الأمير الحسن يدعو إلى تطبيق المنهج التحليلي من أجل الإبداع
المدينة نيوز - قال سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، إن الأجيال المقبلة هي الأمانة التي يحملها الجميع ومستقبل الوطن يعنينا جميعاً، مما يستدعي تطبيق الأساليب المثلى لخدمة الصالح العام والمحافظة على المنهج التحليلي للوصول إلى الإبداع في مختلف المجالات العلمية والبحثية والفكرية.
وأضاف سموه، خلال رعايته مساء أمس (الثلاثاء 18 آب 2009)، في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، حفل إطلاق مشروع "تحديد أولويات البحث العلمي في الأردن للأعوام العشر القادمة" الذي نظمه المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع صندوق دعم البحث العلمي، أنه لا توجد عصا سحرية تحدثنا عن المستقبل القريب أو البعيد، لذا فإن الحاجة ملحّة لإقامة الفضاء الثالث بحيث نخاطب بعضنا البعض حيادياً في إطار المواطنة ضمن تفاعل القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مما يسهّل الحديث في القضايا العامة بعيداً عن مجالس الخوف بأشكالها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ودعا الأمير الحسن، خلال الحفل الذي حضرته سمو الأميرة سمية بنت الحسن ووزير الزراعة المهندس سعيد المصري وعدد كبير من الباحثين والمختصين في مجال البحث العلمي، إلى لقاء العقول من خلال الحوار والمجادلة والعودة إلى تقاليدنا العريقة في هذا المجال.
وأشار سموه إلى أن مشروع "تحديد أولويات البحث العلمي" هو مشروع وطني يهدف إلى استقراء الآراء الوطنية المتخصصة سعياً إلى إيجاد مُناخ ملائم لتعزيز القدرات والمشاريع العلمية.
وأضاف "إننا نطمح إلى اليوم الذي نشهد فيه عمليات التشبيك مع جامعات الدنيا ضمن معايير سليمة للحوار وتقدير سليم لما ينتج عنه"؛ مؤكداً أن أسلوب التعامل مع الفكر والرأي يجب أن يتطور عبر نظرة مستقبلية تنظيمية تأخذ بعين الاعتبار تأسيس مراكز تحليلية لدعم صانعي القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والخدمي، والتماسك مع القواعد المعرفية أينما وجدت.
وقال سموه إن تراكمية إيجابيات العمل والتعاون الجمعي في مخاطبة مختلف القضايا الملحّة ستعزز الشعور بأن الدولة الحديثة قد دخلت العصر بمقدرة جمعية تحليلية على مخاطبة تحديات العصر؛ مشدداً على أن النظرة الكليّة للمستقبل يمكن الوصول إليها من خلال إيجاد نقاط التقاطع بين المعارف المختلفة.
وعرض الأمير الحسن نماذج تطبيقية للأسلوب العلمي المتبع في مشروع "تحديد أولويات البحث العلمي"، وهو أسلوب دلفاي، مبيناً أهمية إطار المساءلة وضرورة توافق اللجان المتخصصة في تطبيقه والمشاركة الافتراضية في تكوين الرأي حوله.
وقال سموه إن الحضارة النبطية هي حضارة الاستنباط، فأين روح الاستنباط في أجيال اليوم؛ داعياً إلى تأسيس مجلس تراثي على الصعيد العربي يسمو فوق السياسات المحلية.
بدوره تحدث أمين عام المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور عادل الطويسي، عن أهمية المشروع في وضع أسس التخطيط السليم والفاعل لمسيرة البحث العلمي في المملكة للسنوات العشرة المقبلة، نظراً لما ستوفره نتائجه من تحديد للمجالات البحثية والتي تحقق احتياجات القطاعات التنموية والتكنولوجية المختلفة.
وعرض الطويسي الإنجازات التي حققها المجلس خاصة في مجال إعداد السياسة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا وإنشاء عدد من المراكز العلمية اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة والإسهام في التنمية المستدامة للبادية الأردنية لتحسين مستوى معيشة سكانها.
من جهته قال رئيس اللجنة التوجيهة العليا للمشروع وأمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور تركي عبيدات، إن هذا المشروع سينظم التشبيك بين صندوق البحث العلمي والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا.
ودعا عبيدات إلى زيادة الإنفاق على البحث العلمي في الأردن؛ مشيراً إلى أنه تم خلال العام الماضي تقديم 650 مشروعاً بحثياً لصندوق البحث العلمي، تمّ دعم 80 مشروعاً منها بكلفة ستة ملايين دينار. وأكد أن الصندوق سيقوم بدعم الأسبوع العلمي الذي ينظمه المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا سنوياً؛ واصفاً هذا المشروع بالتظاهرة العلمية.
وعرض الممثل عن اللجنة الفنية للمشروع، الدكتور يوسف القاعود، منهجية تنفيذه والتي ستتم بمشاركة مجموعة من الباحثين والخبراء الأردنيين المختصين. وقدم وصفاً لكيفية استخدام طريقة "دلفاي" في تحديد الأولويات البحثية وعرض الخطوات اللازم اتباعها للوصول الى قائمة من الأولويات البحثية في مختلف القطاعات التنموية.
وشارك في حفل الإطلاق مائتا خبير ومختص من الجامعات والمؤسسات الأردنية يمثلون قطاعات العلوم الطبية والصيدلة والعلوم الزراعية والبيطرة وتكنولوجيا المعلومات والحاسوب والاتصالات والعلوم الأساسية والعلوم الهندسية والمياه والبيئة والعلوم التربوية والنفسية والعلوم الاجتماعية والإنسانية واللغات والعلوم الإدارية والمالية والاقتصادية والعلوم السياسية والقانونية والعلوم الإسلامية والآثار والسياحة والثقافة والفنون والإعلام.