الأعضاء المميزون في نظام الإتحادات الرياضية
لقد تابعتُ مقال السيد غازي القصاص بعنوان ( أحداث لها مدلولاتها في الساحة الرياضية . إعتماد المميزين بين عدالة المعايير والخروج المشرف للمستبعدين) والذي تم نشره في جريدة الرأي (الرأي الرياضي) على الصفحة 60 بتاريخ 30 حزيران 2013 .
والواقع أنني وخلال الأسابيع الماضية قد تابعت بمزيد من الإهتمام مقالاته حول اللجنة الأولمبية وحول نظام الإتحادات الرياضية لعام 2013 . ولقد شد إهتمامي في عنوان مقاله الفقرة التالية ( إعتماد المميزين بين عدالة المعايير والخروج المشرف للمستبعدين) والواقع أنني قمت بمراجعة نظام الإتحادات الرياضية لعام 2013 وحاولت إيجاد كل المواد والفقرات في النظام الجديد التي ينضوي تحتها كل ما له علاقة ( بالأعضاء المميزين ) وبكل أسف لم أجد غير الفقرة (د) من المادة رقم (7) والتي تنص حرفياً " الأعضاء المميزون ممن لهم خدمة أو خبرة في اللعبة شريطة ألا يزيد عددهم على ضعف أعضاء مجلس الإتحاد " .
والواقع أنني حاولت أن أبحث عن المعايير أو الشروط التي يتم من خلالها إنتخاب الأعضاء المميزين . وبكل أسف لم أجد أي معايير أو شروط بإستثناء " ممن لهم خدمة أو خبرة في اللعبة " فما هو المقصود بالخدمة وما هو المقصود بالخبرة في اللعبة . ولو عدنا إلى أنظمة الإتحادات الدولية في الدول المتقدمة لوجدنا أن العضو المميز هو من شارك في اللعبة الرياضية كلاعب أو مدرب أو حكم وممن حقق إنجازات وبطولات وطنية وإقليمية وقارية ودولية أي أن العضو المميز هو البطل أو المدرب الذي حصل على شهادة تدريب وعمل على تدريب فرق وطنية أما الحكم فهو من حصل على شارة التحكيم الوطنية والدولية وبدون هذه الشروط والمعايير لا يجب السماح لكائن من كان أن يتستر تحت غطاء الأعضاء المميزين ليصبح بالتالي رئيساً أو عضو إتحاد لرياضة لم يمارسها.
ولقد جاء في مقال الأخ غازي القصاص التصريح الذي أدلى به مصدر من أعضاء لجنة إنتخاب الأعضاء المميزين وتم التستر على إسمه بأن اللجنة لا تعرف نحو 90% من الذين نظرت في طلبات عضوياتهم . وأن قرار إعتماد الأعضاء المميزين تم وفق المعلومات المتوافرة أمامهم والتي مرت عبر اللجنة الأولمبية كونها تسلمت الطلبات مرفقة بتوصيات الإتحادات المعنية.
وإنني ومن فوق هذا المنبر الصحفي الحر أتحدى لجنة إختيار الأعضاء المميزين أن تنشر المعلومات الخاصة بالأعضاء المميزين على صفحات الصحف كي نرى أن كثيرا من هؤلاء الأعضاء لم يمارسوا اللعبة التي إختيارهم أعضاء مميزين فيها وهو أمر مخالف للأنظمة الرياضية ومخالف للضمير. وأن بعض الذين تم رفض عضويتهم هم من الأبطال الذين ساهموا في إرساء وتطوير اللعبة الرياضية لسنوات طويلة .
وسؤالي هنا هل هناك توثيق أو أرشفة للإتحادات الرياضية وهل هناك توثيق لأبطال البدايات والرواد الأوائل لهذه الرياضات وإنني أتحدى رئيس وأعضاء إتحاد التايكواندو أن ينشروا السيرة الموثقة للأبطال الذين أدخلوا لعبة التايكواندو وعملوا على نشرها منذ عام 1972 بناء على توجيهات من جلالة المغفور له الملك الحسين رحمه الله وهو أول من مارس رياضة التاكواندو ولكنه تعرض لإصابة في يده منعته من الإستمرار في التدريب.
وسؤالي الثاني كيف تحترم لجنة إنتقاء الأعضاء المميزين نفسها وهي تحرم أول من أدخل رياضة التايكواندو إلى المملكة وأول حاصل على الحزام الأسود وأول حاصل على شهادة تدريب مدربين من الصين الوطنية وأول حاصل على الميدالية الذهبية من الإتحاد الدولي من أن يكون ضمن قائمة الأعضاء المميزين بالإضافة إلى كونه أول أردني يحصل على الشارة الذهبية في رماية المسدس وحاصل على بطولة القوات المسلحة والمملكة لسنوات طويلة بالإضافة إلى كونه رئيس إتحاد بناء الأجسام سابقا وحاصل على الميدالية الذهبية من الإتحاد الدولي وحاصل على ميدالية الحسين للتفوق. بالإضافة إلى كونه عضو سابق في اللجنة الأولمبية الأردنية .
بكل أسف فلقد تم استغلال الفقرة (د) من المادة (7) من نظام الإتحادات الرياضية لعام 2013 من أجل تمكين مجموعة غير مؤهلة رياضياً ليتقلدوا مناصب رؤساء وأعضاء إتحادات رياضية لا يعرفون شيئا عنها . وهو عمل مخالف للقانون وللضمير كان من الأولى وضع شروط ومعايير واضحة وضوح الشمس لا تسمح لأحد أن يكون عضوا مميزا ما لم يحصل على بطولة وطنية أو عربية أو آسيوية أو دولية كلاعب وأن يكون من رحم اللعبة وممن مارسها وقام بتدريبها او حصل على الشهادة الدولية كحكم فيها . وما دون ذلك فهو باطل .
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي