سياسيون ومفكرون : تحذيرات الملك من الفتنة الطائفية دعوة لتحصين الامة وجبهتها الداخلية

تم نشره الأربعاء 03rd تمّوز / يوليو 2013 03:10 مساءً
سياسيون ومفكرون : تحذيرات الملك من الفتنة الطائفية دعوة لتحصين الامة وجبهتها الداخلية
الملك عبدالله الثاني

المدينة نيوز- حذر جلالة الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط اللندنية مطلع الاسبوع الجاري من أن "التوسع في إذكاء نار الطائفية في العالمين العربي والإسلامي سيكون له أبعاد مدمرة على أجيالنا القادمة وعلى العالم" .

واضاف جلالته في المقابلة : كوني مسلما هاشميا فان مسؤوليتي التاريخية تحتم علي ان اعمل بكل طاقتي مع العقلاء في العالمين العربي والإسلامي لمنع حدوث فتنة عمياء.

مفكرون وسياسيون يقولون ان الفتنة الطائفية غريبة على مجتمعنا العربي وامتنا مجمعين على رفضها رفضا قاطعا لان الاسلام لا يقبلها ويرفضها .

القيادي في الحركة الإسلامية الدكتور عبد اللطيف عربيات يقول ان الفتنة الطائفية مصنوعة وغريبة على مجتمعنا العربي , وهناك من يرعاها ويمعن في اثارتها تحقيقا لمطامع في بلادنا وامتنا مبينا ان مظاهرها ظاهرة في أكثر من بلد عربي .

ويضيف: اننا كمسلمين لا نعرف معنى الفتنة الطائفية ولا نعمل لها لان المسلمين موحدون وهم اول من وحد الامة تحت عنوان الحقوق والمواطنة للجميع وان الاسلام لا يعرف مفهوم الاقليات الغربي الذي صدّره الينا.

ويشير الدكتور عربيات الى ان قدوتنا في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم الذي وضع وثيقة المدينة التي جمعت جميع المواطنين في ذلك الوقت تحت مظلة واحدة دون اي تمييز فكري او عرقي او عقائدي، مضيفا ان هذا اول ميثاق في العالم اعطى كل ذي حق حقه من اليهود والنصارى والمشركين والمسلمين وغيرهم , اعطاه الاسلام في زمان لم يعرف فيه العالم هذه المبادئ الانسانية والواجبات الواحدة للجميع .

ويبين انه بموجب هذه الوثيقة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اخذ الجميع حقوقهم دون تمييز , وهذا اول نظام في العالم اعطى حقوق المواطنة الكاملة للجميع، وقدوتنا في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم الذي صنع هذا المثال الحي في المدينة المنورة.

ويقول الدكتور عربيات اننا نرفض رفضا قاطعا كل ما يؤدي الى الفتنة الطائفية لان الاسلام لا يقبل ذلك بالقطع ، مؤكدا على الوعي الكامل بهذه الحقيقة , وان أي اجتهاد في هذه المسألة لا يتفق مع وثيقة المدينة , هو خارج عن فهم الاسلام الصحيح.

ويرى الدكتور عربيات انه علينا لتحصين انفسنا وجبهتنا الداخلية العمل على نشر هذه القيم الانسانية والتوعية بها , وهذه مسألة واجبة علينا شعبا وحكومة وعلى الجميع الالتزام بهذه القيم التي لا مثيل لها في العالم، ولنا في تاريخنا الاسلامي العظيم في ايام قوته وازدهاره وانتشاره القدوة الحسنة حيث لم يذكر التاريخ حادثة واحدة على اساس الفتنة الطائفية , لكن عندما سُلط علينا اعداء هذه الامة اصابنا الضعف وظهرت هذه المفردات الغريبة.

عميد كلية الدعوة واصول الدين في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور محمد علي الزغول يقول ان الفتنة الطائفية التي نلمس اثارها في الاقليم تأتي ضمن سياسة قديمة جديدة للاستعمار ترتكز على مبدأ فرق تسد في سبيل ترسيخ ضعف الامة وتشتيتها.

