جمعية بئر السبع الثقافية تشهر أعمالها
المدينة نيوز -: أقامت جمعية بئر السبع الثقافية و بالتعاون مع إتحاد المؤرخين في القبائل وأنسابها حفل إشهار أعمالها في محافظة مأدبا و الذي أقيم تحت رعاية عطوفة الأستاذ عوني أبو جريبان مدير مديرية ثقافة مأدبا ، حيث حضر الإحتفال سعادة النائب الدكتور خير أبو صعيليك و جمع غفير من مثقفي أبناء بئر السبع و ضيوفهم وقد أعرب الجميع عن تمنياتهم بدوام الأمن والأمان وأن يحفظ الله وطننا الحبيب من كل مكروه.
في الكلمة الترحيبية لرئيس الجمعية الاستاذ عيسى الزيادات قدم شكره لراعي الحفل على تفضله رعاية الأحتفال و بالحضور و المشاركين ، و اللجنة القائمة على تنظيم الأحتفال ممثله بالأستاذ محمد سلامة أبو جريبان .
وقد قدم الزيادات شرحاً عن الجمعية وأهدافها وتطلعاتها المستقبلية ،و أضاف بأن جمعية بئر السبع الثقافية تأسست بسواعد أبناء قبائل و عشائر بئر السبع الكرام لتعزز ثقافة العروبة و الاسلام في هذا البلد الغالي على قلوبنا جميعاً بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و رعاه ، و تخليداً لكلمة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله " فلنبنِ هذا البلد و لنخدم هذه الأمة " نعم ، نعم فلنبنِ هذا البلد و لنخدم هذه الأمة .
و أشار الاستاذ الزيادات بأن المفهوم العالمي للثقافة له العديد من المزايا التي تهدف للرقي الفكري و الثقافي بالفرد و تحسين مستوى المهارات الفردية للإنسان من خلال التعليم و التربية و من خلال هذا المفهوم للثقافة نسجت جمعية بئر السبع الثقافية بهمة أعضائها و مشورات مثقفيها من كل الخبرات و التي تهدف من خلال تطوير و تنشيط و تفعيل دور الثقافة بين الشباب بإقامة الدورات و الورشات و المنتديات و النشاطات التي من شأنها إبراز الجانب الثقافي لدى الأفراد .
ونوه الزيادات على أن الجمعية تقدم خدماتها إلى المواطنين على السواء و على أساس تطوعي دون أن تهدف إلى جني الأرباح أو إقتسامها أو تحقيق منفعة شخصية لأي من أعضائها .
بدوره تحدث الأستاذ أحمد أبو خوصة رئيس اتحاد المؤرخين في القبائل و أنسابها عن التراث الثقافي الأسلامي و دور الثقافة في حفظ الأمم ، و أن اعضاء اتحاد المؤرخين و الذين هم من نشامى و نشميات العشائر الأردنية قد جاؤا من عمان العرب و جنوب العز و شمال الخير و من بادية الشهامة و المرؤة و الكرم لهذة المحافظة (مأدبا) الأبية ليشاركوها غمرة احتفالات المملكة بالأعياد الوطنية و يباركوا بمولود الثقافة الجديد جمعية بئر السبع الثقافية .
بدوره رحب راعي الحفل الأستاذ عوني أبو جريبان بكلمته الترحيبية بالحضور و شاكراً القائمين على الجمعية على دعوته لرعاية هذا الإحتفال و مثمنناً خطوتهم على اختيار مأدبا المكان الأول لإشهار أعمال الجمعية .
و أضاف أبو جريبان بأن الهيئات و الروابط الثقافية هي الذراع الحقيقي في صنع الثقافة و لذلك فإن وزارة الثقافة تهتم بالهيئات و تقدم الدعم للهيئات التي تُحسن اختيار و انتقاء الأنشطة التي تمس هموم المواطن ، فللثقافة دوراً مؤثراً و أساسياً في الخروج من المنعطفات التي يواجهها المجتمع فهي توفر سبل المعرفة و الإبتكار و المبادرة و هي الركن الاساسي في التنمية الإقتصادية و السياسة و كل مفاصل المجتمع .
بدوره النائب الدكتور خير أبو صعيليك رحب بفكرة الجمعية التي تحمل الثقافة و أسم مدينة عظيمة ، وثمن جهد القائمين على إبراز دور الثقافة إذ بدأت إنطلاقة هذه الجمعية من خلال ثقافة الفكر والمكان و أن الثقافة فكر جامع ، ونوه إلى أن منظومة الأمن في حراسة الثقافة .
