زوجة الأسير تكشف تفاصيل الساعات الأخيرة تحت القصف " فيديو "
المدينة نيوز- روت الحاجة أمل، زوجة الشيخ أحمد الأسير، تفاصيل الساعات الأخيرة التي قضتها مع زوجها في مسجد بلال بن رباح بصيدا، حيث كان الشيخ يتحصن مع أنصاره خلال الاعتداءات التي نفذها الجيش ومليشيا حزب الله وحركة أمل.
وقالت زوجة الأسير بحزن وأسى في حوار مع صحيفة النهار اللبنانية: "شو بدي أحكي، الجميع يعرفون أن المشكلة بدأت في الأساس بسبب تعنت حزب الله وعدم إقفاله شقق المسلحين في عبرا، وتزايد الاستفزازات والتعديات علينا وعلى أعراضنا، وكان آخرها قيام عسكري من الجنوب بدفع رفيقه نحو "أخت" من عندنا أثناء توجهها إلى المسجد، وقيام عناصر موالين لحزب الله بتحطيم زجاج سيارة شقيق الشيخ أحمد لدى مرورها في القياعة، ومحاولة قتل سائقها".
وأوضحت الحاجة أمل أن "الاشتباك الأول الذي حصل الثلاثاء كان بين أنصارنا وأنصار "حزب الله"، والشيخ كان يقول إن مشكلتنا ليست مع الجيش الذي لم يطلق النار علينا، ولا نحن فعلنا".
وتابعت قائلة: "وبعد ذلك حصل اتفاق على وقف النار، والشيخ وافق على ذلك، خصوصاً بعدما عرف بوجود 20 طفلاً داخل حضانة في بناية قريبة خلف البناية التي تضم شقة حزب الله. وأعطى مهلة لإقفال الشقة سلمياً، ومدّدها بسبب بدء الامتحانات الرسمية".
ووصفت زوجة الشيخ الأسير الأحداث التي اندلعت الأحد الماضي بأنها "قد تكون مؤامرة علينا جعلت الجيش يشتبك معنا".
ومضت إلى رواية التفاصيل قائلةً: "كنت مع زوجته الأولى وأولادها داخل المنزل في البناية المقابلة لبناية المسجد (بلال بن رباح) لحظة بدء تساقط القذائف والرصاص بغزارة على البناية التي كنا فيها، وعلى بناية المسجد والأبنية المجاورة. ثم دخل علينا الشيخ وقال بلشوا فينا هالمرة. قلتلوا مين؟ قال الجيش، عجلوا انزلوا مع المدنيين على ملجأ المسجد. وبصعوبة تمكنا من الانتقال إلى بناية المسجد، وكان بيننا مُقعد وبعض المدنيين وخادمتان. وباختصار أقول لك: أنا عشت كل الحرب الأهلية في لبنان، ولكن ما حصل الأحد والاثنين من قصف عنيف ومركّز بكل أنواع الأسلحة وعلى بقعة صغيرة مكتظة بالأبنية والشقق السكنية، لم أرَ مثيلاً له في حياتي".
وأضافت قائلةً: "مع اشتداد حدة القصف المتواصل بعد ظهر الاحد، وحتى بعد ظهر الاثنين، نزل الشيخ الى الملجأ وقال: مش راح يوقفوا القصف علينا. ثم توجه إلى زوجته الأولى قائلاً بتسامحيني؟ فأجابت نعم، ثم سألني الأمر نفسه، فأجبته مسامحتك، وانت كمان سامحنا. وعندها قال لنا: "بشوفكن بالجنة إن شاء الله". وطلب منا ومن المدنيين مغادرة الملجأ والخروج من المنطقة مهما كلف الأمر، ويمكن سمحوا للمدنيين بالخروج. وفي كل الاحوال، بدنا نستشهد وراسنا مرفوع وما راح نركع لأحد".
وواصلت حديثها: "الله وحده يعرف كيف خرجنا سالمين من المكان، كنا نسمع فقط أصوات انفجار القذائف ورصاص القنص المتواصل، ولم نشاهد سوى دخان الحرائق ودبابات الجيش وآلياته، وكان بعضها على مسافة قريبة من مدخل المسجد، حتى الطريق الذي سلكته للوصول إلى منزل أاهلي في عبرا لم أعد أذكره، قبل مجيئي إلى منزل بيت عمي، ومنذ ذلك الحين لم أعُد أعرف أي شيء عن زوجي إطلاقاً".
ونفت الحاجة أمل علمها بمهاجمة الجيش وسقوط قتلى منه، مؤكدةً أن "الشيخ دائما كان يقول لنا مشكلتنا ليست مع الجيش، مع ان قراره ليس بيده وانما يخضع لهيمنة حزب الله، والا كيف يقبل بوجود مسلحين من حزب الله يشاركونه في القصف والقنص علينا ويتغاضى عن كل تجاوزاتهم وتعدياتهم علينا؟ الكل بات يعرف أن القصف لم يكن من الجيش وحده وإنما من تلة مار الياس ومن منطقة شرحبيل".
ودعت زوجة الشيخ الأسير "رجال الدين في صيدا إلى التأكد من صحة المعلومات عن قيام بعض العناصر الامنية غير المعروفة بسحب الأمصال من أيدي جرحانا في بعض المستشفيات لتعذيبهم وقتلهم. كما نريد التأكد فعليا من معرفة أسماء شهدائنا وأسماء الموقوفين جميعا، ولهذا أجريت اتصالا بسماحة مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان وتمنيت عليه متابعة الموضوع. كما أجريت اتصالا بالدكتور الشيخ صالح معتوق وشكرته على موقفه الأخير في المؤتمر الصحافي الذي عقدته هيئة علماء المسلمين في مسجد سيدنا ابرهيم في عبرا".
وردًا على سؤال بشأن ما إذا كان أحد من فاعليات صيدا اتصل بها أو بعائلة زوجها، قالت الحاجة أمل: "للأسف لا إطلاقاً، ما أشاهده منذ انتهاء المعركة من بعض فاعليات صيدا هو التشاطر لاستثمار تضحيات الأسير وأتباعه. ونقول لهم نحن نتعامل مع رب العالمين، وهو الذي ينصرنا".
وكانت زوجة الشيخ الأسير قد أجرت اتصالا مؤثرًا مع قناة وصال الفضائية قصت فيه جانبًا من الأحداث الأخيرة في مسجد بلال بن رباح. وذكرت تقارير إخبارية بعدها أنه تم اعتقالها بعد هذا الاتصال من قبل مخابرات الجيش اللبناني.
" مفكرة الاسلام "