ما لم يعرفه الاردنيون عن الالعاب النارية .. تحتوي مواد كيماوية سامة وتتسبب بالجلطات وارتفاع الضغط
اخلاص القاضي - تعرضت الثلاثينية رجاء الجبوري وهي واحدة من عشرات المشتكين من الازعاج الذي سببه لها اطلاق المفرقعات النارية الى الاصابة بارتفاع مفاجىء في ضغط الدم وصداع استمر لاكثر من اربعة ايام .
وتساءلت كغيرها من المتضررين : لماذا يخلّف الفرح لدى بعض الناس امراضا لدى الاخرين ولماذا لا يتم منع المفرقعات بالمطلق .
وتؤكد ام علي الموظفة في القطاع العام ان اصوات المفرقعات تسبب لها خوفا كبيرا سيما وان هذه الاصوات تتصاعد بشكل مفاجىء , وان حالة من القلق الشديد تنتابها عند حضورها لمناسبة بمصاحبة اطفالها خوفا عليهم من حدوث ما لم يحمد عقباه في حال الاستخدام الخاطىء لها .
ورغم التحذيرات الامنية المتكررة والمتعلقة بعدم اطلاق الالعاب النارية بعد الساعة العاشرة ليلا في الصيف الا ان مواطنين لم يلتزموا بذلك حين ازدادت حدة ووتيرة اطلاقها لساعات متأخرة من الليل ما اثار حفيظتهم حيث اشتكوا الى وكالة الانباء الاردنية من عدم قدرتهم على النوم ناهيك عن ما تسببه اصواتها من فزع للاطفال وكبار السن .
ويستغرب الناطق الاعلامي في مديرية الامن العام الرائد محمد الخطيب من تصاعد حدة استخدام الالعاب النارية في ساعات متأخرة من الليل رغم التعليمات الصادرة عن المديرية والمتعلقة بعدم السماح باطلاقها بعد الساعة العاشرة مساء في الصيف وبعد الثامنة مساء في الشتاء .
ويشير الى ان ثمة اجراء على من يريد اطلاقها اتخاذه وهو ضرورة مراجعة اقرب مركز امني والتبليغ عن الاحتفال المراد اطلاق المفرقعات فيه وكذلك الشركة التي سيتم شراء المفرقعات منها بحيث يقوم فريق من المركز بمعاينه موقع الاحتفال والكشف عليه ليتم التأكد من خلوه من أي مواد قابلة للانفجار او عدم وجود اسلاك كهربائية معرّاة او أي مظهر قد يسبب حوادث ما .
ويشترط وفقا للخطيب ان يتولى خبير من الشركة التي تم شراء المفرقعات منها مهمة اطلاقها مشيرا الى انه والحمد لله لم تسجل حوادث لهذه السنة جراء استخدامها قياسا بالعام الماضي الذي شهد حوادث عدة ادت الى ايذاء وحرق مواطنين .
ومن مفارقات سلوكيات بعض الناس ان احدهم طلب المفرقعات النارية كهدية لابنته بمناسبة نجاحها بالثانوية العامة الامر الذي قوبل بالرفض من قبل ام عون التي استهجنت الطلب مستبدلة اياه بزجاجة عطر مؤكدة ان للتعبير عن الفرح طرقا اكثر حضارية ومقبولة ولا تسبب أي اذى للاخرين .
ولم ترض الطفلة رزان 13 عاما مرور عيد ميلادها دون ان يطلق لها والدها 13 مفرقعة نارية رغم محاولات اسرتها ثنيها عن ذلك , حيث يقول والدها ابو عدي انه كان خائفا على مشاعر الجيران جراء اطلاقها ما دعاه الى الاستئذان والطلب منهم مشاركته فرحته بعيد ميلاد طفلته .
ولا تقتصر الاثار السلبية لاطلاق المفرقعات على الازعاج والضجيج بل انها قد تسبب امراضا مختلفة منها ما قد يصيب القلب وفقا لاستشاري امراض القلب والشرايين والقسطرة الدكتور جمال الدباس .
