فرحة وسعادة للكيان الصهيوني كبيرة وغير مسبوقة
لا اعتقد ان هناك يوما مفرحا و سعيدا لهذا الكيان الصهيوني كما هو الحال هذه الايام و خاصة اليوم الذي حدثت فيه مذبحة و مجزرة ميدان رابعة العدوية في مصر .
فكانت فرحة عظيمة لهذا الكيان و التي زادت عن فرحة التوقيع على معاهدة كامب ديفيد عام 1979 و التي اخرجت مصر من الصراع العربي الاسرائلي و اصبح صراعا ضعيفا و اصبحت القوة العربية قوة مكشوفة و هزيلة .
و لكن الفرحة اليوم اكبر لدى هذا الكيان الصهيوني الغاصب لارضنا و لحقنا و لمقدساتنا و لكرامتنا و لشرفنا فعندما يسمعون و يشاهدون بعض الاعلام المصري يقول بان الفلسطينين هم الاعداء للمصريين فأي سعادة اكبر من هذه السعادة و اي فرح اجمل من هذا الفرح لدى هؤلاء الصهاينة عندما يرون بوادر الفتنة المفجعة في داخل مصر بين الشعب العربي المصري الواحد و الذي يُروج ان العدو الاسرائيلي هو المنقذ لمصر و يجب العمل معه و ان الشعب الفلسطيني هو العدو و بداية ذلك هي مع حماس في غزة و الذين يروجون في الاعلام بان مصائب مصر كلها سببها حماس و لهذا فالتخابر معها و وجود علاقات هو الشر المستطير بعينه و لهذا يقدم الرئيس مرسي الان للمحاكمة عقابا له على ذلك .
فاي فرح و اي سعادة لهؤلاء الصهاينة اجمل من هذا اليوم , فمنذ 65 عاما بكل قوة اسرائيل و بكل اسلحتهم و بكل خططهم الخبيثة و بكل اموالهم و بكل علاقاتهم و بكل وسائل شيطنتهم لم يحققوا ما استطاع اهلنا و اخوتنا و من دمنا و من لحمنا و من بني جلدتنا ان يحققوه خلال اشهر معدودة .
هذا المقال ليس دفاعا او انحيازا لفريق دون فريق في مصر الحبيبة و لكن انحيازا للقضية الفلسطينية برمتها و بوجودها و بمستقبلها لان ذلك هو الهدف و لهذا كانت الشيطنة الأولى هي شيطنة حزب الله و شيطنة ايران و شيطنة الشيعة فكل ذلك بسبب ما لحق بهذا العدو من هزيمة و انكسار على ايديهم و الان جاء دور حركة حماس ليتم شيطنتها و هي المفتاح الاول لشيطنة الفلسطينين لاحقا و ذلك لما لحق بهذا العدو من هزيمة على يدهم لانهم الخنجر في خاصرة هذا العدو و هذا نهاية المطاف الذين يسعون اليه ليصبح الاقتتال و الفتنة و الدمار عربيا - عربيا و بايدي عربية و تنفيذا بشكل مباشر او غير مباشر للاهداف الصهيونية في منطقتنا مثلما هو الحال الآن في سوريا و لتصبح حماس عدوا يجب معاقبتها و يصبح الاقتتال بين مصر و غزة و تحاصر و تدمر غزة من قبل الجيش المصري و ليس من قبل العدو الصهيوني , و كنت قد كتبت يوم 06/07/2013 مقالا بعنوان " تشخيص الحالة المصرية و طرق الحل " يمكن الاطلاع عليه في صفحتي على الفيسبوك .
و مع كل ذلك و مع كل ما نراه و ما نشاهده و ما سنشاهده من دمار و فتن لا يستوعبها العقل و لا المنطق فان كل ذلك سيصب في صالح العلو اليهودي الذي وُعِدوا به كما جاء في القران الكريم في سورة الاسراء بقوله تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) و لكن لن تستمر هذه الفرحة و لن يستمر هذا العلو و لن تستمر هذه الشيطنة لان هناك وعد رباني اخر حسب قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) صدق الله العظيم .
و يعني وعد الاخرة ليس يوم القيامة و لكنه الوعد الثاني و علمه عند الله و نساله عز و جل ان يكون في عصرنا و لكني متيقن بان هذه هي نهايتهم و لكن ما يقلق و يزعج و يفجع هو ان تكون كل تلك المصائب و الكوارث التي نراها الان بايدينا و ليس بايدي اعدائنا .
نسأل الله العلي القدير في هذه الايام الفضيلة ان يحمي مصر و شعب مصر و امتنا العربية من كل ما يُحاق و يُدبر و يُمكر بهم في ليل .