السيد محمود عباس الأقوى و حل مشاكل العالم العربي بيديه
سيستغرب القارىء الكريم من عنوان مقالتي الجديدة لكونه غير مرتبط باذهان الناس عقليا و منطقيا و لكن لنذهب معا لنحلل ذلك .
اعتقد ان وجود اسرائيل على ارض فلسطين التاريخية هو السبب الرئيسي و الاول لكل ما نعانيه من مصائب و مآسي في عالمنا العربي , فتدمير العراق و سوريا و ما يحدث الان في مصر و المشاكل مع ايران و الفتنة الشيعية – السنية و كل ما يحصل من خنق للحريات و القوانيين الظالمة و الوضع الاقتصادي السيء رغم وجود الثروات الهائلة في العالم العربي , كل ذلك هو ما يمد اسرئيل بالحياة و بقائها في ظل هذا البحر الهادر المكون من مئات الملايين من العرب و لا يتجاوز عدد الاعداء الصهاينة على ارض فلسطين الـ 6 ملايين شخص لهو السبب في عدم تحولنا الى دول ديمقراطية و مستقرة و حرة و آمنة .
كل ذلك التدخل و الفتن التي تحدث في عالمنا و دولنا العربية تتم من خلال ادوات و اسباب و مبررات داخلية عربية و بايدي عربية و اسرائيل ظاهرا بعيدة عن ذلك و كانه لا يد لها فيما يجري من حولنا .
و لكن السؤال لو كان هذا الكيان غير موجود فهل كنا سنشهد مثل هذا الوضع الماساوي و مثل هذا التشرذم و الخلاف ؟!
كل ماسبق هو تشخيص للحالة التي نمر بها , فكل المشاكل التي نمر بها سببها تفرغ اسرائيل لنا لخلق الفتن و القلاقل لانه لا يوجد ما يشغلها على ارض فلسطين فأي انسان لا يستطيع ان يواجه مشاكله الخارجية بقوة و حزم اذا كان يعاني من مشاكل داخلية في بيته و في اسرته . فيكون صعبا و لكن عندما لا يوجد لديه مشاكل مع اهل بيته و اسرته و الجميع متكاتف معه فسيواجه المشاكل الخارجية بكل قوة و حزم .
و اسرائيل اذا ما شُغلت بوضعها الداخلي و المتمثل بوجود قلاقل لها جراء احتلالها و ان تدفع ثمن ذلك الاحتلال فستبقى منشغلة حينها بحل تلك المشاكل .
و لهذا عندما يقتنع السيد الرئيس محمود عباس بانه اقوى من اسرئيل و حياة هذا الكيان المجرم و مستقبله بيده لانه صاحب الحق و صاحب الارض و المظلوم وصاحب القرار في اشعال القلاقل لاسرئيل .
فعندئذ ستتغير الامور و يصبح كرت التفاوض بيده و كل ذلك مرتبط بان يسمح بمسيرات مليونية تنطلق من رام الله تحديدا لرفض الاحتلال و بدون استعمال السلاح او حتى الحجارة و انما من خلال مظاهرات سلمية لا تحمل سوى العلم الفلسطيني و يافطات بمئات الالاف لرفض الاحتلال سرعان ما ستلحق بها كل مدن و قرى فلسطين .
عندها اسرائيل ستتفرغ لحل تلك المشاكل لانها لا تستطيع مجابهة ذلك ان كان في الداخل او في الخارج عندها يقوم العالم العربي كله و من وراءه العالم الاسلامي و العالم الحر بدعم حق الشعب الفلسطيني في رفضه للإحتلال .
و هذا سلاح بيد الشعب الفلسطيني غير مكلف و جرب في عالمنا العربي حديثا و نجح في تحقيق اهدافه في منطقتنا و سيبطل كل عناصر القوة المسلحة لدى هذا الكيان الغاصب .
و بهذه الطريقة سيكون لدى الرئيس عباس كرتاً قويا للمفاوضات و كذلك يكون لدى العالم العربي كرتا اخر بدل المبادرة التي رمت بها اسرائيل عرض الحائط
و بهذا يستطيع الشعب الفلسطيني ان يحقق هدفه في المرحلة الاولى و هي استرداد اراضيه فيما بعد الـ 67 الى ان يأتي الله بامره و هو الوعد بإساءة وجوه الصهاينة و تتبير ما علو تتبيراً .
و اعتقد ان الامور في كل من مصر و سوريا و باقي دول العالم العربي ستهدأ و لا يكون مبرراً لاشعال الفتن كما هو حاصل الان .
و اذا لم يتم ذلك فسنبقى ندور في حلقة مليئة بالكوارث و المصائب و الفتن و التي ستلاحقنا يوما بعد يوم .
و ما نراه اليوم شيء بسيط مما سيكون عليه في المستقبل اذا لم يفعل السيد عباس ذلك.