صناعيون: قادرون على المنافسة بالرغم من التحديات

المدينة نيوز- أكد صناعيون أردنيون ان الصناعة الوطنية قادرة على المنافسة محليا وخارجيا بالرغم من التحديات التي تواجهها، مطالبين بمزيد من الدعم الرسمي والشعبي.

وقالوا لـ(بترا) على هامش مشاركتهم في المعرض الصناعي للشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة ان الصناعة الوطنية شهدت تطورا كبيرا لجهة الجوده والإنتاج وباتت تضاهي نظيرتها المستوردة.

وأضافوا بالرغم من التحديات التي تواجه الصناعة الوطنية وفي مقدمتها إرتفاع كلف الإنتاج ونقص التمويل إلا أن المنتجات الأردنية وصلت إلى أسواق حوالي 120 دولة، مؤكدين انها أثبتت وجودها في السوقين المحلي والخارجي بفعل جودتها العالية وسعرها المنافس.

ويشكل القطاع الصناعي الأردني نحو ربع الاقتصاد الوطني ويقود بدور رئيس في حماية الدينار وتعزيز جاذبيته برفد الاحتياطيات الرسمية بشكل مباشر بأكثر من 8 مليارات دولار كنتاج للتصدير والاستثمار.

ويسهم في رفد الخزينة حيث يشكل نحو ثلث الإيرادات الضريبية حيث يدفع القطاع أكثر من 8 قروش ضرائب مباشرة وغير مباشرة على كل دينار انتاج.

كما يشكل عنصر جذب رئيس للاستثمارات حيث استقطب حوالي 79 بالمئة من الاستثمارات المستفيدة من قانون تشجيع الاستثمار خلال العام الماضي، ويوظف اكثر من 236 الف عامل يتقاضون اكثر من مليار دينار سنويا يعيلون بها نحو مليون مواطن.

وقال مدير عام شركة سما للصناعات الغذائية طارق الهشلمون ان الصناعة الاردنية لها مستقبل كبير وتنافس المستوردة لكنها تحتاج للدعم الرسمي والشعبي معتبرا ارتفاع اثمان المحروقات عقبة رئيسة امامها.

واعتبر الهشلمون ان مشاركة شركته التي تأسست عام 2008 بمنطقة الشوبك بحجم استثمار وصل لحوالي 12 مليون دينار يشكل فرصة كبيرة للترويج للصناعة المحلية والتعريف بها وابراز المستوى المتطور الذي وصلت اليه .

وقال الهشلمون ان منتجات شركته تصل حاليا الى 14 سوقا خارجيا ووفرت 130 فرصة عمل لأردنيين واختارت الاستثمار خارج العاصمة بهدف تعزيز التنمية ونقلها الى المحافظات.

بدوره قال نائب مدير عام مجموعة محمد ابو حلتم للاستثمارات(جنرال ديلوكس) الدكتور اياد ابو حلتم ان الصناعة الوطنية تقدمت بخطوات كبيرة خلال العقدين الماضيين واصبحت بفضل التكنولوجيا المستخدمة تضاهي بمواصفاتها الصناعات الاقليمية والدولية .

وأكد ابو حلتم الذي وفر مصنعه لصناعة الاجهزة الكهربائية المنزلية، 200 فرصة عمل لعمالة محلية ان الإقبال على الصناعة الوطنية تحسن خلال العقد الماضي بشكل ايجابي نظرا للجودة العالية والمواصفات الجيدة للصناعات الأردنية.

وتطرق ابو حلتم الى ابرز التحديات التي تواجه الصناعة الوطنية وفي مقدمتها الظروف الاقليمية وعدم الاستقرار بالمنطقة ما اثر على القدرة على التصدير إضافة إلى ارتفاع كلف الانتاج وعلى رأسها اثمان المحروقات والكهرباء .

وعبر المدير العام لشركة الطاحونة عبد السلام الخضري عن فخره بالصناعة الأردنية التي تخطت الحدود ووصلت الى اسواق اميركا وأوربا وكندا ولها حضور لافت في هذه الأسواق بخاصة عند الجاليات العربية.

واشار الخضري الى ان مصنعه ينتج حاليا حوالي 150 صنفا من البهارات والحبوب والإعشاب الطبيعية تغطي السوق المحلية وأسواق دول الخليج العربي موضحا ان منتجاته كلها تعتمد على مدخلات انتاج محلية ما يعطي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

وذكر الخضري ان مصنعه وفر 120 فرصة عمل بالإضافة الى الطواقم الادارية والتوزيع وكلها لعمالة محلية لافتا الى بعض التحديات التي تواجه الصناعة المحلية وهي ذات المشاكل التي تحدث عنها سابقيه.

من جانبه تحدث رئيس قسم المبيعات في شركة الطباعة وصناعة العلب الكرتونية أسامه زعموط عن أهمية قطاع الطباعة والتغليف للصناعة وتقديم المنتج للمستهلك لافتا الى التطور الكبير الذي طرأ على الصناعة المحلية بهذا القطاع.

ونوه زعموط الى ان شركته تصدر لكل من المغرب ومصر ودبي والعراق، بالإضافة الى تعاملات تجاريه مع لبنان وسوريا بالرغم من تأثرها بالوضع السياسي غير المستقر.

وقال صاحب شركة "ام كي دي" لتطوير المنتجات البلاستيكية محفوظ قسيسه ان انتاج مصنعه يغطي 5 بالمئة من حاجة السوق المحلية ويصدر جزء من الانتاج الى السوق السعودي.

واشار قسيسه الى تحديات تواجه الصناعة المحلية تتركز بصغر حجم السوق الأردني وقلة الموردين للمواد الأولية التي تحتاجها الصناعة الى جانب اجراءات وتعقيدات رسمية وارتفاع تكاليف الاستيراد، داعيا الحكومة للتعامل مع الصناعة كلا حسب القطاع .

بدوره، قال رئيس جمعية الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة المهندس فتحي الجغبير ان المعرض الذي نظمته الجمعية بالمشاركة مع غرفة صناعة عمان والمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، شكل فرصة للتعريف بالصناعة المحلية والترويج لها واستهدف الجهات الرسمية والمواطنين والقطاع التجاري.

وأضاف ان المعرض الذي شارك فيه 60 شركة من مختلف القطاعات الصناعية سعى لايجاد شراكات تجارية بين الصناعيين والقطاعات التجارية، مؤكدا ان الصناعة الوطنية تلبي كل احتياجات السوق المحلية من السلع والمنتجات المختلفة.

وبين الجغبير ان الصناعة الوطنية التي تعد المولد الأكبر لفرص العمل تواجه تحديات كثيرة أبرزها ارتفاع كلف الطاقة ما يحد من المنافسة ويشير الى صغر حجم السوق المحلية ونقص في العمالة المدربة.

وذكر رئيس الجمعية ان الاقبال على الصناعة الوطنية من المواطنين في تطور مستمر وهناك ثقة بجودتها.