكل أساسي حول إدارة البرنامج الثقافي في مهرجان جرش الذي كُلّفَت الرابطةُ بالإشراف عليه، وتولّى متابعته الزميلان رئيس الرابطة وأمين السر.
فقد فكرتُ بالاستقالة بشكل جدّي قبل نحو شهر من الآن، وقد بحتُ بذلك إلى عدد من الزملاء في إدارة الرابطة، بمن فيهم الزميلان المحترمان، لعل وعسى يكون ذلك دقّاً لناقوس الخطر الذي قد يحيق بالرابطة وبمشروعها ومصداقيتها جراء المزاجية والتفرد بالقرار، وتريثتُ (كثيراً) متيحاً لنفسي الفرصة تلو الأخرى للعدول عما عقدتُ العزم عليه، لكن الاجتماعات الإدارية الأخيرة وما دار على هامشها من حوارات أكدتْ ما قَرّ لديّ من أن هناك –كما أرى- تغييباً للصالح العام وقلة حرص على مصلحة الرابطة، خلال التعاطي مع ملفٍّ يتطلب وفق ما أعلم، عيناً بصيرة ورؤية ناضجة.
وقد تبدّى لي ذلك من طبيعة ردود الزملاء القائمين على هذا الملف وأنا أورد جملةَ ملاحظات وازنة تتعلق بعلاقات الرابطة الخارجية ومنهجية وضع البرنامج الثقافي وطبيعة المهام المسندة إلي، وقبل ذلك كينونة الرابطة بوصفها هيئة وطنية تؤدي رسالتها وفق بنية إدارية مؤسسية، لأكتشف أن ما يحدث هو إصرارٌ على ضرب القرارات المتخذة في الهيئة الإدارية عرضَ الحائط، واحتكامٌ إلى المزاجية، ثم الدفاع عن ذلك بحجج أرى أنها "واهية"، وبما لا يخدم العمل الثقافي ولا يعبّر عن قناعاتي التي انتُخبتُ على أساسها ونلتُ لأجل الدفاع عنها ثقةً أعتز بها وجعلتني أشعر دوماً انني مطوَّق بمحبة الزملاء وتقديرهم.
إنني أتفهم مسبقاً موقف الزملاء الذين قد يلومونني على تقديم الاستقالة، وموقف أولئك الذين قد يلومونني على تأخُّري في تقديمها، ولكلٍّ منهم أسبابه ومبرراته، لكنني أقدمتُ على هذه الخطوة إعلاناً عن احتجاجي الذي أنتظر المؤتمرَ المقبل للهيئة العامة للإعراب عنه بالتفصيل، وذلك خلال مناقشة التقريرين الإداري الثقافي والمالي، وأنا أعلم أن قرار الاستقالة هذا ليس ذا تأثير على الصعيد العملي أو الإجرائي، كونه يأتي في الأيام الأخيرة للدورة الانتخابية، لكنه يعبّر عن موقفٍ أرى أن واجبي الأخلاقي وضميري الحيّ يقتضيان أن أتخذه، مهما كلّف الأمر..
وتقبلوا فائق التقدير