لغيابها ..ظهر العنف
هي البرامج والأنشطة الثقافية والفعل الثقافي والرياضي والانتاج الانساني في مؤسسات تربوية وأكاديمية ممثلة بالجامعات والمدارس, فعندما يتعطل الفعل الثقافي بسبب تقصير القائمين على تفعيل الحركة الثقافية أحياناً , أو لوجود بيروقراطية متخلفة في أروقة بعض المؤسسات في تعليماتها ,أو عنجهية غبية لدى من يفتي بعدم جواز مرور النشاط وإبرازه للفئات المستهدفة وهم الطلبة الجامعيين أو أبناء وبنات المدارس وهو طبعاً المسؤول الرجعي فيها, حينها يتولد العنف ويتجذر.
من الظلم بمكان أن ننسب العنف لأسباب عشائرية أو مشاجرات تتعلق بشرف العشيرة وتغزُّل أحدهم بفتاة من تلك العشيرة أو تلك المنطقة, فالذي يوصلنا لمثل هذه تصرفات من معاكسة فتاة لشاب وتوريطه مع عشيرتها أ رمي الشاب بلاه على الفتاة وما يلحق هذا الفعل من عنف لا محدود هو غياب تفعيل طاقات تلك الفئة الشبابية وعدم الالتفات الى ضرورة تفريغ الطاقات باتجاهات ايجابية تتعلق بالبناء ,بل نجد غياب الاهتمام بهذه الفئة وبمتطلباتهم ومتطلبات مراحلهم العمرية بدءاً من البيت ثم المدرسة وانتهاءاً بمراحل التعليم العالي ,أو ربما لمن لم يكمل تعليمه العالي في أي اتجاه يسلكه في الحياة فنجد حينها عنفاً مجتمعياَ شاملاً في المؤسسات التعليمية أو خارجها.
الشباب يحتاجون التفاتة حنان ورحمة ,فكل أبناء وبنات المراحل العمرية من الطفولة حتى نهاية مرحلة عمر الشباب يحتاجون العناية والعطف بشعورهم وميولهم واتجاهاتهم واهتماماتهم فإذا ما تم تفعيلها وتوجيهها نحو المسلك الايجابي وإحاطتها بفائق العناية والاهتمام والعطف والرحمة وكأنها طفلُ صغير ,فسيتولد لدينا مسببات للعنف لها بداية وليس لها نهاية إلا إذا بدأنا من جديد بتأطير وتأسيس مرحلة شاملة من تطوير الانسان وخاصة الاطفال والشباب نفسيا من خلال توجيه الطاقات نحو الرياضة والثقافة والفن والحراك الشبابي البنَّاء وبنفس الوقت ترسيخ تعليمات وأنظمة لدى المؤسسات التربوية ومؤسسات المجتمع المدني بهيئاتها المستقلة أو شبه الحكومية أو الحكومية تعزز هذه الرغبات وتنميها وتحققها , وأيضاً إعادة تأهيل القطاع الإداري لهذه المؤسسات أو هيكلتها بالكلية برفد كوادر بشرية تعي علم النفس المجتمعي وتدرك كيفية وقاية المجتمعات من مرض العنف المجتمعي الذي تولد لدى الشباب نتيجة غياب الخطط لبناء نفسية وشخصية الجيل والناشئة.
في رمضان الذي أوله رحمة ..لنرحم مجتمعنا وأجيالنا القادمة من بيروقراطية المؤسسات ولتتطهر من فساد فكر وجيب بعض القائمين على الحيوي منها الذي يقود النخبة والنشاط والطقاقات الهائلة لدى الشباب ,ولنرحم كمسؤولين عن إدارة الحراك المجتمعي وكمربين ومعلمين وأكاديميي جامعات وإعلام وآباء وأمهات فلنرحم جميعا هذا المجتمع بكافة أطيافه من استمرارية التقصير في الأداء ليعود الجيل الى الفطرة بعد أن تشوهت,وذلك برمي الكرة في مرمى الشباب ليبدأوا مراحل من العطاء والايجابية بدل الوجود السلبي حالياً لهم في الحياة وبالتالي لننتهي من ظاهرة العنف نهائياً التي هي دخيلة على ثقافة هذا المجتمع الطيب.