صدور ديوان رحلة للشاعر صالح محمد العمري

المدينة نيوز- يشتمل ديوان (رحلة) للشاعر صالح محمد العمري الصادر حديثا عن دار المأمون بعمان ، على جملة من القصائد التي كتبها في رحلة حياته التي شهدت احداثا ومصائر وتحولات في مسيرة الفرد والوطن والامة .
وتتنوع قصائد العمري بدءا من الوجدانيات التي يناجي بها الخالق عز وجل ومرورا بتبيان حال الامة التي تعاني الاحتلال واطماع القوى الكبرى ووصولا الى التغني بالفضاء الخاص بقريته كفر كيفيا ثم الفضاء العربي الكبير في فلسطين ومصر والعراق وبلدان الخليج حيث الاحاسيس والمشاعر المتنوعة بحسب لحظات الالم والمرارة والحنين .
تتميز قصائد الديوان بابعادها الايمانية الشديدة الشوق والشغف الى القصيدة في توقها الى بنيتها الكلاسيكية والمعلقة على حواف الاسئلة الجارحة تجاه الواقع وحلكته واينعت باجتهاده قصائد تتسم بالعذوبة والفطنة والرقة المتدفقة جماليات ومفردات لغوية تنبش في الموروث وتستلهم قاماته البديعة. من بين قصائد الديوان : (قريتي، وطني، صيف ابو ظبي، ولدت فقيرا، صحوة، استنهض امتي، ابنائي، رحل الاحبة، في ذكرى الاسراء والمعراج، مناجاة، الموت، فتاة العراق، شرم الشيخ، محاورة بيني وبين النهر، هبت النار، سلامات ، الصغيرة، ومرضت ).
استهل الديوان الشاعر الدكتور محمد مقدادي بتقديم معنون (النص الشعري: بين الايمان والحكمة) جاء فيه: انه قلما يراوح نص بين ايمان عميق وحكمة راسخة كالنصوص الصوفية الراقية يغري القارئ بمقاربة النص ومقارعته ومحاورته وتقليب جمله الشعرية على موقد الحكمة مرة وعلى وسائد الايمان واليقين مرات اخرى.
ويضيف مقدادي: هذه التجربة المصاغة شعرا والمستمدة نسغها من رحم الواقع المعاش هي فاصل من فصول الحياة لكنها ليست حياة كاتبها فحسب بل هي حياة البلد الامنة المطمئنة الاسرة الصغيرة والعشيرة الاكبر والوطن المنكمش في عتمة القلب والامة ، مشيرا الى انه مثلما اهتدى الشاعر الشيخ الجليل صالح العمري الى سبيله الإيماني، وشق طريقه لابراجه العالية فقد وجدها في الشعر .
ورأى ان الشعر وسيلة يؤدي بها رسالة الصبر على مصائب الدنيا وابتلاءات الدهر الذي حاوره الشاعر بالعامية في حوارية رقيقة ومعبرة وصولا الى محبة الاسرة والاخلاص للوطن والذود عن قضايا الامة وحمل رسالة الحق التي يدعمها يقين الشاعر المنبثق من بيئة ايمانية راسخة قواعدها.
ويرى الكاتب خالد العمري في مقدمة ثانية للديوان ان صالح العمري شاعر ذو عاطفة دفاقة احب مجتمعه، نقي السريرة وصف في رحلة العمر كل ما رأى وما عانى وصف الوطن العربي وذوب حبه قلبه وصف الطبيعة وبهجتها ووصف معاناته ومعاناة الامة من خلال حديثه عن فتاة العراق اذ عبر عن هذا كله بوضوح الكلمة وجمال التصوير النابع من حب اكيد وحس مرهف.
يشار الى ان الشاعر العمري مواليد العام 1926 في لواء الكورة بمحافظة اربد درس في الكتاتيب وعمل في شركات ضخ النفط للعراق الى العام 1948 ثم التحق بالقوات المسلحة الاردنية (الجيش العربي) واحيل الى التقاعد عام 1975 برتبة نقيب، وتنقل في خدمته العسكرية بين عمان والقدس ونابلس ووادي شعيب والعقبة والمفرق حيث شارك في معركة الكرامة العام 1968 وهو صاحب مجموعة من الكتابات في حقل الشعر والمقالة والقصة القصيرة نشر العديد منها في مجلة (الجندي) .
(بترا )