نواب ينتظرون "الضوء الأخضر" لتحديد هوية رئيس المجلس المقبل
المدنية نيوز- راكان السعايدة - بدأت كتل نيابية التلميح لنيتها خوض انتخابات رئاسة مجلس النواب عبر مرشحين يمثلونها وسط صمت أسماء قوية يحتمل خوض بعضها لانتخابات المزمعة بداية تشرين أول أو في كانون أول المقبلين، وفقا لاحتمال أن يؤجل عقد الدورة مدة شهرين.
ويؤكد نوبا أن صمت زملاءهم الكبار مرتبط بقراءة متأنية للفرص والأهم من ذلك انتظار "الضوء الأخضر" الذي يحدد هوية المرشح المفضل لأطراف رسمية تملك مفاتيح مؤثرة في المجلس وسطوة تساعدها في رسم ملامح المعركة الانتخابية.
وحتى يحين موعد إطلاق "الضوء الأخر" أعلنت كتلتا الإخاء والوطنية الديمقراطية تشكيل كل منها فريق مفاوضات مع الكتلة الأخرى بهدف استمزاجها وجس نبضها حيال انتخابات رئاسة المجلس والمكتب الدائم في إشارة لعزمها خوض الانتخابات من غير أن تسمي مرشحين محددين.
وبانتظار أن تعلن أكبر كتلة نيابية (التيار الوطني، 53 نائبا) مرشحها المؤكد رئيس المجلس الحالي عبد الهادي المجالي فأن كتلة الحركة الإسلامية تنتظر إلى أن تقرأ كل تفاصيل الخارطة الانتخابية قبل الدخول في تحالفات تضمن لها أحد مواقع المكتب الدائم وفي أقله موقع مساعد الذي يشغله ممثلا لها الآن عبد الحميد الذنيبات.
المؤكد، وفقا لنواب، أن أية كتلة، غير التيار الوطني، لن تكون قادرة على خوض الانتخابات من غير أن تبني تحالفات مع كتل أخرى نظار لحجم كتلة التيار الوطني لكن وللمفارقة فان هناك نواب يعملون بشكل مستقل يمكنهم خوضها وبقوة خصوصا سعد هايل السرور وعبد الكريم الدغمي وحتما عبد الرؤوف الروابدة.
أما الكتل الأخرى فهي تعمل في سياقين محددين الأول محاولة كسب تحالفات تمكنها من ترشح أحد الأعضاء فيها لخوض انتخابات الرئاسة وحال كان ذلك صعبا أو مستحيلا فأنها ستناور مع المرشحين الأقوياء لحجز مقعدها في المكتب الدائم واللجان الدائمة.
والفرصة الوحيدة التي يمكن أن يطرح فيها منافس قوي للمجالي أن تعقد كتلتي الإخاء (20) نائبا والديمقراطية (15) نائبا تحالفا ينظم إليه عدد من النواب المستقلين وهنا فأن الاحتمال الأقوى أن يكون التحالف من يصب لصالح مرشح مستقل ومحتمل هو النائب السرور.
لكن صعوبة تحقيق هذا التحالف أن في كتلة الإخاء أنصار كثر للمجالي لن يقبلوا تمرير مثل هذه التحالف كما أن النائب ممدوح العبادي في الكتلة الديموقراطية لن يقبل أن يكون على الهامش وهو يتعقد أنه رقم صعب في المجلس.
ويبدو من الواضح أن في الكتلة الديمقراطية خصوم للمجالي ناصبوه العداء مبكرا ومنذ انتخابات رئاسة المجلس الماضية ويمكن أن يقدموا تنازلات لصالح إقصاء المجالي عن سدة الرئاسة.
وعلى الرغم من أن حالة الغموض ستفرض نفسها على مشهد انتخابات الرئاسة لفترة ما بعد شهر رمضان المبارك لكن سهرات الشهر الفضيل ستكون مناسبة لعمليات جس نبض وبناء تحالفات أولية.
وعلى ما يبدو فان كتلة التيار الوطني ستعمل جاهدة على تجديد تحالفها مع كتلة الإخاء لصالح قطع الطريق على أي كتلة أخرى يمكن أن تتحالف معها ضد المجالي وعلى ما يبدو أيضا أن المجالي يفكر جديا في أن يقنع كتلته بالتخلي عن موقع النائب الأول الذي يشغله الآن النائب عبد الله الجازي ليساوم عليه كتلة الإخاء فيما سيكون من السهر عليه منح كتلة الحركة الإسلامية موقع مساعد لضمان أصواتها.
ويعاود نواب تأكيد أن الحراك الانتخابي لا تحدده فقط الحركة داخل المجلس فالحكومة وأجهزتها سيكون لها علاقة عضوية في تحديد هوية الرئيس المقبل وأن ما يسمى "الضوء الأخضر" مسألة حقيقية ليس من السهل على أي نائب تحديه.
وعادة ما يأتي هذا الضوء متأخرا وقبل الانتخابات بأيام أو ساعات قليلة، وفقا لنواب، أكدوا أيضا أن النواب يتحركون لكن بهدوء وعيونهم ترقب مؤسسات مؤثرة تدرس خياراتها تمهيدا لإطلاق إشارات تحدد مسار المكتب الدائم وهوية شخوصه وكذلك اللجان الدائمة الرئيسية كالقانونية والمالية والاقتصادية والحريات العامة والشؤون العربية والدولية .