قصة المدرسة المختلطة في الموجب، والوأد التعليمي
ما كنت اعتقد ان معالي وزير التربية والتعليم يصرف النظر عن المخالفة الشرعية التي ترتكبها الوزارة علنا في الابقاء على الاختلاط في مدرسة الموجب الاساسية، والذي يصل فيها الى الصف الثامن، حيث الاطفال في مرحلة المراهقة، ناهيك عن ايلاء مهمة التدريس لمعلمين رجال ، وهو الأمر الذي ربما لا يتكرر في مدارس أخرى تابعة لوزارة التربية، والتعليم في المملكة.
وهذا ما حدا بالاباء الى ايقاف الكثير من بناتهم عن الالتحاق بالدراسة ، وبما يشبه حالة من الوأد التعليمي بات يستفحل مع كل عام دراسي في الموجب ، وهو ما يتطلب تدخلا فوريا للتعامل الجدي مع هذه القضية بحيث يصار إلى فصل الذكور عن الإناث، وذلك من خلال استغلال المبنى غير المشغول لسلطة وادي الاردن، والذي يقع الى الجوار منها .
والاصل ان تجد الحكومات الاردنية في رفع السوية التعليمية لهذه الشريحة من الأردنيين الذين ما يزالون يعيشون على خير الأرض ، ويعانون ظروفا قاسية تتعلق بطبيعة البيئة التي يقطنون فيها ، وتقل فيها الخدمات والبنية التحتية ، وجزء منهم لا تضمهم البيوت الحجرية أصلا ، وإنما ما يزالون يعيشون في بيوت الشعر ، وليس كثيرا عليهم توفير مبنى اضافي يخصص كمدرسة للبنات . ولا اقل من مساعدتهم للحصول على حق التعليم في ضوء صراعهم المرير مع الحياة وقسوة البيئة.
وحقيقة فان الاهالي في الموجب يظلون خارج دائرة اللوم فيما يتعلق بحرمان بناتهم من حق التعليم الأساسي ، عقب مرور عقود من الزمن على مرحلة التنوير التي ساهمت في الحاق المرأة بدائرة الإنسانية .
وقد أدى عدم الاستجابة لمطالبهم المتكررة إلى إيقاف العشرات من الطالبات عن إكمال تعليمهن خوفا من مساوئ الاختلاط في هذا العمر الذي لا يقدر فيه الأطفال المسؤولية .
وقد حاول الاباء التغلب على عدم الاستجابة لمطلب فصل الذكور عن الإناث بشتى السبل حتى يئسوا بعد لقاءات متعثرة مع المسؤولين ، وفضلوا ابقاء بناتهم في البيوت ، والاغرب من ذلك ان حلولا مضحكة طرحت لحل المشكلة منها إعادة ترسيم المدرسة من الداخل إلى صفوف خاصة بالذكور، وأخرى بالإناث ، وبما يحاكي فكرة (الشق والمحرم) في بيت الشعر البدوي . وهي الفكرة التي لم ترق للأهالي مما حدا بهم إلى الشروع بعملية إخلاء للمدرسة من الفتيات في توجه قسري سيمس بتأهيل هذه الشريحة الأكثر حاجة للوعي ، وإمدادها بوسائل تزيد من نسبة فاعليتها في الحياة.