الدكتورة ابتسام الدسيت تحدثت في كلمتها عن القطاع النسائي في الجمعية على أن العالم حقق خطوات ملموسة خلال السنوات الخمسة و العشرين الماضية تجاه تضييق الفجوات بين الرجال و النساء في التعليم و الثقافة و الرعاية الصحية و أسواق العمل .
و أضافت بأن النظرة إلى المرأة ما زالت كما كانت سابقاً دون المطلوب و أن المرأة تعاني من أشكال عدم التوافق بين امكاناتها الحقيقة و الحقوق المعترف بها قانونياً و اجتماعياً ، و لا يمكن أن تلقى المسؤولية على عاتق الرجل لوحده بل أيضاً تقع على المرأة فيتطلب منها أن تكون ايجابيه نحو نفسها .
و تحدث الدكتور حسين أبو رياش خلال كلمة الشباب على ان تأسيس هذه الجمعية جاءت بمبادرة طموحة و صادقة من أبناء بئر السبع أهل العلم و الثقافة و الخير و العزيمة من أجل خدمة الثقافة على المستويين المحلي و العربي فهذا الحلم أصبح واقعاً ملموساً .
و أضاف الدكتور أبو رياش بأن المثقف هو صوت الأمة و لسان شعبها و العين التي يرى من خلالها المجتمع ، و ما يجري في العالم من مجريات و أخطار بكافة أشكالها السياسية و الإقتصادية و الثقافية و الإجتماعية تريد إلتهام هوية الشباب و عقولهم ، ولهذا يمكن اعتبار المثقف جندياُ يقف على ثغرة هامة في بناء مجتمعه .
النائب السابق الأستاذ سليمان أبو غيث تطرق لمفهوم الثقافة الإشلامية على أنه مصطلح يعبر عن حياة الأمة الإسلامية، وهويتها الدينية والحضارية، وقد عرّف الثقافة الإسلامية على هذا الأساس بأنها "معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة، بتفاعلاتها في الماضي والحاضر؛ من دين، ولغة، وتاريخ، وحضارة، وقيم، وأهداف مشتركة".
بدوره الدكتور محمد وهيب تحدث عن مأدبا التاريخ و الحضارة و عن المواقع الأثرية التي تزخر بها مأدبا و الكنائس الفسيفسائية ، و عن الإكتشافات عبر مر العصور عن الموروث التاريخي لمأدبا كما أنها تحتوي على بقايا من العصر الروماني والبيزنطي والفترات الإسلامية المبكرة (من نهاية القرن الثالث إلى التاسع ميلادي). كما تحتوي على كنائس بعضها بأرضيات فسيفسائية محفوظة بشكل جيد. و بصفة خاصة أرضية كنيسة القديس ستيفن, التي تمثل المدن في المنطقة.
و تحدثت الدكتورة صباح أحمد عن اهتمام النساء بالأنساب فهذه حفيدات ميسون الكليبة و خولة و أسماء و سمية و الخنساء فالمرأة كونها تلعب دور أسري في الأساس كونها الأم والأخت والزوجة، وأنها شريكة في تحمل مسؤوليات الحياة وبرز في عدد من العصور والأماكن العديد من النساء المسلمات في مناحي الحياة السياسية والقضائية والتجارية والثقافية والاجتماعية.
بدوره عريف الحفل الدكتورعطيه أبو الشيخ كان يبحر بالحضور بعذب الكلمات و الشعر فتارة يأخذهم إلى الماضي القديم شعراً و تارة يعيدهم نحو اللحظة التي ولد بها المولود الثقافي الجديد جمعية بئر السبع الثقافية شعراً ، حيث عبر بأن الثقافة غذاء ممتعاً للعقل البشري فهو بحاجة إليها في كل الأوقات بمجالات عديدة و أن نختار ثقافة نابعة من واقعنا العريق الذي لا يبخل علينا بأي شىء وعندها سنكون محصنين ومسلحين بسلاح قوي ملائم لنا يحمينا من غزو ثقافة الاخرين المتنوعة .
هذا و قد تخلل الأحتفال قصائد شعرية كانت واحدة للشاعر خالد الجميل الذي تغنى بالوطن و بقائد الوطن و فقرة فنية للفنان عبد اللطيف أبو الشيخ حملت المعاني الشجية التي تعبرعن الموروث .