ويقول : ان اصوات المفرقعات النارية قد تسبب لاصحاب القلوب الضعيفة والذين يعانون من امراض في القلب الاصابة ب ( الرهاب ) الناجم عن الخوف الشديد والمفاجىء وما يصاحبه من ارتفاع مفاجىء في ضغط الدم وزيادة سريعة في دقات القلب ما يؤدي الى ضغط متزايد على عضلة القلب وشرايينه التاجية اضافة الى زيادة في استهلاك اوكسجين الدم .
ويؤكد ان الاعراض السابقة تؤدي – عند مرضى الشرايين التاجية – الى ذبحات صدرية غير مستقرة واحيانا احتشاء او جلطة في القلب .
ويتحدث عن اعراض الذبحة الصدرية ومنها الم مفاجىء وشديد في منتصف الصدر يمتد الى الجهة اليسرى يصاحبه زيادة في التعرق اضافة الى الغثيان والتعب والارهاق الشديدين فيما تتلخص اعراض الاحتشاء او جلطة القلب بالم شديد في الصدر ومنتصف الظهر .
وينوه في هذا الصدد الى ضرورة ابتعاد مرضى القلب عن كل مصادر التوتر والقلق والصوت العالي لانها تزيد من احتمالية حدوث المضاعفات سابقة الذكر مشددا على ان يراعي المواطنون جيرانهم وان لا يقوموا بازعاجهم منعا لتعرضهم لامراض قد تكون قاتلة .
وحول الاسعافات الاولية لمرضى القلب في حال (رهابهم) من سماع اصوات المفرقعات النارية يشير الى ضرورة تناولهم لحبة (اسبرين ) ودواء اخر موسع للشرايين وهو ما يطلق عليها بالعامية حبة تحت اللسان عيار( 5 مليغرامات) يستطيع اخذها على ثلاث مراحل قبل الوصول الى اقرب مركز صحي .
وتتكون المفرقعات من مواد كيماوية متعددة ومعادن ثقيلة تشكل العنصر السام والاخطر ومنها الكروم والرصاص بحسب استاذ علم السموم في جامعة عمان الاهلية الدكتور سمير القماز .
ويضيف ان تلك المواد تخلف لدى تفجرها في السماء وتحت حرارة عالية جدا مواد جديدة تحمل صفات مؤكسدة وسامة , تستقر في السماء وتنزل على شكل غبار سام يترسب لاحقا على الجدران والمباني والاشجار والارض ويدخل المياه الجوفية والسطحية في موسم الشتاء ومنها ما يتم جرفه الى البحار والمحيطات مسببة مع الوقت اضرارا بيئية كبيرة .
ويقول الدكتور القماز الذي يشغل كذلك رئيس جمعية السموميين – تحت التأسيس ان ما يتبقى في الجو من غبار جراء انفجار المفرقعات يحجب اشعة الشمس ويسبب في الشتاء سقوط امطار حامضية ضارة بالنبات والانسان .
ولا يتوقف امر خطورة المفرقعات على النواحي البيئية وفقا للقماز بل يتعداه الى احتمال اصابة مطلقيها بحوادث قد تؤدي الى بتر في الاطراف او فقء في العيون او حرائق تأتي على الانسان والاشجار ,وقد ادى على سبيل المثال استخدام المفرقعات في الولايات المتحدة الاميركية خلال سنوات سابقة الى حدوث 32 الف حريق .
وتسبب المفرقعات ايضا الضجيج الذي اذا زاد عن 85 (ديسيبل ) وهي وحدة قياس الصوت امراضا عدة منها ضعف في السمع لا سيما اذا علمنا ان ما تسببه المفرقعات يصل الى 140 (ديسيبل) منوها الى انها قد تسبب كذلك امراض الربو والحساسية .
ويدعو في هذا السياق الى منع تداولها وليس تنظيم استعمالها لما يعرف عنها من اضرار وسلبيات واضحة للعيان .
يشار الى ان وزارة الداخلية كانت اوقفت ترخيص شركات مفرقعات جديدة واكدت على تطبيق القوانين والتعليمات المتعلقة بظاهرة الالعاب النارية في المناسبات الاجتماعية المختلفة حفاظا على حياة المواطنين وحرصا على توفير اجواء الاستقرار .
ومن ابرز تلك التعليمات عدم اطلاقها بعد الساعة العاشرة ليلا وذلك بحسب الناطق الاعلامي في وزارة الداخلية زياد الزعبي.