ويبين ان الورقة التي يتم اللعب عليها الان , موضوع السنة والشيعة حيث نشهد تجييشا واستقطابا بصورة كبيرة وكأنه موضوع الساعة وليس موجودا منذ 1400 سنة , وكلا الاثنين (السنة والشيعة) قابلان بما عندهما , وكل ثابت على مذهبه.

ويضيف ان المسلمين يتقبلون هذه الاختلافات مثل الاختلاف بين المذاهب الاربعة (المالكية، والحنفية، والشافعية، والحنبلية) مع اتفاقهم على قضايا رئيسية مثل: عبادة اله واحد، وقبلة واحدة، ونبي واحد، وقرآن واحد , وينطلقون من اننا نجتمع على ما اتفقنا عليه, ونعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه .

ويشير الى انه طالما ان هناك اختلافات موجودة , فان المقصود من تحريكها الان تكريس الضعف في العالم الاسلامي والمنطقة العربية على وجه الخصوص واشغالها بحروب بينية قد تكون مقدمة للخطوة التالية في اشعال فتن بين اهل السنة انفسهم .

ويرى الدكتور الزغول انه لتحصين انفسنا وبلداننا ينبغي علينا سلوك مسلك الدول المتقدمة التي فيها التعددية ومع ذلك قامت هذه الدول على التعددية وتجاوزت ذلك من خلال البناء، مضيفا انه من باب اولى ان نكون نحن كذلك , فالاختلاف سنة الله في الكون ويجب ان لا نقلق من ذلك ولا نكرس الاشكاليات والعصبيات في اي مجتمع. وينبغي على الانسان كما يقول ان يكون على وعي , ويحذر من الذين يقفون وراء الفتنة وان نتحقق ونتثبت على الدوام من هذه الدعاوى الهدامة التي لا طائل لها غير تفتيت المجتمعات وخراب البلدان.

ويقول العميد السابق لمعهد دراسات الاسلام في العالم المعاصر في الجامعة الاردنية الدكتور عبد الله ابراهيم الكيلاني ان الامن من الجوع والامن من الخوف من نعم الله تعالى التي نبه اليها سبحانه وتعالى في سورة قريش بقوله جل وعلا " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ".

ويضيف ان علماء السياسة في الاسلام اقروا ان الامن والعافية قاعدتا النعم كلها، وانه لا يحدث تنمية في اي بلد ولا مكافحة للبطالة ولا تحسين المستوى الصحي والاقتصادي مالم يكن هناك امن واستقرار وعافية في الابدان.

ويبين الدكتور الكيلاني ان الصراع الطائفي الذي نراه على شكل سني وشيعي سيؤدي الى تحول البلاد العربية والاسلامية الى صراع داخلي يدفع الجميع ثمنه والنتيجة لا احد منتصرا من هذا الصراع والكل خاسر.

ويقول : اننا شعوب متجاورة وهناك مثل يقول" جار الحجر لا نتركه" لان وجهك بوجه جارك ولا تستطيع ان ترحل عنه، مبينا اننا اذا اوجدنا صراعات واحقادا , فالكل خاسر جراء ذلك.

ويوضح ان المتكلم باسم أي طائفة يجب ان يكون ممثلا حقيقيا لها ولا يجر هذه الطائفة او تلك الى حروبه.

وينوه بانه حتى نستطيع تحصين جبهتنا الداخلية علينا ابراز قيمة المحبة في الاسلام اذ يقول الحديث القدسي الشريف "وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتزاورين فيّ ", فاذا وضعنا هذه القيمة كشعار لنا في المجتمع وجيراننا واخواننا فاننا نستجلب محبة الله سبحانه وتعالى التي هي سبب لكل خير.

ويستشهد بقول للشيخ عبد القادر الكيلاني مضمونه: فتشنا الاعمال كلها فلم اجد افضل من صلة الارحام واطعام الطعام.. وددت لو ان الدنيا كلها بيدي لأطعمها للجياع.. فصلة الارحام سبب في ان يصلك الله تعالى الذي قال للرحم الا ترضين ان اصل من وصلك واقطع من قطعك .

وينهي الدكتور عبد الله الكيلاني قوله "نحن في هذا البلد رحم واحد واقارب , والفتنة المذهبية والطائفية قطعٌ للأرحام فلنجعل شعارنا " من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله " الاردن كله رحم واحد رحم الاسلام ورحم الجوار" .

( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات