محمد عساف و القضية الفلسطينية
كم كنت سعيدا بفرح العديد من الشعب الفلسطيني لانجاز هذا الشاب محمد عساف في برنامج arab idiol .
هذا الشاب الخارج من ارض البطولات و المعجزات في هذا العصر من ارض غزة الفلسطينية العربية الاسلامية الانسانية , هذه الارض التي قلبت كل المعايير و المقاييس العقلية و المنطقية و هذه المنطقة البالغ مساحتها 365 كلم مربع ارض الدم و الجهاد و البطولة التي لقنت هذا العدو الصهيوني المتغطرس و المتكبر و المتعجرف درسا لا ينسى في تاريخ المقاومة .
انني انحاز دائما للتفاؤل و للأمل , انني انظر و باستمرار للمستقبل فلا يأس مع الإيمان و عندما ننظر الى وعد الله سبحانه و تعالى في الشق الاول من الوعد الالهي عندما قال ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا – الاية الرابعة من سورة الاسراء ) و نرى ان هذه المعجزة الربانية قد تحققت بعد 1400 عام لليهود و هذا العلو الذي نراه و نعيشه سيتوقف كما اخبر الشق الثاني من الوعد و هو اساءة وجوههم بقوله تعالى ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا - الاية 7 من سورة الاسراء ).
هذا ما يدفعني الى الاحساس في اللاشعور و الشعور و في العقل الباطن و الظاهر بأن هذا الاجرام الصهيوني سيزول عن ارضنا ارض فلسطين التاريخية ان شاء الله.
و لكن علينا ان ناخذ بالاسباب و اعتقد ان ما حققه هذا الشاب العشريني الغزي هو اشارة لحيوية هذا الشعب و وجوده و بقاءه على ارضه رغم كل ما لحق به من مصائب و اهوال حيث يعيش الان ستة ملايين فلسطيني على ارضهم ارض فلسطين التاريخية و لكن لان هذه القضية قضية ربانية و هذا هو الفارق بينها و بين قضية الهنود الحمر الذين تلاشوا و انتهوا , و لكنها قضية ستبقى حية و حيوية و مستمرة حتى يأتي الله بوعده .
اني انظر من زاوية أخرى لما حققه هذا الشاب هو وجود ملايين من الشباب و الشابات من مختلف الاراضي الفلسطينية و من خارج فلسطين ان كانوا فلسطينين يعيشون في الشتات او عربا او مسلمين كانوا يتابعونه و يشجعونه و في ليلة واحدة كان هناك الملايين الذين ابدوا اعجابهم بوضع كلمة like على اغنية ( علّي الكوفية ) على اليوتيوب , و كان هذا الاعجاب مرده لحسن الصوت و الأداء و كذلك لجمال الموضوع و أهميته حيث انه ليس فنا هابطا و انما فنا مرتبطا بقضية وطنية و هي القضية الفلسطينية و لو كان فقط لحسن الصوت بدون هذا الموضوع لما تحقق هذا الانجاز الكبير .
ولهذا فكل عمل تتجه بوصلتة الى فلسطين هو عمل مقدر و محترم .
و اقترح ان تستغل هذه الظاهرة الفريده و هي توجيه الفن المحترم للشباب و الشابات لخدمة القضية الفلسطينية و ذلك بحثهم على الخروج في مسيرات شبابية سلمية كما خرجت لتحية هذا الشاب و بداية من رام الله تحديداً لتلحق بها كل مدن و قرى فلسطين التاريخية لتعلن رفضها لهذا الاحتلال المجرم و اللااخلاقي و اللاانساني و الوحيد الباقي في العالم , و بهذا نضع ايدينا على بداية الحل الواقعي و الحقيقي .
و أخيرا ... كل التحية و التقدير و المحبة لكل من قدم و سيقدم لهذه القضية , قضية الشرف و المروءة و الحق ان كان بالمقاومة بكل انواعها او الفن او الكلمة او رفع المعنويات او التفاؤل بمستقبل هذا الوطن و بانه سيعود معززاً مكرماً لأهله اهل فلسطين التاريخية من النهر الى البحر ان شاء الله .