عميد كلية الأمير الحسن للعلوم الإسلامية يحاضر حول نظرة الإسلام لذوي الإعاقة العقلية
المدينة نيوز-: نظمت مبادرة "مكاني بينكم" الطلابية التي أطلقها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وكلية الملكة رانيا للطفولة في الجامعة الهاشمية يوما مفتوحا لرعاية ودعم مجموعة من الأطفال ذوي الإعاقة العقلية. وتكونت الحملة من (20) طالبة من طالبات مساق الإعاقة العقلية في قسم التربية الخاصة في الكلية.
وشمل اليوم المفتوح نشاطات متنوعة ترفيهية وتربوية وتعليم على المهارات الحياتية لذوي الإعاقة من أبرزها ألعاب حركية، ومسرحيات هادفة لإيصال رسائل تربوية، وتوزيع وجبات غذائية من مطاعم "مكدونلز"، وتوزيع ألعاب وهدايا متنوعة.
كما تضمن اليوم المفتوح محاضرة لطلبة قسم التربية الخاصة حول "نظرة الإسلام لذوي الإعاقة العقلية" قدمها العميد الدكتور جميل الخطاطبة عميد كلية الأمير الحسن للعوم الإسلامية حيث بين أن الإسلام حفظ للمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم الإنسانية الكاملة، وأعطتهم مكاناً ومكانة في المجتمع، ووفر لهم سبل الحياة ليعيشوا كأفراد ناجحين، وقد وصل في ظل الإسلام العديد منهم إلى أعلى المراتب فكان منه العلماء والمحدثون. وقال أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن رعاية أصحاب ذوي الإعاقة تجلب لأهل الإيمان ثوابا عظيما وزيارتهم والترفق بهم باب من أبواب تكفير الذنوب.
وقال أن الإسلام دعا إلى التعاون معهم، والإحسان إليهم، وأن ذلك الإحسان ليس شفقة أو رحمة بهم بل هو واجب ملزم به كل مؤمن. كما بينت الشريعة حُرمة إيذاء المعوقين بأي صور من صور الإيذاء كاحتقارهم أو ازدرائهم أو السخرية منهم، كما أرست الشريعة الإسلامية دعائم التكافل الاجتماعي فكان جمع الصدقات والهبات وإيصالها إلى مستحقيها فقامت المسلمون ببناء (المارستانات) المستشفيات لذوي الإعاقة العقلية والقيام بخدمتهم.
وقال إن من حقوقهم كثيرة وعظيمة في الإسلام فمنها الدينية فحق لهم بيان أحكام الإسلام وإيصال الدعوة إليه بكافة الوسائل والأساليب المشروعة، كما لهم حقوقا تربوية وتعليمية كحقهم في توفير معلمين متخصصين في مجال التربية الخاصة، وإنشاء المراكز الخاصة بهم، إضافة إلى ضمان الحقوق النفسية كتربية ذي الإعاقة على تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات، وبث الأمل والتفاؤل في نفوسهم، والترويح عنهم وفق الأسس والضوابط الشرعية. كما أشار إلى حقوقهم الجسمية في التداوي، والتأهيل، والرياضة، والأجهزة التعويضية، إضافة إلى الحقوق الأسرية ومنها الصبر على هذا الاختيار، والتعامل مع الأمر بهدوء وروية، والكشف الطبي المبكر للتأكيد من مظاهر نموه، وتقبل إعاقة الطفل من ذوي الإعاقة، والعدل في التعامل معه، وعدم حرمانه من حقوقه.
واستند إلى فتوى دائرة الإفتاء في بيان حكم زواج المعاق حيث بين أن يجوز زواجه ضمن مجموعة من الضوابط من أبرزها أن لا يكون الطرف الثاني معاقا مثله لأنه غالبا لا يحقق أي مصلحة، أن يكون الطرف الآخر على علم بمرضه، ومأموناً شره، ورضى أولياء الأمر. كما بين حكم إزالة رحم الفتاة المعاقة عقلياً بأنه لا يجوز ذلك إلا في الحالات المرضية، أما المرض العقلي وعدم السيطرة على السلوك لا يجيز مثل تلك العمليات.
وقال على المسلم أن يصبر على الإعاقة فله الثواب والجزاء عند الله، والصبر من الجانبين من الأسرة ومن الشخص ذوي الإعاقة.
وأدار المحاضرة الدكتور عمر البطانية مساعد عميد شؤون الطلبة الذي أكد على رسالة الجامعة الهاشمية الهادفة إلى تأصيل العمل التطوعي والخيري في نفوس الطلبة من خلال تقديم نماذج حية على أرض الواقع في التعامل مع الفئات المحتاجة للدعم والرعاية والتأكيد على حقوقها المستمدة من ديننا الحنيف.
وذكرت الدكتور إيمان الزبون مدرسة مساق الإعاقة العقلية في قسم التربية الخاصة أن الإعاقة العقلية تشمل الأطفال في المرحلة النمائية من الميلاد ولغاية الـ(18) عاما الذين يعاون من تدني القدرات العقلية، ومشاكل في السلوك التكيفي.
وبينت اهمية تنظيم مثل هذه النشاطات التي تتوافق مع أهداف المساق في تعرف الطلبة مباشرة في التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية، والتواصل معهم مما يجسر الفجوة بين النظرية والتطبيق، إضافة إلى معرفة رأي الإسلام في التعامل مع هذه الفئة. كما أشارت إلى اهمية استثمار أوقات الطلبة بطريقة إيجابية تقوم على العمل التطوعي والتعاوني.