الأغنية الأردنية بين الماضي والحاضر

المدينة نيوز- استذكر سياسيون وأكاديميون وفنانون أردنيون تاريخ الأغنية الوطنية الأردنية وقيمها الجمالية التي حافظت على هويتها الوطنية في أكثر من حقبة زمنية.
وحذروا في الوقت ذاته من العوائق والتحديات التي أصابت الأغنية الأردنية المعاصرة بفعل الاستسهال وغلبة عنصر التسويق دون تمحيص على خطابها الإنساني ورسالتها السامية في التغني بمنجزات الوطن .
وقال وزير الثقافة الأسبق المهندس سمير الحباشنة في ندوة الأغنية الأردنية بين الماضي والحاضر التي نظمت في المركز الثقافي الملكي بعمان مساء أمس الاربعاء ان الأغنية الوطنية هي الأكثر انتشارا كونها تعبر عن الاعتزاز بالوطن والقيادة والمكان الأردني لكنها تظل بحاجة ماسة إلى الرعاية والاهتمام والتدقيق في اختيار اللحن والكلمات التي تثري الذائقة الفنية بحيث تصل إلى وجدان المتلقي بسلاسة وصدق.
ولفت إلى ماضي الأغنية الأردنية التي نجحت في التعبير عن أشواق الأردنيين تجاه وطنهم وأمتهم داعيا في الندوة التي تخللها عرض فيلم تسجيلي يصور جانبا من أغنيات أردنية شكلت حضورا قويا على المشهد الفني الأردني المبدعين والمؤسسات الإعلامية والثقافية الوطنية لان تأخذ دورها في ايلاء الأغنية الأردنية المزيد من الاهتمام والاعتناء.
وأشار الحباشنة إلى أن الازدحام يعيق الحركة وان هناك بعضا من الأغنيات الأردنية الجديدة لا معنى لها وتعاني من خلل في الكلمات والألحان وان الأردن اليوم أحوج ما يكون إلى أغنيات تعمل على تعزيز الانتماء الوطني.
وأوضح مدير المركز الثقافي الملكي عبدالله أبو رمان مكانة الأغنية الأردنية المرموقة في حقبتي الخمسينيات والستينيات من القرن الفائت التي استطاعت منافسة أغان لقامات إبداعية عربية واستقطبت الحانها وكلماتها أسماء غنائية بارزة مثل وديع الصافي وفيروز وسميرة توفيق وهيام يونس وسواهم كثير .
بيد انه أشار إلى أن ثمة إحساسا اليوم بفعل انتشار هذا الكم الوفير من القنوات الفضائية بان بعض الأغنيات الأردنية أخذت تفقد وظيفتها ورسالتها الجمالية والالتزام بخطاب الدولة الأردنية .
وعدد أستاذ الموسيقى في جامعة اليرموك الدكتور محمد غوانمة مراحل تطور الأغنية الأردنية والتي تجلت فيها عناصر الموروث الغنائي والابتكار في الألحان والكلمات التي ترتبط بالوجدان الأردني قبل أن تتعثر في بعض من محطاتها الجديدة نتيجة انحيازها إلى لعبة التجارة والمؤثرات الصوتية الكومبيوترية وهو ما افقدها بوصلتها في إذكاء الروح الوطنية بكلمات والحان معبرة.
وبين الموسيقي ضرغام بشناق إن الأزمة التي تعيشها الأغنية الأردنية ليست حكرا عليها بل هي أزمة تعاني منها الأغنية في بلدان عربية كثيرة .
وتقرر في ختام الندوة عقد ملتقى حول الأغنية الأردنية تشارك فيه نقابة الفنانين ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني والقنوات والإذاعات الخاصة وكتاب وادباء وشعراء بغية معاينة وإيجاد حلول لازمة الأغنية الأردنية.