مثقفون اردنيون وعرب يرون في مواقع التواصل الاجتماعي الحديث منصة جديدة للابداع

المدينة نيوز- شكلت مواقع التواصل الاجتماعي منصة ابداعية حديثة تمكن بموجبها المبدع من الاطلالة على قطاعات واسعة من المتلقين في ارجاء العالم والتواصل مع ثقافات انسانية متباينة.
يقول رئيس قسم الصحافة والإعلام بجامعة البترا الدكتور تيسير أبو عرجة ان مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي مهام إعلامية متباينة على ضوء الميزات التي تتمتع بها والخصائص التي تتصف بها والاستخدامات المحققة لإشباع حاجات الجمهور الذي يتعامل معها.
واضاف انه من الوجهة الثقافية، فإن الصفة الأبرز لها، فيما تقدمه من مستويات ثقافية، هي الثقافة الجماهيرية، القائمة على تدفق المعلومات المتنوعة الأشكال والمصادر، والتي تخاطب مختلف الفئات والأعمار، ولا تلجأ إلى العمق في المعالجة والتحليل إلاّ في الجزء اليسير منها نظراً لما تتصف به من السرعة في التحميل، وفي التوصيل، وفي الاستجابة التي يقدمها المتلقي لإشباع حاجات الجمهور الذي يتعامل معها .
ويرى ابو عرجة ان مواقع التواصل الاجتماعي هي التي تعكس الحياة الثقافية في حراكها اليومي من خلال الندوات والأمسيات والفعاليات الثقافية والأدبية والفنية والأنشطة الموسيقية والسينمائية والفنون التشكيلية .
ويلفت الى الدور الذي يلعبه ال( فيسبوك) حيث يجري على صفحاته نشر العديد من المواد الثقافية من خلال أصحاب الصفحات وأصدقائهم والمجموعات التي تهتم بالمناقشة وتبادل الآراء حول هذه الفعاليات والأنشطة الثقافية المختلفة, يعايشها نشطاء الفيسبوك باعتبارها ثقافة جماهيرية معبرة عن روح العصر وعن الفن في تجلياته الحاضرة باعتباره طاقة خلاقة مبدعة تخاطب الإنسان واهتماماته بصرف النظر عن المكان ومعطيات الجغرافيا.
وتقول الناقدة الدكتورة رزان ابراهيم : يشكل الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي حديثا واسعا عن علاقة مثاقفة ممتدة بين الشعوب على مستوى الإبداع يتيحها الفيسبوك ضمن أجواء تواصلية مفتوحة لم تكن موجودة في مرحلة ما قبل التواصل الإلكتروني بشكله الراهن ، ومما لا شك فيه أن الفيسبوك كنموذج لمواقع التواصل الاجتماعي فتح المجال واسعاً لحرية التعبير وهو شرط الإبداع الجيد إن صحبته ثقافة حوارية.
وتشير الى أن كتاباً وروائيين يقومون ببث مقتطفات من أعمالهم حتى قبل أن تتم عملية نشرها ورقياً, وهو ما يترك أكثر من أثر على صعيد الترويج للعمل, أو حتى فتح المجال أمام صاحب المشروع الإبداعي كي يرصد انعكاسات ونتائج ابداعه مبكرا.
ويوضح الشاعر الفلسطيني سميح محسن ان هذه المواقع غدت النافذة التي يطل منها المبدع على المتلقي مبينا انه تعرف على الكثير من الكتّاب والقراء العرب بفعل هذه التكنولوجيا الحديثة، حيث قدّمته هذه المواقع للعشرات من الكتاب والنقاد والمثقفين والأكاديميين والفنانين العرب.
ويعتقد محسن أن التفاعل بين كاتب النّص ومتلقيه مفيد للكاتب في ظل غياب حركة نقدية عربية قادرة على الاستجابة والتماشي مع حركة الانتاج الأدبي , الا انه يرى أن هناك قدراً من المجاملات في هذه المواقع التي من الصعب ان تكون بديلا عن الحركة النقدية في الحياة الثقافية.
ويبين الشاعر العراقي اديب كمال الدين ان مواقع التواصل الاجتماعي- وبخاصة الفيسبوك- صاحبة دور شديد الأهمية في تعميق التواصل بين أعضائها المتوزّعين في أنحاء العالم وهذا الدور يتعمّق يوماً بعد يوم بازدياد عدد المنتمين إليها وبتطور وسائل التكنولوجيا وتيّسر امتلاكها مشيرا الى ان هذه المواقع ساهمت بتعريفه على أصدقاء مبدعين في كثير من ارجاء العالم وهو ما سهل امامه فرصة نشر قصائده وأعماله الشعرية , ما يعني الوجه المشرق لمواقع التواصل والتفاعل الاجتماعي فيسبوك وانترنت وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة.
وتؤكد الكاتبة والباحثة المصرية عبير علي أن ما يشهده العالم اليوم من انتشار وتقدم سريع في عالم الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي أصبح من أهم الوسائل التي تشكل الراي العام وأكبر وسيلة إتصال في العالم ويعود دورها في تغيير حياة الإنسان وتفكيره , فهي لم تعد مجرد وسائل استمتاع ومشاهدة فحسب با هي ترجمة حسية وبصرية وعقلية للإنسان فيما يفكر وينقد ويتذوق وتبادلات ثقافية بين شعوب العالم وخبرات يمر بها الفرد حسب ثقافته واتجاهاته.
وتقول الشاعرة الفلسطينية همسة يونس المقيمة في الامارات انه ربما تختلف الآراء وتتباين حول دور مواقع التواصل الاجتماعي في تفعيل الثقافة العربية لكن مما لا شك فيه أنها باتت ذات تأثير ملحوظ على مختلف الأصعدة الثقافية في الوطن العربي .
وتلفت الى ان هذه المواقع منحت الثقافة أفاقاً رحبة للترويج للأدب والثقافة والفنون بمختلف أنواعها وأشكالها كما فتحت أمام المبدعين أبواباً جديدة للانتشار ليصل صوتهم إلى أبعد نقطة من الكرة الأرضية دون حدود او حواجز مكانية أو زمانية كما هيأت مناخات التمازج الثقافي والمعرفي فصارت المواقع جسورا للتلاقي على صفحات المواقع الاجتماعية .
وتضيف يونس إن من التطور بمكان أن تحرص المؤسسات الثقافية في جميع ارجاء الوطن العربي على تفعيل برامجها الثقافية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأننا بتنا نعيش التطور التكنولوجي عالمياً حتى على مستوى الثقافة .
( بترا )